نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - لا تزال الصدمة تخيّم على الرأي العام في فلسطين منذ سماع خبر موت إسراء ناصر غريِّب (21 عاما) من بلدة بيت ساحور قضاء بيت لحم في وقت اتهمت مؤسسات نسوية وناشطون عائلتها بالتسبب في وفاتها، جراء تعرضها لعنف خط السطر الأخير من حياتها بطريقة غامضة و"كارثية".
من جهة أخرى أنكرت العائلة في بيان أصدرته أن ما يتم تداوله في منصات التواصل الاجتماعي مجرد شائعات وتضخيم للحدث، وأوضح البيان أنها كانت تعاني من حالة نفسية واضطرابات عقلية أدت الى سقوطها بفناء المنزل وتم نقلها الى المشفى ليتبين هناك وجود كسر في العمود الفقري، مما استدعى نقلها إلى مستشفى بيت جالا الحكومي للحصول على تحويل إلى مستشفى آخر لإجراء العملية، إلا أنه وبالكشف عن الحالة الصحية من قبل أكثر من طبيب مختص تقرر أنها ليست بحاجة إلى إجراء العملية في الوقت الحالي لصغر سنها والاكتفاء بتناول الأدوية، وبعد خروجها من المستشفى تعرضت لجلطة قاتلة.
خيوط الحادثة
وازدادت شكوك وفاة الشابة غريِّب قتلًا، عقب انتشار تسجيل يُسمع فيه صراخ وبكاء، قيل إن إسراء مصدرُهُما.
ولكن لم يتسن لـ"النجاح الإخباري" التأكد من صحة التسجيل الذي انتشر "كالنار في الهشيم"في مواقع التواصل الاجتماعي.
علمًا بأنّ التحقيقات في القضية ما تزال جارية، ولم يصدر بعد تقريرُ الطب الشرعي، ليؤكد أو ينفي أية افتراضات تتعلق بالحادثة "المأساوية".
بدورها، أعلنت النيابة العامة في مدينة بيت لحم أنها باشرت إجراءات التحقيق في وفاة الفتاة غريِّب بناء على البلاغ الوارد من الشرطة بوصول جثة الفتاة الى أحد المشافي في المدينة.
"وحفاظا على سير إجراءات التحقيق والتأثير على الرأي العام فإن النيابة العامة تهيب بالمواطنين عدم نشر أو تداول أي معلومات أو تفاصيل أو أسماء أشخاص حول القضية عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتؤكد على أن أروقة النيابة العامة مفتوحة للتعامل بجدية مع اية معلومة من شأنها اظهار الحقيقة واحقاق العدل". أضاف بيان النيابة الذي وصل نسخة منه لـ"النجاح الإخباري" الليلة الماضية.
وشددت النيابة العامة على ضرورة عدم التعامل ونشر أية أخبار أو منشورات تمس خصوصية الفتاة وعائلتها، لما فيها من مساس بالخصوصية والكرامة الانسانية، ووجوب الحفاظ على سرية اجراءات التحقيق وحفاظا على مبدأ ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته.
القصة المتداولة
وبدأت القصة - بحسب المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي- بخروج الفتاة برفقة شقيقتها وبعلم والدتها للقاء شاب تقدم لخطبتها، لتتعرف عليه بشكل أفضل في أحد المطاعم، وقامت بنشر فيديو قصير على حسابها في "إنستغرام"، وبتحريض إحدى قريباتها لإخوتها ولوالدها ضدها من باب مخالفة العادات والتقاليد والإساءة لسمعة العائلة، قامت أسرتها بضربها ضربا مبرحا.
العودة للمربع الأول
ومع كل جريمة قتل تهز الرأي العام، يعود النقاش حول وضع النساء الهشّ في فلسطين إلى مربّعه الأول. بدءاً من الأحكام المسبقة التي تلاحق الضحية (في حال نجاتها أو موتها) وعائلتها، وصولاً إلى ما يعتري القوانين من ثغرات تحول دون حماية النساء من العنف بالشكل اللازم.
وعبرت المؤسسات النسوية في بيان لها عن تضامنها مع قضية اسراء متهمة عائلتها بقتلها على "خلفية الشرف"، وسط مطالبات بتقديم المتهمين للعدالة.
وقالت مديرة جمعية تنمية واعلام المراة "سهير فراج" فى حديث إذاعي تابعه "النجاح الإخباري" " إنه من المؤسف ان يكون هناك عنف بحق شاباتنا ونسائنا ويتم التحريض عليهم بالقتل".
موضحة أن حادثة اسراء تدفع لضرورة تسريع إقرار قانون حمايه الأسرة من العنف.
القانون الفلسطيني
وفي مايو/ أيار عام 2014 أصدر الرئيس محمود عباس، مرسوما ألغى بموجبه العذر المخفف لقضايا القتل على خلفية الشرف بعدما كان قانون العقوبات المعمول به في الأراضي الفلسطينية، الذي يعود إلى عام 1960، يمنح عذرا مخففا لمن أقدم على قتل امرأة بدواعي الدفاع عن الشرف.
وتشير إحصائيات رسمية أصدرتها الشرطة إلى أن الضفة الغربية شهدت خلال العام الماضي 24 جريمة قتل منها 12% ضد نساء على خلفية ما يسمى بـ"جرائم الشرف".
#كلنا_اسراء_غريب
واجتاحت قصّة الفتاة غريِّب مواقع التواصل الاجتماعي، حتّى إن انتشارَها لم يقتصر على فلسطين فحسب، وإنما تعدّى ذلك ليصل إلى الدول العربيّة، ولا سيّما المجاورة، كمصر، والأردن ولبنان وغيرها حيث باتت "ترندا" متحركا وسط حالة من السخط والاستياء والتضامن الوجداني مع الراحلة اسراء.
في حين، أطلق مغردون ونشطاء وسم #كلنا_اسراء_غريب ، تضامنًا مع قضية الضحية.
