رامي مهداوي - النجاح الإخباري - قبل أيام كنت في مهمة عمل بمحافظة الخليل، بطريقي كنت أشاهد كروم العنب التي يمتلكها المستوطنون قرب مستعمراتهم، على طريق تلك الكروم كانت هناك لوحات إعلانية متنوعة ترويجية للعنب والنبيذ بأنواعهما المختلفة، أغلب الطريق وهذا المشهد يلاحقني ما جعلني أفكر في المثل الشعبي القائل "بدك العنب ولا تقاتل الناطور".

ذلك المثل الشعبي أخذني أيضاً لواقعنا الحالي لأفكر به طول الطريق.... تتسارع الأحداث حولنا على كافة الأصعدة ونحن كما نحن، وربما نُكابر ونُكذب على أنفسنا لأننا نعلم أننا بتراجع ولسنا كما نحن، لا سلم أو حرب أو مفاوضات مع المُحتل، لا مصالحة أو انقسام مع "حماس"، لا انتخابات رئاسية ولا تشريعية وبقاء الحال كما هو، سياسة انعدام السياسية، وخطتنا عدم وجود خطة!!

أصبحنا جميعاً غير مكترثين بالواقع، ولا نتعامل معه كما يجب أن نتعامل تحت الاحتلال، ووصلنا لمرحلة بأن كل فرد فينا يبحث عن مربعه الصغير دون أي اكتراث في الإطار العام وكيفية إعادة بنائه وتقويته من أجل الاستمرار في مسيرة النضال والكفاح حتى تقرير المصير.

من يُتابع الأخبار الدولية والمحلية يجد ببساطة أن واقعنا الفلسطيني في حالة يُرثى لها للأسف، وعلينا أن نكون صادقين مع أنفسنا لمعرفة أين نقف؟ إذا ما كنّا حتى هذه اللحظة واقفين!! ما أريد قوله إن الكُل الفلسطيني اكتفى بالحالة التي وصل لها، ورضي أن يلعب دور المشاهد فقط دون أي فعل وفي أفضل الحالات خطابات وشعارات ومزايدة على بعضنا البعض.

أستيقظ من هذا التفكير وأنا أشاهد بين دوالي الكروم المستوطنين يقطفون ثمار العنب ويمرحون، مشهد جعلني أسأل ذاتي: ماذا فعلنا كي نستعيد هذه الكروم لأصحابها، نعم نحن نريد العنب ونريد أن نقاتل الناطور لأنه هو الحرامي ومن اغتصب أرضنا بالأساس.

لكن كما قلت بالسابق، نحن سياسة اللاسياسية وخطتنا أن لا نمتلك خطة، ما جعلنا نفقد العنب وبكل حزن أقول إننا لم نقم بواجبنا من أجل مواجهة الناطور ولو بالمحافل الدولية، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن مواجهة الناطور هو أكثر فعل نستطيع النجاح به إذا ما وضعنا خططا مختلفة لتعرية الناطور أهمها مقاطعة بضائع ومنتجات المستوطنات.... آن الأوان أن نسترد عنبنا المنهوب والمستوطن ليس هو الناطور.

للتواصل:
 [email protected] 
فيسبوك RamiMehdawiPage