أكرم عطا الله - النجاح الإخباري - من جديد تعود الحسابات المعقدة التي سبقت ما قبل الانتخابات الاسرائيلية التي فشلت نتائجها في استيلاد حكومة لتقصر عمر الكنيست الجديدة الى خمسة أشهر في سابقة هي الأولى من نوعها لدى نظام سياسي حسم أمره نحو اليمين ولم يعد يجد حرجاً في الاعلان عن رفض كل ما هو آخر اسرائيلي وفقط اليمين واليمين المتطرف هو من سيحكم هذه الدولة ولا مجال للشراكة وهذه بشرى لأعداء اسرائيل حين يتحول نظامها السياسي الى نظام اقصائي يرفض الآخر.

قبل كل انتخابات تدخل اسرائيل حرباً مع غزة فثلاث حروب سبقت ثلاث جولات انتخابية لكن الدورة السابقة كانت مختلفة حيث كنا أمام رئيس وزراء كانت تعطيه الاستطلاعات أفضلية لتشكيل الحكومة ولم يكن بحاجة لحرب يستعرض فيها قوته لترفع أسهمه المرتفعة بدونها لذا كان التقدير أن لا حرب قبل الانتخابات وقد كان ذلك صحيحاً اذ عملت اسرائيل منذ أكتوبر الماضي على تهدئة الوضع مع غزة ونذكر حينها أنها استدعت قطر لتغطي رواتب ووقود لستة أشهر أي الى حين الانتخابات.

ليس هناك استطلاعات حتى اللحظة لنقيس عليها حركة الميدان قبل انتخابات سبتمبر القادم وأغلب الظن أن اليمين هو من سيشكل الحكومة لأن اسرائيل بكتلتها التصويتية الديمغرافية انتقلت نحو اليمين بلا رجعة ولازال نتنياهو زعيم اليمين بلا منازع هذا يجعل منسوب الحرب يتراجع تماماً كما مناخات الأشهر التي سبقت انتخابات ابريل وأغلب الظن أن اسرائيل نتنياهو ستعود لتكرار نفس السيناريو لتمرير الأشهر الثلاثة القادمة سيجري استدعاء قطر من جديد لتغطية ما قبل الانتخابات وستعود المناورات الاسرائيلية مع حركة حماس لتمرير الأشهر الثلاثة تلك المناورات التي شهدناها منذ أكتوبر الماضي وبالنهاية سنكتشف كما اكتشف قائد حركة حماس بغزة يحيى السنواران "لا جديد في تفاهمات التهدئة وان الوسطاء يضيعون وقتهم "هكذا قال بالنص أمس.

لكن أجواء الحرب على لسان الجنرالات في اسرائيل آخذة بالتسخين فكل يوم تصريح جديد عن صيف ملتهب وأن المواجهة مع غزة تقترب وأن الحرب القادمة ستكون الأكثر قسوة لدرجة الشعور أنه تم تشغيل الدبابات لكن هذا التصعيد لا ينسجم مع رغبة ومصلحة رئيس الوزراء رغم المزاودات التي يتعرض لها من قبل حزب أرزق أبيض حزب الجنرالات وكذلك ليبرما الذي لا يكف عن مناكفة نتنياهو.

اسرائيل معنية ببقاء الوضع في غزة كما هو ومعنية بوجود نظام سياسي في غزة وخصوصاً مع التقديرات التي تشير الى امكانية انهيار السلطة في الضفة الغربية واذا ما دققنا بالواقع السياسي يمكن أن نرى أن هذا ان حصل هو بالقطع في مصلحة اسرائيل وغياب النظام السياسي في الضفة أو أن يتحول  هناك الى ما يشبه روابط القرى في عملية فك وتركيب طبيعية بعد شح الأموال بالضفة وتحول السلطة الى عبء مناكف بالمعنى السياسي وبالمقابل تحول غزة مع الزمن وعملية التهيئة الى حالة كل سقفها الحصار وأميال الصيد بعيداً عن المنطق السياسي هذا قد يكون وأثناؤه تتكرر مناخات قبل الانتخابات بعيداً عن الحرب فالأمور تسير كما تريد تل أبيب بدون رصاصة واحدة  واذا كانت تسير كما هو مرسوم فلا ضرورة للحرب ، الأمر تكرار للأشهر السابقة ليس أكثر رغم جعجعة الجنرالات ...!!!