رامي مهداوي - النجاح الإخباري - هناك أزمة فكر يعاني منها راسمو السياسات وصانعو القرارات، كلٌ حسب موقعه وصلاحياته عكست على واقع الحياة اليومية الفلسطينية من مختلف جوانبها، اليوم سأتحدث فقط عن أزمة السير في أغلب محافظات الوطن، باختصار هي أزمة فكر في كيفية التعامل مع هذه الأزمة، لأن الحلول التي تطرح تم تجربتها ولم تثبت نجاحها، ومع ذلك نقف مكتوفي الأيدي بالتعامل معها.

أزمة الفكر تتمثل في عدم المقدرة على طرح أفكار ريادية مبدعة، ثم ترجمة تلك الأفكار الى سياسات وقرارات، بل على العكس هناك ضعف كبير في عدم المقدرة على تطبيق القانون واللوائح الملزمة في كثير من القضايا، أدت الى زيادة اختناق شوارعنا؛ على سبيل المثال لا الحصر: الشوارع والمناطق التي يمنع بها إنشاء محلات تجارية أصبحت تضم العديد من المراكز التجارية، السماح بالبناء للمنشأة على الرغم من عدم وجود مواقف سيارات بها!! ومن البديهي أيضا أن شبكة الطرق وترديها وحالها العام تلعب دورا في تفاقم الازمات المرورية بمختلف مسبباتها.

ومن زاوية أخرى؛ لماذا يجري حصر فلسطين في رام الله، وحصر رام الله في مناطق معينة ؟ ولماذا لا يجري توزيع النشاط على كافة بقاع جغرافيا رام الله والبيرة، أما عن باقي المدن الفلسطينية يجب علينا الخروج من مركزية المدينة، لهذا من المهم البدء سريعاً بالتفكير في كيفية تفتيت مركزية المدن، والتوجه نحو توزيع عادل للنشاط الخدمي والتجاري والعقاري والاقتصادي.

لمواجهة الأزمة_أي أزمة كانت_ يجب التفكير بشكل مختلف وخارج الصندوق، على الرغم بأن ما هو خارج الصندوق قد لا يتقبله البعض هنا وهناك، لكن علينا التفكير ووضع استراتيجيات بعيدة وقصيرة المدى، وقد نحتاج في بعض الأحيان الى سن قوانين جديدة وخلق أفكار لا تتناسب في البدايات مع العقلية الحالية.

أزمة المرور يشعر بها الجميع مع بداية العام الدراسي بشكل ملموس، هذا ما جعلني أن أقول بأن مشكلة اختناق شوارعنا سببه الرئيسي خروج معظم المواطنين في وقت واحد. برأيي لو أمكن توزيع فترات بداية الدوام ونهايته اليومي بين المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة لساهم ذلك في تقليل الاختناق المروري إلى النصف. 

وهنا أيضاً أضع بعض الأفكار التي بحاجة لدراسة وتنفيذ سريع في محاولة لتقليل هذه الأزمة التي تعصف بالمدن الفلسطينية: لماذا لا  نمنع سيارات الشحن بأحجامها المختلفة من دخول بعض الأماكن في مراكز المدينة في أوقات محددة؟ على البلديات إنشاء مواقف سيارات في كل منطقة بأجور رمزية وليس تأجير المواقف لشركات خاصة لمص دماء المواطن، عدم إعطاء أي ترخيص لأي بناء لا تتوفر في أرضيته مواقف للسيارات، إنشاء شبكة طرق للنقل العام "باصات" داخل المدن بشكل يجذب المواطن لها، هل نستطيع إنشاء جسور وأنفاق بما يتلاءم مع شوارعنا في المدن المختلفة؟! تحويل المؤسسات والدوائر الحكومية من المركز الى المواقع المحيطة بعيداً عن المركز.

للتواصل:
[email protected] 
فيسبوك RamiMehdawiPage