النجاح الإخباري - بينما يتم الحديث حول البدء بتنفيذ المرحلة الثانية من تفاهمات التهدئة بين حماس وإسرائيل، تصعّد هذه الأخيرة من وتيرة تهديدها بحملة عسكرية واسعة على قطاع غزة باعتبار أن الدخول في المرحلة الثانية هذه يجب أن يتوازى ما تقول اسرائيل أنها قضية الأسرى والمعتقلين الاسرائيليين لدى حركة حماس، في وقت تربط فيه هذه الأخيرة البدء بمباحثات حول هذه القضية بإفراج اسرائيل عن الأسرى والمعتقلين الفلسطيين الذين تم إعادة اعتقالهم إثر صفقة شاليط، ما يشير إلى أن الدخول في المرحلة الثانية من تفاهمات التهدئة تكتنفه العديد من العقبات.

وإذا كان الحديث يتم بالتوزاي بين التهدئة وإحتماالات التصعيد فإن إقدام حكومة نتنياهو على الاندفاع نحو حرب واسعة على القطاع بات أكثر احتمالاً وهذه المرة ليس بسبب معوقات التهدئة، بل يعود الأمر إلى اسباب إسرائيلية داخلية بحتة، وتحديداً إلى خشية نتنياهو المتزايدة من عدم الفوز في الانتخابات التشريعية القادمة منتصف أيلول / سبتمبر القادم، إثر جملة من التحولات والتشابكات الحزبية الاسرائيلية الأخيرة، خاصة بعد إعلان إيهود باراك عن تشكيل حزب جديد يدخل به الانتخابات ليس للفوز فحسب، بل لكي يتمكن من الاطاحة بنتنياهو لتسلم رئاسة الحكومة بديلاً عنه وذلك في سياق تكتل حزبي وسط/ يسار يضم حزبه مع حزب العمل وميرتس، استطلاعات الرأي في مجموعها تشير إلى أن نتنياهو سيفشل مجدداً في تشكيل حكومة يميمنة الأمر الذي قد يدفع به لإفشال عقد انتخابات جديدة وذلك من خلال التوجه نحو تصعيد قد يؤدي إلى حرب على جبهة غزة خاصة بعد الانتقادات الشديدة التي وجهتها زعامات حزبية يمينة وأخرى معارضة لسياسة نتنياهو إزاء القطاع بإتهمامه بالخضوع لإبتزاز حركة حماس، الأمر الذي من شانه تشجيعه على المضي قدماً نحو تصعيد عسكري على القطاع رغم مخاوفه من تداعيات ونتائج مثل هذا التوجه.