نابلس - النجاح الإخباري - يظن "ساكن البيت الأبيض" ​دونالد ترامب​ وصهره "المندفع" جاريد كوشنير أن مجرد التلويح بالمليارات، سيدفع الفلسطينيين للرضوخ والموافقة على الصفقة بكل مخرجاتها "الميتة اصلا" وبعيدا عن أي نقاش سياسي عميق يؤسس لدولة فلسطينية مستقلة على قاعدة الحقوق الفلسطينية المشروعة وقرارات الشرعية الدولية.

بيع الوهم

بدوره،قال الكاتب والمحلل في الشؤون الأوروبية والدولية حسام شاكر إن "ورشة البحرين" التمهيدية لـ"صفقة القرن" تظهر من دون أدنى شك أن واشنطن تروج للوهم في الشرق الأوسط وليس "صفقة أو فرصة" كما يدعي "العراب كوشنير" أمس خلال افتتاح الورشة في المنامة.

وعلى هذا الأساس يعتقد شاكر في تعليق لـ"النجاح الإخباري" يوم الاربعاء أن ترامب يتعامل مع الملف الفلسطيني لإغلاقه​ بمبالغ مالية يجنيها من الدول العربيّة والمشاركين المدعوّين الى "ورشة البحرين".

لافة في هذا الإطار الى أن مشكلة ترامب وطاقمه انه يعتقد بأن الاموال قادرة على حل المعجزات بموازاة التهديد بالقوة والضغوط على الفلسطينيين وجلب العرب لاستراتيجية تفتقد عمليا للنجاح في ظل رفض فلسطيني قاطع.

مشددا أن "التوليفة التي قدمها  "كوشنير" بالأمس بمثابة دعاية هزيلة وبائسة في نفس الوقت للخطة التي أطلق عليها إعلاميا "صفقة القرن".

وعبر شاكر عن رفضه للورشة مضيفا : " الى ورشة العار لا تعبِّر عن روح البحرين وعن التزام شعبها العميق بالقيم والمبادئ. تكلّلت بيوت البحرينيين بأعلام فلسطين في مواقف رافض لـ"صفقة_القرن" و "التطبيع" و "ورشة المنامة" التي تُعقَد من وراء ظهور الشعوب وبتجاهل صارخ لإرادتها الحرّة".

محذرا في الوقت ذاته من "صفقة القرن" وورشتها في المنامة  تجريان من وراء ظهور شعوب الخليج والعرب عموماً ودون مكاشفة بأثمان وأعباء ثقيلة ستتكبّدها لإدامة الاحتلال وتمكينه من العلوّ الإقليمي. الانصياع لإملاءات ترامب تهديد استراتيجي لمصالح الدول وأقوات الشعوب وخذلان لـ فلسطين.

مسرحية

بدوره،يؤكد الكاتب الصحفي إيهاب سلامة أننا أمام مسرحية غاب أبطالها في إشارة الى غياب الطرف الأساسي وهم الفلسطينيين.

واللافت بحسب سلامة أن جزء كبير من فريق العمل أيضا غاب عن الورشة كما أن الدول العربية المنضوية في الاتفاق أرسلت ممثلين منخفضي المستوى.

مشددا على أن المحفزات الاقتصادية غير واقعية على الإطلاق وتبني الأمال على رمال متحركة.

 مضيفا: "هذه صفقة من الأوهام بتكلفة 50 مليار دولار وميزانيتها غير موجودة أصلا".

إقرأ المزيد: أيُّ دلالةٍ تقف خلْف جولة بولتون نتنياهو الاستفزازية في الأغوار؟

المشكلة في العقلية الأمريكية

من جهته، يرى المحلل السياسي حمزة أبو رمان أن أغلب هذه المقترحات التي تعرضها الورشة عرضت سابقا من قبل وبعضها قبل عشر سنوات واتضح أنها غير قابلة للتنفيذ تحت الظروف الحالية التي تفرضها "اسرائيل".

مؤكدا أن المعضلة تكمن في العقلية الأمريكية التي تصر  على طرح "خطة سلام اقتصادية" على الفلسطينيين لأنهم يرفضون ببساطة الاعتراف بأن العقبة الأساسية أمام التنمية الاقتصادية في المنطقة هي احتلال الضفة الغربية و حصار قطاع غزة وعدم القبول بقرارات الشرعية الدولية التي يفترض أن تمنح الفلسطينيين دولة مستقلة ذات سيادة.

