باسم برهوم - النجاح الإخباري - النرويج دولة صديقة للشعب الفلسطيني، وهي تلعب دورا ايجابيا في اقناع الدول الأخرى بدعم فلسطين ماليا، وأكثر من ذلك هي دولة ايجابية في العلاقات الدولية والتعاون الدولي. واسم النرويج مرتبط بوعي الفلسطيني باتفاقيات السلام التي حملت اسم العاصمة النرويجية أوسلو، ولعبت دور الوسيط النشط من أجل ابرامها.
بالتأكيد هذه هي الأسباب التي دفعت الرئيس محمود عباس لزيارة النرويج، فهي تتحمل مسؤولية أخلاقية اتجاه الاتفاقيات ومراقبة الانتهاكات بشأنها. كما يمكن للنرويج أن تلعب دور الوسيط مجددا من أجل ضمان الحد الأدنى من احترام اسرائيل لها، وفي هذه المرحلة مسألة الابتزاز الإسرائيلي بما يتعلق بمخصصات أسر الشهداء والأسرى وسرقة أموال الضرائب الفلسطينية التي ترتكبها حكومة نتنياهو اليمينية.
دور النرويج يمكن أن يتوسع في المستقبل تبعا لشكل الحكومة الإسرائيلية القادمة ورحيل حكومة اليمين الإسرائيلي، فهذا الدور يبدو ضروريا أكثر مع وجود ادارة ترامب، التي يرفض الفلسطينيون قبولها كراع ووسيط في عملية السلام بسبب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإصرارها على تصفية القضية الفلسطينية بالشراكة مع نتنياهو.
النرويج دولة مقبولة على الساحة الدولية لحشد اجماع لرعاية دولية أوسع، وعدم حصر الدور بواشنطن. نجاح مهمة النرويج رهن باستعداد الدول الرئيسية، مثل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الاوروبي والدول العربية، باستغلال التغيير في إسرائيل.
مسألة أخرى مهمة، هي ما يمكن أن تلعبه النرويج في دفع دول أوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفي مقدمة ذلك أن تقوم هي بالاعتراف لترسيخ النتيجة على الأرض، وهي النتيجية التي كان على اتفاق اوسلو الوصول لها، ألا وهي اقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، في إطار حل الدولتين وإقامة سلام عادل ودائم في المنطقة. لقد صنعت النرويج معجزة عام 1993، فهل ستصنع أخرى الآن .