نابلس - هيا قيسية - النجاح الإخباري - مع اقتراب نضج فاكهة العنب المحلي، بدأ القلق يقضّ مضاجع المزارعين الذين يجنون الثمار في هذا الشهر، بعد عمل متواصل نحو سنة كاملة، في مناطق الأغوار والنصارية وسهل الفارعة والخليل وغيرها من البلدات الفلسطينية.

في هذا الإطار، نقل المزارع "عبد السلام اشتية" مخاوف مزارعي العنب، بسبب غياب خطة تسويقية لمحصول العنب في ظلّ مزاحمة "عنب المستوطنات" لهذا المحصول ما  ينذر بتهديد حقيقي على المزارعين ويضرّ موسمهم الزراعي الذي ينتظرونه بفارغ الصبر.

واستصرخ اشتية عبر برنامج "صباح فلسطين" الذي يبثّ على إذاعة صوت النجاح، كافة الجهات المعنية للوقوف إلى جانب المزارع الفلسطيني وحمايته من انكساره وتكدس بضاعته.

وأكَّد اشتية أنَّ قطوف العنب لا تزال على الأشجار ولم تقطف بعد، حيث يمتلك مع أشقائه نحو (300) دونم بالعنب، وانتج ما يقارب (250) طن لم يسوق منها سوى بضع عشرات فقط.

"أرسلت (30) كرتونة عنب إلى حسبة نابلس لم يبع منها سوى (20) وكذلك الأمر في أسواق الخضار والفاكهة في المدن الأخرى، علمًا أنَّ سعر كيلو العنب في الأسواق والتي هي بالأصل منتجات إسرائيلية يصل إلى (20) شيكلًا، بينما يبيع المزارع الفلسطيني كيلو العنب بسعر تراوح بين (4 - 7) شواقل في الحسبة." أضاف اشتية.

وناشد المزارعون وزير الزراعة لزيارة الأغوار والاطلاع عن قرب على معاناتهم وتقييمهم لجودة منتجاتهم. ووضع حد للسماح للبضائع الإسرائيلية بالدخول للسوق الفلسطيني في ظلّ وجود منافس وطني ذي جودة عالية.

وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالعنب في الضفة الغربية (51) ألف دونم، موزعة بين (45) ألف دونم عنب في مناطق جنوب وسط الضفة الغربية تنتج ما يعرف بالعنب المتأخر، و(6) آلاف دونم في مناطق شمال الضفة الغربية تنتج ما يعرف بالعنب المبكر، أما في قطاع غزة فتبلغ مساحة الأراضي المرزوعة بالعنب (7) آلاف دونم عنب مبكر.

أما العنب المتأخر الذي يثمر في مناطق وسط وجنوب الضفة الغربية خلال الفترة من شهر آب وحتى نهاية شهر تشرين الثاني فقد بلغت كميته هذا الموسم (50) ألف طن عنب، بحسب ما ذكر المصدر الرسمي، الذي لا يمتلك إحصائيات دقيقة حول كميات العنب هذا الموسم في قطاع غزة.

في السياق أكَّد مدير دائرة البستنة الشجرية المهندس عودة صبارنة في وزار الزراعة، أنَّ (30%) من كميات العنب المنتجة تذهب إلى قطاع الصناعة، بحيث يتم استخدامها في (12) منتج من العنب.

شهد الخليل

ويتوقع أن تنظم وزارة الزراعة بالتعاون مع عدد من المؤسسات في مدينة الخليل خلال موسم الصيف لعام 2019 مهرجان العنب "الشهد في عنب الخليل"، والذي يعود تاريخه إلى حقبة السبعينيات من القرن الماضي؛ بغرض مساعدة المزارعين الفلسطينيين في تسويق منتجات العنب المختلفة إلى بقية مدن الضفة الغربية المحتلة والتصدير إلى دول عربية كالأردن والخليج.

ويقول خبراء اقتصاديون إنَّ قيمة محصول العنب المنتجة تقترب من (20) مليون دولار، فضلا عن (6) ملايين دولار أخرى يتم الحصول عليها بفضل تسويق أوراق العنب الخضراء.