هاني حبيب - النجاح الإخباري - مقارنة مع ما امتلكتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من قدرات تقنية أثناء عملية أسر وقتل المستوطنين الثلاثة في حزيران يونيو عام 2014، فإن هذه الإمكانيات أصبحت أفضل بكثير ومتقدمة بما لا يقاس في الوقت الحاضر، ويتم الآن الاستعانة بها للوصول إلى مدبّر أو مدبّري عملية قتل الجندي الإسرائيلي في مستوطنة غوش عتصيون مؤخراً.

مع ذلك فإن الإرباك يسود مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وهي تحاول أن تعرف فيما إذا كانت هذه العملية قد تمت من خلال فرد واحد أو خلية فدائية، وفيما إذا كان هدف العملية مجرّد قتل الجندي أم أسره ثم قتله بعد فشل المنفذين في عملية الأسر، وهل تم قتله في السيارة التي هرب بواسطتها المنفذ او المنفذين أو في المكان الذي وجدت فيه جثة الجندي القتل على بعد 70 متراً من برج المراقبة في مستوطنة نفدال عوز.

وإرباك هذا الأجهزة يتزايد بعد أن تبين أن المنفذ أو المنفذين قد تركوا متعلقات الجندي القتيل بجانب جثته، هل هي عملية مرتجلة أو مخطط لها، وإذا كانت كذلك ما الذي دفع المنفذين للقيام بها على مقربة من برج المراقبة، هل هو شكل من أشكال التحدي أم مجرّد صدفة تشير إلى خطأ في التخطيط أم أن الأمر كله قد تم صدقة حسب بعض المراقبين.

هل من قام بالعملية هو المواطن الفلسطيني من مدينة الخليل الذي اختفى عن منزله قبل أيام من تنفيذ العملية أم أن هذا لمواطن لا شأن له بها حسب المحلل في الشؤون الفلسطينية في هيئة البث الإسرائيلية "كان" غال بيرغز الذي قال أن لا شبهات حول قيام هذا الشخص المختفي بهذه العملية، وفي الوقت الذي يشير فيه نتنياهو إنّ حكومته لم تفشل في السابق في مطاردة المنفذين والإمساك به إلاّ أن هناك تخوفات أمنية إسرائيلية من أن يقوم المنفذين بتفيذ عمليات مشابهة أثناء مطاردته كما تخشى من أن تصبح هذه العملية نموذجاً يحتذى يشجع أفراداً وخلايا على القيام بمثلها في المناطق الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة.