هاني حبيب - النجاح الإخباري - قبل أكثر من عام، ألغت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي "فيريريكا موغيريني" زيارة كانت مقررة إلى إسرائيل، بعدما رفض رئيس الحكومة الاجتماع بها أثناء مشاركتها بمؤتمر منظمة اللجنة اليهودية الأمريكية في القدس المحتلة، وسائل الاعلام الاسرائيلية انذاك انتقدت موقف نتنياهو الذي يعود إلى أن موغيريني من وجهة نظره معادية للسياسة الاسرائيلية خاصة إزاء ملف الاستيطان وإدانتها بإسم الاتحاد الأوروبي القرارت الامريكية حول القدس والأونروا.

وبالمقارنة مع انتخاب وزير الخارجية الإسباني "جوزيف بورين" وزيرًا لخارجية الاتحاد الأوروبي خلفاً للإيطالية موغيريني فإن نتنياهو سيشعر بكثير من الأسف على موقفه المشار إليه.

ذلك أن بوريل أكثر وضوحاً في إدانته للسياسة الاسرائيلية ودعمه للقضية الفلسطينية عن موغريني خاصة وأنه أشتهر بقساوته في استخدام المصطلحات والألفاظ حتى أنه يعتبر سليط اللسان، ولا تنسى إسرائيل أن بوريل كان قد اقترح عل دول الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكلٍ أحادي، داعيًا بلاده أن تبدأ هي في مثل هذا الاعتراف، وذلك لم يحدث لكن دعوته ما زالت قائمة.

بوريل متهم أيضًا من جانب إسرائيل بأنه صديقًا لإيران، ويتهم الولايات المتحدة بافتعال حرب محتملة مع إيران انطلاقًا من الحشد الأميركي في منطقة الخليج العربي مؤخرًا.

والمثير في هذا السياق، أن بوريل كان قد تطوّع قبل بضعة سنوات في أحد الكيبوتسات الإسرائيلية وتعرف على زوجته، وكان مؤيدًا لإسرائيل قبل أن يلمس بالتجربة الحية، مدى الظلم الذي أحاق بالفلسطينيين بسبب الاحتلال الإسرائيلي، ومعايشته المباشرة لأساليب القمع والعدوان التي انتهجها الاحتلال ضد الفلسطينيين، الأمر الذي جعله يغير موقفه بحيث أصبح مؤيدًا وبشجاعة للحقوق الفلسطينية.

لم تكن حكومة نتنياهو تتوقع نجاح "بوريل" في حصوله على هذا المنصب الرفيق في الاتحاد الأوروبي، ذلك أن هيمنة يمينية شعبوية متزايدة أصبحت أكثر تأثيرًا لدى البرلمان الأوروبي بنتائج الانتخابات الأخيرة، الأمر الذي من شأنه أن يُعقّد العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي في ظل رئاسة "بوريل"، كما من المتوقع على نطاقٍ واسع أن تنظم إسرائيل حملة شعواء ضده والاتهامات باللاسامية جاهزة، خاصة وأن بعض وسائل الاعلام، قارنت بين حملتها ضد زعيم حزب العمال البريطاني "جيرمي كوربين" والتي اعتبرتها ناجحة في التأثير على وضعه داخل الحزب، وإمكانية أن تقوم الحملة ضد بوريل واتهامه بالانحياز ضد إسرائيل، بالتأثير على قرارات الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالملف الفلسطيني – الإسرائيلي.