غزة - متابعة خاصة - النجاح الإخباري - لم يرفع الشاب معاذ أبو القمبز (24 عاما) الراية البيضاء للبطالة التي باتت تستشري في قطاع غزة، وأصبحت كالوباء الذي لم يسلم منه إلا القليل، فقرر التفكير خارج الصندوق، فشق طريقه نحو عالم المشغولات اليدوية بشكل غير تقليدي، ليبدع بصنع أشكال جديدة بأفكار مميزة للهدايا تحت عنوان "صلة ".

الشاب أبو القمبز الذي اتخذ من غرفة صغيرة داخل منزله ورشة لعمله الخاص، أوضح أنه استوحى الفكرة من حبه لإظهار التميز في الهدايا التي يقدمها للأصدقاء والأقارب، وحرصه دائماً أن تكون غير تقليدية.

وأشار إلى أن أول عمل قام به كان تحفة خشبية مزينة بأسلاك مضيئة على هيئة غزال، لصديقه الذي صنع له المجسم والذي يفضل حيوان الغزال.

يقول" كان في عيد ميلاد صديقي، وكنت أبحث عن هدية مميزة أقدمها له، فارتأيت أن أشكل بالسلك شكل هو يحبه وهو الغزال الذي يعتبر اول منتج قمت بصناعته وقمت ببيعه على صفحتي الشخصية عبر فيسبوك."

أما عن التنوع بأعماله، يقول أبو القمبز إنه يبدع بثلاثة أنواع مختلفة من الهدايا، أولها قواطع كتب من المعدن، والتحف المضيئة بأشكال مختلفة كالأسماء والطيور، والنوع الأخير يتمثل بكتيب للملاحظات الخاص في المكاتب، فيكون من ضمن الأثاث الذي يزين المكان.

وأشار أبو القمبز الذي بدأ العمل في صنع الهدايا منذ عدة شهور أن دخوله لهذا المجال جاء بمحض الصدفة، من خلال توجهه إلى محل خاص ببيع الهدايا لتغليف عمله الأول، فوجد تشجيعاً وترحيباً بهذه الفكرة الأولى من نوعها في عالم الهدايا بمدينة غزة.

واتخذ أبو القمبز من مواقع التواصل الاجتماعي طريقا ليعلن بها عن مشروعه الخاص، ويبرز أفكاره المميزة في عالم الهدايا، مبينا أن الفكرة وجدت إقبالا من قبل المواطنين، وبدأت الطلبات تتزايد على أعماله شيئاً فشيء.

ولفت أبو القمبز إلى أنه بهذا المشروع يمارس هوايته، لكونه يبدع بعمل الأشياء الدقيقة منذ الصغر كالفسيفساء، وأيضاً مهنة لها صلة بدراسته الأكاديمية في مجال الهندسة الالكترونية، لذلك اختارها كمصدر رزق له.

وبعد انتشار الفكرة بشكل أكبر، بدأ معاذ بالبحث عن الأدوات التي تسهل عليه مهمة العمل كجودة الأخشاب والأسهل في التشكيل والحفر، حيث كان يعمل بأدوات خاصة بوالده اضطر لاستخدامها رغم أنها لا تتناسب ومهنته الجديدة.

يقول:" إنه في البداية كنت أستخدم آلة قص الحديد الخاصة بوالدي لتشكيل الخشب، لعدم وجود بديل ما جعلها تتلف بسبب الاستخدام المتكرر الخاطئ، حتى تمكنت بعد عدة طلبات من تأمين ثمن الأدوات اللازمة."

إلا أن معاذ يواجه عدة معوقات أبرزها انقطاع التيار الكهربائي، الذي يعتمد العمل عليه بشكل كبير في عمله، إضافة إلى عدم توفر أنواع الأخشاب المطلوبة، والوقت الكبير الذي تحتاجه القطعة الواحدة لصناعتها إضافة إلى سعر المواد الخام المرتفع نسبياً

وأكد أبو القمبز أن لديه العديد من الأشكال الجديدة التي لم يكشف عنها بعد، وأنه يحاول الابتكار بشكل دائم من أجل كسر هالة الرتابة التي من الممكن أن تخيم على مصنوعاته، بالإضافة إلى صناعته ما يطلبه الناس وما يجول في خاطرهم من أشكال وتصميمات.

ويتمنى أن يستمر في عمله وأن يلقى رواجا أكبر في الأيام القادمة، داعياً الشباب إلى البحث عن سبل لخلق فرص عمل في ظل ما تعانيه فئة الشباب في القطاع من قلة فرص العمل والوظائف.