نابلس - أيام حنني - النجاح الإخباري - شمال غرب مدينة نابلس وفوق تلالها التي تعاني من وطأة الاحتلال، تتمدد بقعة راكدة بلا حياة أو حراك منذ ما يزيد عن عشرين سنة، إسكان كبير للمعلمين يدعى إسكان الأفق، يواجه تحديات كبيرة بسبب الاحتلال من جهة، ونقص الخدمات الأساسية من جهة أخرى.

يقول رئيس جمعية أفق التعاونية عمرو كلبونة: "تأسست جمعية أفق التعاونية عام (1997) على يد شريحة من المعلمين، حيث  أخذت الجمعية على عاتقها تأسيس إسكان لأعضائها من المعلمين ذوي الدخل المحدود لتوفير سكن لهم ولأبنائهم بتكلفة زهيدة".

ويضيف كلبونة لـ"النجاح الإخباري"، أنَّه بعد تسلّم هيئتهم الإدارية للجمعية باشروا فورًا التحرك على الأصعدة كافة؛ لتوضيح أهمية المنطقة وانعكاس نجاح الإسكان على حماية الأراضي الفلسطينية من التوسع الاستيطاني.

ويعبر كلبونة عن غياب دور بعض المؤسسات في توجيه المشاريع اللازمة لهذه المنطقة منذ عشرين سنة قائلًا: "14 معلمًا قضوا نحبهم ونحن ننتظر توفير المقومات التي تجعل المعلمين يبادرون في تشطيب بيوتهم".

وبدأ كلبونة بالحديث عن التطورات التي مر بها الإسكان قائلا: "يتكون إسكان الأفق من (175) وحدة سكنية، ويوجد به (6) ساكنين و(32) عضو يقومون بتشطيب بيوتهم، وهو مشيد منذ أكثر من عشرين عامًا, لكن لا زال ينقصه الكثير من مقومات الحياة".

وقال كلبونة  إنَّ زيارة وزير الحكم المحلي الأخيرة للإسكان كانت إيجابية، حيث قدَّم عدَّة وعود للأعضاء لتشجيعهم على التشبث بحقهم.

وأضاف أنَّ وزير الحكم المحلي المهندس مجدي الصالح تعهد بمعالجة بعض الأمور العالقة مثل التراخيص ووعد بتخصيص بعض المشاريع للإسكان، وتوفير بعض متطلباتهم مثل البنية التحتية، والأرصفة.

واستنكر كلبونة إغلاق قوات الاحتلال للإسكان إغلاقًا كاملًا أمام المالكين، تحت ذريعة التدريبات، ومنعهم من دخول بيوتهم وإكمال تشطيبها، في محاولة لتهجيرهم منها.

وأضاف كلبونة أنَّ هذه الممارسات جاءت عندما تمَّ الإعلان عن الوعود التي قدَّمتها المؤسسات لأعضاء الجمعية لتشجيعهم على إحياء الإسكان، وتوفير المشاريع اللازمة له من الدولة.

وأِشار كلبونة إلى أنَّ الطريق الواصل للجمعية في حالة يرثى لها لذلك تواصلوا مع وزارة الأشغال العامة والإسكان ومعالي الوزير حتى تمكنوا من الحصول على منحة لتأهيل هذا الطريق، وتمَّ تعبيدها لتسهيل وصول أصحاب الشقق لها.

وأوضح كلبونة أنَّهم تواصلوا مع وزارة الحكم المحلي ونسقوا معها لحل مشكلة الخدمات والتراخيص، بالإضافة إلى التنسيق مع الهيئات المحلية المجاورة، حتى أصبحت مختلف الهيئات تتسابق لتقديم خدمات الكهرباء للإسكان بعد أن كان تقديمها حكرا على مجلس قروي أجنسينا.

ونوَّه كلبونة إلى أنَّه تم توقيع اتفاق مع بلدية الناقورة لتوفير خدمات الماء والكهرباء للإسكان، وتمَّ توصيل خدمة المياه للإسكان بشقيه, وتوفير الكهرباء في الجزء الغربي منه.

وبالنسبة للنفايات وخدمات الصرف الصحي قال كلبونة إنَّه تمَّ التواصل مع سلطة المياه للحصول على محطة تنقية بسعة معقولة، ومع مجلس الخدمات المشتركة في قرى شمال غرب نابلس لحل موضوع جمع النفايات في حال بدأ الناس بالسكن.

وأضاف كلبونة أنَّ الإسكان تعرض لعدَّة سرقات وأعمال تخريبية ممنهجة لإفشال هذا المشروع، على إثر ذلك تمّ الاتفاق مع إحدى الشركات الأمنية لحماية الإسكان حتى يقوم أصحاب الشقق السكنية بتشطيبها، وتمَّ تجهيز البوابات وغرف الحراسة بالإسكان الشرقي وجاري العمل على تجهيز الجزء الخاص بالإسكان الغربي، وتم إنجاز المرحلة الأولى من مشروع بناء أسوار داخل الإسكان، بالإضافة إلى غرف حراسة وبوابات.

وقال كلبونة: " كل الجهود المبذولة والمبادرات لنثبت للاحتلال تمسكنا بأرضنا وأننا باقون والاحتلال سيرحل، وسنظلّ الحصن المنيع للأراضي الفلسطينية ضد إسرائيل".

وأكَّد كلبونة على ضرورة تطبيق قرار الحكومة بإلغاء تقسميات المناطق (أ،ب،ج) التي تمَّ الإتفاق عليها مع "إسرائيل"، لأنها لم تعد تحترمها، وخرقتها بشكل واضح وعلني.

ونوَّه كلبونة إلى ضرورة تنفيذ مخططات هيكلية تنظيمية في المناطق بغض النظر عن التصنيفات الإسرائيلية كافة.

ودعا كلبونة المؤسسات الحقوقية والدولية كافة، والمسؤولين للتدخل بأسرع وقت لوقف ممارسات الاحتلال تجاه الأرض والإنسان في إسكان الأفق قبل تطبيق أي مخطط صهيوني غير معروف تحت ذريعة التدريبات.

ووصف أحد أعضاء الجمعية أيمن المصري إسكان الأفق ب"خاصرة نابلس النازفة"، حيث إنَّ هذا الإسكان يمر بنقلة نوعية، لكن ممارسات الاحتلال القمعية تؤثر بشكل سلبي عليه.

 وأضاف المصري أنَّ قوات الاحتلال تتخذه معسكرًا للتدريبات ويمنعون المعلمين من دخوله، حيث يعبتر الإسكان مكان استراتيجي لهم، يستغلونه أسبوعيًّا في تدريباتهم العسكرية التي يتخللها الرصاص والمتفجرات ومعظم أصحاب الشقق لا يستطيعون الوصول إليها.

تقول المعلمة المتقاعدة أسمهان صوالحي: "أنا أمتلك شقة في الإسكان منذ أكثر من عشر سنوات، وعندما تتوفر متطلباتنا سيصبح هناك ضرورة لتشطيب الشقق، لكن الاحتلال يمارس مختلف أساليبه الدنيئة لإقصائنا عنه ومحاولة الاستيلاء على المكان بهدف تحويله لمستعمرة خاصة بهم، لكننا صامدون ولن نتنازل، من خلال تنظيم مظاهرات كل فترة، ضاربين بعرض الحائط محاولاتهم في قتل أملنا في الاستقرار في بيوت آمنة".