ورأى أبو رمان أن الورشة ليست مؤتمرا يؤسس لمعاهدات واتفاقيات وبالتالي فإنها  لن تخرج بقرارات ملزمة للمشاركين وبالتالي "الفشل" نتيجة حتمية.

ورجح أبو رمان أرتفاع الضغوط الأميركيّة في المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد الإنتهاء من مؤتمر البحرين الذي يجري التسويق له على نطاق أكبر,

وتقضي "ورشة البحرين" ومخرجاتها عمليا بحسب أبو رمان على خطة السلام العربيّة، التي تبنتها القمة العربيّة في بيروت في العام 2002، وسيكون البحث من اليوم عن الإطار الذي سيصدر عن هذا المؤتمر.

حراك مستمر 

وتتواصل لليوم الثالث على التوالي، المسيرات والوقفات الاحتجاجية في محافظات الوطن كافة ومخيمات اللاجئين في الشتات وعدد من دول العالم، رفضا لما يسمى "صفقة القرن"، والورشة الأميركية في البحرين.

 

فيما ستقام صلاة الجمعة على الأرض المهددة بالاستيلاء عليها في قرى سالم وعزموط ودير الحطب شرق نابلس، ثم ستنطلق مسيرة غاضبة قرب مستوطنة "الون موريه".

كما أُعلن عن يوم غضب في جميع القرى والمخيمات في محافظة أريحا على مدار اليوم.

وتم تخصيص اليوم للمؤتمرات الشعبية واللقاءات الموسعة بحضور القوى والهيئات الفعاليات الشعبية والاطر النسوية والنقابية والاهلية والمهنية لارسال رسالة رفضهم التعاطي مع كل ما سينجم عن هذا المؤتمر ورفض التطبيع العربي مع دولة الاحتلال والدعوة للتحرك عربيا مع انعقاد مؤتمر الاحزاب العربية لاوسع حراك شعبي حتى اسقاط صفقة القرن بكل ما تحمل من مخططات عدوانية.

كما دعت القوى لاعتبار يوم الجمعة المقبل يوم تصعيد ميداني وكفاحي في مواقع الفعل الاسبوعي رفضا للاستيطان والجدار العنصري في كافة نقاط الاحتكاك وتصعيد المقاومة الشعبية الباسلة في وجه الاحتلال.

ويشارك المواطنون والقوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي في قطاع غزة بمسيرة جماهيرية بدعوة من الفصائل تنطلق في تمام الحادية عشرة من صباح اليوم من أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في مدينة غزة باتجاه مقر الأمم المتحدة، وسط حالة من السخط والتنديد بـ"ورشة المنامة".

الشيخ: كوشنير يكذب

بدوره، رد وزير الشؤون المدنية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ أن الادعاء أن الفلسطينيين أضاعوا فرص عديدة هو "كلام باطل وغير صحيح".

وقال الشيخ في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في معرض رده على كوشنير "إن كل ما عرض على الفلسطينيين هو محاولات لتكريس الاحتلال ومنح الفلسطينين حقوق مدنية ودينية فقط ودون الحقوق السياسية في حقهم بدولتهم فوق تراب وطنهم".

مشددا على أن ما تتعرض له القضية الان يكاد يكون مجزرة سياسية بحق الحقوق المشروعة لنا.

مضيفا:" لذا نرفض ونقاوم كل مشاريع التصفية وحتما سننتصر. لان ممارسة العربدة والاستعلاء والاستكبار على الشرعية الدولية حتما لن تدوم.وحقوق الشعوب لا تضيع بالتقادم."

وتتواصل في العاصمة البحرينية المنامة، الأربعاء، أعمال "ورشة البحرين" ضاربة بعرض الحائط الرفض الفلسطيني الرسمي والشعبي.

وكان مستشار الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، ادعى أن الخطة الأميركية تشكل "فرصة القرن" وفرصة تاريخية للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.

وقال كوشنر: "نحن هنا لنعمل معاً لإيجاد فرصة تاريخية للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة. البعض يجدون تسمية هذه الورشة على أنها صفقة القرن، لكنها ليست بصفقة بل هي فرصة القرن إن كانت القيادة قادرة وشجاعة بما يكفي لتحقيق هذه الفرصة".على حد زعمه.