نابلس - يافا أحمد - النجاح الإخباري - التعلم والتعليم بوابة مقدسة التي يمر من خلالها ملائكة العلم لسد ثغراته وتلبية احتياجات ومتطلبات المجتمع التعليمية الحالية والمستقبلية عن طريق اتباع منهجيات تعلمية وتعليمية تتصف بالحداثة وتغيير الأفكار والمعتقدات لتوفير نوعية تعلم وتعليم وتطوير اقتصاديات التعليم والاهتمام بالمواطنة من اجل التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتوعوية على جميع المستويات في العالم .

من أهداف التعليم ان نكون قادرين على خلق اجيال لديها الاستطاعة على مواجهه التحديات العربية والعالمية الحالية والمستقبلية والذي بدوره يؤدي إلى توفر مجتمعات أكثر مرونةً وتكيفاً واستدامةً بكل يُسْر . التعليم من أجل الاستدامة تعد من أهم المرتكزات التي يُبنى عليها التعليم وبناء على ذلك يجب على واضعي السياسات التعليمية إدراجها ضمن خططهم المستقبلية وذلك عن طريق تعديل تطلعاتهم وتوجهاتهم الفكرية نحو مقررات تليق بالاستدامة وبقدسية التعلم والتعليم وهذا يكمن في ضرورة دمج الاستدامة في الأنشطة الصفية للمقررات بتوظيف استراتيجيات وأساليب تدريس لتحقيق الأهداف التعليمية المستدامة وايضا من الضرورة مراقبتها ومتابعتها ميدانيا.

من ضمن هذه الأساليب التعليم التجريبي وهو التعليم القائم على التجربة والاستكشاف ويكون الطالب هو محوره والتركيز على تعلّمه من اجل مستقبل مستدام للطالب نتيجة لغوصه في عمق عملية التعلم . إضافة الى ذلك التعلم القصصي والذي يتجلّى بأسلوب السرد لتوضيح مفاهيم الاستدامة للطالب؛ حيث يتم سرد قصة تُؤخذ من عدة مصادر على سبيل المثال من برامج تلفزيونية أو أحداث جارية أو تجارب شخصية ويعكس هذا قيم توعوية لذلك يُعتبر اسلوباً فعالاً من الأساليب الداعمة للتنمية المستدامة وخير مثال قصة الارنب والسلحفاة والتي تهدف إلى ضرورة التركيز على الهدف حتى بلوغه حتى لو كانت الخطوات بطيئة ورُمز إلى ذلك السلحفاة ؛ بينما الالتفات للمشتتات والى اليمين والشمال يؤثر سلبا في تأخر بلوغ الهدف حتى في حال كانت الخطوات سريعة وهذا ما رُمِز اليه الارنب في القصة .ومن الممكن في اسلوب سرد القصة إتاحة عنصر التشويق وذلك بالتوقف المؤقت لإثارة تخيل الطلاب لنهاية القصة وهذا بكل تأكيد يحفز مهارة التفكير النقدي وحل المشكلات الضرورية للتنمية المستدامة في كل جوانب الحياة.. اما اسلوب التعليم بالقيم هي هدية عظيمة يمكنك كمعلم ان تمنحها للطلاب وهذا يُعزى إلى اهمية القيم في حياة الفرد لارتباطها بالجانب الوجداني للسلوك والتي من أهمها بناء شخصية قوية واعية تعرف ماذا تريد ، وتحصن الفرد من الوقوع في الخطأ .

ولها تأثير قوي على قرارات الفرد في فرص معينة لتحقيق مستقبل مستدام . ومن الضروري ان يكون التعليم من اجل الاستدامة تركيزه على إعطاء فرصة الإبداع للطالب وقوة فاعلية الحوار بين الطالب والمعلم وتقديم المعلومة ومعها الإمكانات لاستكمال البحث عنها وبالعكس تماما عن اسلوب التلقين الذي يجعل التفكير لدى الطالب جامدا وعليه يجب التخلي عنه وهكذا تتحول التعليمية التعلمية التي كان محورها المعلم إلى عملية تعليمية تعلمية محورها الطالب عنوانها الاستدامة والإبداع..