نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري -  بعد سنوات عجاف من الجفاف وانعدام الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء وطرق ومعيقات مستوطني "جلعاد زوهر" المستمرة لقتل الأرض ومنع إحداث اي تنمية زراعية تحقق حلم المزارعين في بلدة فرعتا بمحافظة قلقيلية في تحويل مساحات كبيرة من ما يسمى بمنطقة "النتشة" المهددة بالمصادرة من قبل الاحتلال من "منطقة بور"الى جنة خضراء تسر الناظرين وأصبحت ثروة محلية تحقق الاكتفاء الذاتي لأصحابها وترفد السكان المحليين بأشهى وأجود أنواع الخضار.

المقدم فؤاد حسن ومدير مركز شرطة كفر زيباد احد أصحاب الاراضي يعلق في هذا الصدد "أضع كل ما املك في استثمار الارض وفلاحتها .. كنا لا نستطيع الوصول لها من قبل بسبب الاحتلال .. ورغم ضعف الدعم الحكومي ووزارة الزراعة قمنا بتأهيل الأرض"البور" وتكلفنا بإيصال التيار الكهربائي والمياه فأصبحت الارض تزرع بالخضار والاشجار المثمرة".

وأضاف حسن لـ"النجاح الإخباري": "التحديات كانت كبيرة لإحياء الأرض التي كانت متروكة لسنوات طويلة وهو ما تطلب منا العمل شهورا متواصلة فيها للوصول الى ارض قابلة للزراعة".

وفي هذا الصدد طالب الاهالي الجهات المعنية سواء في المحافظة أو الحكومة تكثيف الجهود لتعزيز صمود المواطنين والمزارعين في هذه المنطقة المستهدفة والتي شهدت مؤخرا تخريب متعمد من قبل المستوطنين الذين هاجموا البلدة عشرات المرات وقلعوا اشجار الزيتون وخربوا ابار المياه الى جانب تهديداتهم المبطنة لمصادرة الارض وتوسيع مستوطنة ما تسمى بـ"جلعاد زوهر".

وكان المزارعون وأصحاب المنازل التي انشأت حديثا  في المنطقة قد واجهوا الكثير من العقبات لا سيما فيما يتعلق بتكاليف توصيل شبكة التيار الكهربائي الى المنطقة الى جانب تمديد شبكة المياه لري الأشجار و المزروعات الصيفية،حيث فاقت الاف الشواقل.وفقا للمزارعين.

وخلال  انتفاضة الاقصى الثانية عمدت قوات الاحتلال الاسرائيلي الى استخدام هذه الاراضي كنقطة انطلاق وتمركز لدباباته ومجنزراته ما ادى الى تدميرها وتخريبها بشكل كامل واعاق وصول السكان الى تلك المنطقة لزراعة وحراثة اراضيهم المجاورة،الامر الذي زاد من الصعوبات والتحديات امام المزارعين لاستصلاحها.

وعن خطة  التطوير الزراعي التي اتبعها المزارعون لاستصلاح الأرض"البوار" بجهود وافكار ذاتية يؤكد عزالدين حسن – موظف حكومي ومالك احدى الاراضي:" اجتهدنا في تطوير خطة زراعية ذاتية لاستصلاح الارض والتغلب على كل العقبات والصعوبات التي خلقتها ظروف الطبيعة الى جانب الاهمال الذي عانت منه لسنوات طويلة".

"فيما تمكنا من ايصال شبكة مياه لتحويلها لارض مروية بعد شق الطرق وتوفير البنية التحتية وبناء جدران استنادية لمنع الانجراف كونها تقع في منطقة جبلة والتخلص من "النتش" والنباتات الضارة وحراثتها وتوفير السماد العضوي وصولا الى زراعة الأشجار وتحويلها الى منطقة خضراء بعد ان كانت جافة وقاحلة وتستخدم مكبات للنفايات الى حانب وقوعها في منطقة مهدد بالاستيطان الاسرائيلي واعتداءات المستوطنين." أضاف حسن.

في السياق،عمد عدد من سكان المنطقة الى بناء بيوت سكنية وذلك لحماية المنطقة من المصادرة ومواجهة اعتداءات المستوطين المستمرة في سبيل العمل ذاتيا على تمكين تواجدهم في اراضيهم والبقاء فيها،وذلك على الرغم من غياب الدعم الحكومي المعلن عنه في كثير من الاحيان من قبل الجهات الفلسطينية المعنية والتي اقتصرت فقط على زيارة المكان والادلاء بتصريحات مفادها استمرار الجهود الحكومية في دعم صمود السكان في المنطقة.

وتحولت بؤرة "حفات جلعاد" من بؤرة "غير شرعية" إلى "بؤرة شرعية" حسب تسمية الاحتلال.

وخلال السنوات الماضية تعرضت أراضي القرية إلى جانب قرى (جيت و إماتين وتل) لتغول استيطاني من بوابة المستوطنة التي تحوي كنيس يهودي ومدارس دينية متطرفة وفيها أبرز الحاخامات الذين ينادون بقتل العرب وتضم أخطر خلايا " تدفيع الثمن".

يأتي ذلك في ظلّ اتّهام المزارعين للمجالس والهيئات المحلية بعدم معالجة ملف الإستيطان بالمنطقة الشرقية، ومتابعته بشكل حثيث مع الجهات المعنية، وهو ما أدّى إلى تغول وارتفاع كبير في المنطقة التي تشكل متنفسًا وموردًا اقتصاديًّا هامًا للآلاف من المزارعين.

وقرية فرعتا حوالي (700) م عن سطح البحر، تعاني من الاستيطان الذي يحيط بها، بينما تحتاج (75%) من أراضي القرية الواقعة في المنطقة الشرقية إلى تنسيق مع سلطات الاحتلال كي يستطيع المزارعون الوصول إلى أراضيهم، آلاف الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون، تتوزع في منطقة "السطح" والعقبة والعماير،و يُمنع أصحابها من الوصول إليها إلا بتنسيق مسبق "مضطرين".

ومن المعروف أنَّ شبح الاحتلال والاستيطان أهم المنغصات التي تقف في وجه المزارعين في العديد من بلدات وقرى الضفة الغربية، فهو لا يترك أشجار وثمارها تنمو بسلام ويحرمها من الرعاية اليومية من قبل أصحابها، في ظلّ مواصلة تخريب الأراضي والتعدي على الأشجار من قبل المستوطنين، وافتعال الحرائق سنويًّا والتي تأتي على عشرات الأشجار ما يهدّد هذه الثروة الزراعية المهمة.

 

( أفعى قتلها المزارعون خلال استصلاح الاراضي كما انها كانت مسرحا للكلاب الضالة ومكبا للنفايات)

وخلال الأعوام الماضية بلغ عدد الإعتداءات من قبل مستوطني "جلعاد زوهر" ،على المواطنين في بلدة فرعتا ما يقارب 1000 نسمة بلغت أكثر من ثلاثين اعتداء،حسبما أفاد الأهالي.