سامي ابو سالم - النجاح الإخباري - ينتشر وباء العجز الجنسي لدى الرجال، ينتحر العريس لأنه "معِرفِش". والسباك يجز رقبة زوجته لأنها "طماعة" وهو عاجز. يحاول مدير أمن القاهرة تقصي أسباب تفشي هذه الظاهرة ليكتشف أنه هو مصاب بنفس الداء، ومحاولات زوجته ترميم قدراته تبوء بالفشل، السمك والكابوريا والجمبري والأستاكوزا باتت "بعزقة عالفاضي".

جميع الرجال يرفضون الاعتراف بالقضية، أما موقف كبار رجال الدولة فيتمثل في: "طالما مفيش حد اشتكى يعني مفيش مرض".

النسوة يدردشن بين بعضهن عن عدم صلاحية الرجال "الرجالة العشرة بربع جنيه". حتى الشقق المشبوهة لم تعد تشهد إلا الكلمات، صاحبة بيت الدعارة تقول "رجّالة د الوأت متخدش منهم إلا الكلام".

***

يساهم العميد مجدي (عادل إمام) مع الدولة في انكار واخفاء القضية لكن في لحظة يعتقد أن القضية هي "قتل جماعي" وأن "المصيبة الكبرى هي السكوت عن كل شيء"، فيلتفت لبيته أولا، ثم يسرّب أطراف الخيط لصحافية شابة بهدف "التلميح" فقط. تتحمس الصحافية الشابة (شيرين سيف النصر) وتحاول كشف المستور إلا أن التعتيم الإعلامي يأتي من أعلى الهرم ويصدر رئيس التحرير (عبد الرحمن أبو زهرة) أمراً بوقف الطباعة.

***

حالة الانكار والكذب تفتح مجالا للمواطنين للّجوء "للغيبيات" وتقوي شوكة المشعوذين والنصابين، يزدهر ويصطف الرجال طوابير في سوق العطارين ... يلقي الضابط القبض على مشعوذ فيهب المواطنون ضده وينقذوه ليتبجح أمام مدير الأمن: "أنا أقوى منك".

يطال الكابوس كل شرائح المجتمع، لا استقرار مجتمعي يسود البلاد، حوادث قتل وانهيار بيوت زوجية ومشاكل عائلية، والحكومة تكذب وتنكر، يتحدث الوزير بأكاذيب غير قابلة للنقاش وكأنها منزّلة "اللي بيكلمك وزير يعني لازم تقتنع" (حتى لو كان هراء). وتصل القضية للبرلمان للنقاش تكشف فيه عضو البرلمان ، " الرجالة بأوا زي ضل الحيطة "، ووزير الصحة (نظيم شعراوي) ينكر.

***

يخرج وزير الصحة بما أشبه بهرطقة في مؤتمر صحفي "أوقف قدام المراية وقول أنا كويس أنا زي البومب أنا حديد "، ليزداد الطين بلة، المواطنون يحاكوا أنفسهم أمام المرايا وسط ازدياد الاشاعات، عمل مقصود، وباء بسبب الماء، الهواء أو غير ذلك، والدولة تستمر في الانكار "إشاعات".

فيما بدى وكأنه دعوة للنزول للشارع من أجل التغيير الحقيقي تطرأ فكرة للضابط فيختلي بزوجته بعيدا عن بيته أو المكان الذي اعتاد المكوث فيه، في الهواء الطلق، ويدعو آخرين لترك منازلهم وتجربة الأداء في مكان آخر، تنجح الفكرة لكن بشكل فردي وجزئي ومؤقت.

***

ينتهي الفيلم بالعلاج الجذري الذي يكتشفه مجدي، (النزول للشارع) "اللي عايز يبقى كويس بومب حديد ييجي ورايا"، يتبعه الرجال في ما أشبه بانتفاضة، يتركوا المساجد والكنائس والأندية وووو كل ما تبَوتَقوا فيه ونزلوا الشارع يصرخون من خلفه "آآآه" ليقابله وزير الداخلية ( محمد الدفراوي ) مع قوة البطش يحاول ثنيه لكنه يتمسمر: "أنا في المكان الصح، مع الناس اللي من سنين مقالتش آآآآه".

"النوم في العسل" فيلم مصري انتاج 1996، قصة وسيناريو وحوار وحيد حامد، اخراج شريف عرفة.

***

لضباط الأمن: قبل الالتفات للناس، التفتوا لبيوتكم أولا.

للمواطن والموظف وال 2005 : "المصيبة الكبرى هي السكوت عن كل شيء"، عن الرواتب وعن الانقلاب وعن الفساد، من سنين مقلتوش"آآآآآآآآآه" قوية في الشارع، وإلا لا حل، لأنه "طالما مفيش حد اشتكى يعني مفيش مرض".

للحكومة: توقفوا عن الكذب.

للصحفيين: "السلطة الرابعة" أكذوبة.