رامي مهداوي - النجاح الإخباري - استكمالاً لمقالي «مرحلة جديدة بدأت» الذي نشرته الأسبوع الماضي وما رافقه من نقاشات عامة مع عدد من وسائل الإعلام المحلية أبرزها صوت فلسطين، ونقاشات خاصة مع عدد من الشخصيات السياسية، أكتب هذا المقال في محاولة لرصد أين نحن الآن من المرحلة؟ أفضل وصف لحالتنا اليوم هو أننا وصلنا مرحلة المخاض.
يُفسر الأطباء كلمة المخاض بأنها آلام ما قبل الولادة بقليل، والمخاض هو أول مؤشر على بداية المرحلة الصعبة، بل وتكاد تكون نهايتها، مع الأخذ بعين الاعتبار وبناءً على ما قرأته يقول الأطباء إن أطول فترة من الممكن أن تقضيها المرأة في المخاض لا تتعدى الثلاثة أيام.
في واقع المخاض الفلسطيني لا أحد يستطيع معرفة مدته ولا نوع المولود!! ليس بسبب ضعف الرحم الفلسطيني، وإنما هناك العديد ممن يدعون بأنهم أطباء ويريدون مصلحة الأم قبل الجنين، بالتالي هم يحقنون الجسد الفلسطيني بالعديد من الإبر المسكنة والتخدير في بعض الأحيان، كي لا يخرج الجنين كما لا يتمنون حفاظاً على مصالحهم؛ وأيضاً حتى يتم إعداد المولود القادم بما يتلاءم مع مصالح القوى المختلفة وأهمها الدولية الداعمة لشخصيات تتقاطع مع مصالحهم في المنطقة.
نحن الآن في المراحل الأولى للمخاض، وهناك العديد من المؤشرات التي تبرهن على أن المخاض بدأ، ولا سبيل لوقفه؛ ومع مرور الأشهر القادمة سيبدأ الألم بالازدياد بدرجات تصاعدية، مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه كلما زاد الألم اقترب موعد الولادة.
إنّ علامات المخاض التي بدأت تظهر كثيرة ومتنوعة، فقط ما عليك سوى قراءة ما وراء ما يحدث في مؤتمرات صحافية أو تصريحات مباشرة!! ما عليك سوى مشاهدة حالة التجييش والتحالفات التي بدأت تظهر للعيان، ما عليك سوى متابعة نتائج الانكسارات والتصدعات المختلفة التي حدثت في النظام السياسي الفلسطيني منذ 12 عاماً على الأقل، ما عليك سوى متابعة كيف أوصلنا أنفسنا بأنفسنا الى المرحلة التي أعدها لنا الاحتلال من تشرذم للقضية الفلسطينية.
 ومن منظور آخر أيضاً، جميعنا يعلم بأن آلام المخاض بدأنا كمجتمع نستشعر بها وبنسب متفاوتة، ومن لا يستشعر بها مطلقاً أعتقد بأنه فاقد لحواسه المجتمعية والوطنية، وبعيد كل البعد عن الحالة المزرية التي وصل إليها المواطن الصامد وبصمت رغم جرحه النازف.
 حيث إن الجسد الفلسطيني بدأت قواه بالتراخي، ووصلنا الى حالة الكُفر بالذات والأغتراب، ما جعل كل فرد منّا يبحث عن خلاصه الفردي بعيداً عن الإطار الجمعي الحامي لنا كشعب فلسطيني.
لا أحد يعلم إذا ما كان الشعب «كيس الماء»_حامي الجنين_ سينفجر وفي وجه مَن؟ لأنه سيحدد شكل الجنين القادم إذا ما تمت الولادة طبيعية، لكن أخشى ما أخشاه أن تكون الولادة قيصرية من خلال الجراحة التي توائم واقعنا الذي وصلنا إليه بانعدام وجود المؤسسات المساندة للولادة الطبيعية، ما سيؤدي الى إخراج الجنين والمشيمة بما يتلاءم مع مصالح  أصحاب المرحلة الجديدة التي بدأت كما ذكرتها في المقال الماضي.

للتواصل:
  [email protected]

الايام