النجاح الإخباري - شهد المعرض الفني التراثي "حكاية فن" الثاني، الذي نظمته الفنانة لمى جبريل، رئيسة (مبادرة حكاية فن للفنانة الحرفية)، في مقر نقابة مقاولي الإنشاءات الأردنيين بعمان، بمشاركة ثمانية فنانين حرفيين، اهتماماً رسمياً وشعبياً، فيما شارك الفنان كمال خليل ببعض أُغنياته الوطنية.

ويضم المعرض المتواصل حتى نهاية الأُسبوع الجاري باقة من المعروضات التراثية الفلسطينية؛ الأثواب المطرزة التي تجسد تنوع الرسوم التراثية الفلسطينية في المدن والقرى الفلسطينية والرسم على الزجاج والزخارف والخزفيات، إضافةً إلى قسم للكتب الفلسطينية التي تؤرخ لمسار كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال لتحقيق الحرية والاستقلال.

وأكد أحمد راشد، مستشار وزير الثقافة الأُردني، في افتتاحه المعرض أهمية إبراز هذه الحِرف الفنية التي تعبر عن خصوصية المجتمع وتعكس ثقافته، مشيراً إلى ضرورة تدريب الأطفال لحفظ هذه الصناعات التراثية للأجيال القادمة.

من جهته، قال المهندس سالم صويص، رئيس لجنة فلسطين في نقابة المقاولين الأُردنيين، إن افتتاح هذا المعرض جاء متزامناً مع ذكرى استشهاد المناضل والمثقف والأديب العربي الفلسطيني غسان كنفاني.

وقالت الفنانة لمى جبريل، مؤسسة مبادرة حكاية فن، في مقابلة لـ"القدس" دوت كوم: يتميز تنظيم هذا المعرض للسنة الثانية على التوالي بتنوعه التراثي الفلسطيني، وبإقبالٍ واسعٍ من الجمهور عليه يثبت أهمية التمسك بالتراث الوطني الفلسطيني، وتوعية الأجيال بعراقته والحفاظ عليه.

وأعربت عن اعتقادها أن الإقبال الكبير على المعرض يعبر عن مدى الاهتمام بالتراث الفلسطيني والمطرزات التي تُعبر عن عراقة الشعب الفلسطيني.

وأكدت أن فن التطريز الفلسطيني أحد أهم الفنون الشعبية التراثية المتوارثة عبر الأجيال، ورمز من رموز الهوية الفلسطينية، وهو فنٌّ لا يزال حاضراً بقوةٍ بين الفلسطينيين، بالرغم من انتشار الملابس العصرية الجاهزة، وهو مادة غنية واستثنائية تجمع بين البصري والملموس.

وأضافت: إن عشرات الزخارف والألوان المعروضة في المعرض تدمج أشكالاً وألواناً في كل رسمة لغة تمثل قصة المطرزات والأثواب وحكايات من لباسه.

واعتبرت أن "الثوب وتعدد ألوان التطريز بمثابة هوية ووثيقة لوجودنا في كل قرية ومدينة فلسطينية، وفي أماكن الشتات واللجوء.

وقالت: إن المطرزات المعروضة أشكال وأساليب فنية وقواعد محددة، لأن مهنة التطريز لها أُسس وقواعد أثناء عملية التنفيذ، تكمن في اختيار نوع القماش والخيط، وحياكة التطريز تتكون من وحدات وغرز زخرفية، لكل منها معناها الخاص وفق التصميم المُعَد سلفاً، ليخرج في النهاية التصميم والشكل المطلوب في التراث.

وعن تعدد الألوان في الأثواب الفلسطينية، قالت الفنانة لمى جبريل: إن الزي الفلسطيني اشتهر تاريخياً بكثرة الألوان اعتماداً على المحيط وجغرافية المكان الذي تعيش فيه النساء عبر مئات السنين.

وأوضحت جبريل أن الثوب القروي تزيَّن أكثر بالورود والطيور وأوراق الشجر، فيما تلونت أزياء مناطق بئر السبع بألوان الصحراء، والثوب المقدسي بلون الكمون، والثوب الساحلي باللونين الأزرق والأحمر، أما الثوب الأحمر فكان مشتركاً لدى الجميع، وبالتالي جاء هذا التنوع في التراث الفلسطيني العريق، ويؤكد أنه كان موجوداً قبل الادعاء الإسرائيلي الزائف بملكية الأرض الفلسطينية على امتدادها التاريخي.

وأشارت إلى أن أغلبية الفلسطينيات تحرص على اقتناء الثوب الفلسطيني، سواء أكان تقليدياً أم مُحاكاً بطريقة حديثة، لأنه أصبح يجمع بين التراث والمعاصرة، ورمزاً للاعتزاز والفخر به أمام محاولات سرقته وطمسه من الاحتلال الإسرائيلي "الذي لن ينجح بذلك، لأن التراث الفلسطيني أصبح إحدى علامات الوصل الوطنية التراثية بين الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم.

ودعت إلى فضح محاولات الاحتلال الإسرائيلي سرقة التطريزة الفلسطينية التراثية وصنعه وفق الموضة وألباسها لمضيفات الطيران العاملات على متن الخطوط الجوية الإسرائيلية "العال"،

إضافة إلى سرقة الفلافل والمسخن الذي صاروا يقدمونه ضمن الوجبات، على متن الطيران الإسرائيلي "العال"، في موازاة سرقتهم واستيلائهم على الأرض، واستمرار محاولات طمسهم للتراث الوطني الفلسطيني من دون جدوى، في ظل استمرار الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال لتحقيق الحرية والاستقلال.