غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - رغم أن استخدام الورقة والقلم قارب على الاختفاء، إلا أن الكتابة بخط اليد توفر مجموعة امتيازات خاصة بتعزيز الدماغ لا يجب إضاعتها من أجل التكنولوجيا.

ففي مبادرة مميزة ولطيفة أو هاشتاج # انشر بخطك ، كما يُحب أن يطلق عليها الاعلامي الفلسطيني ،غياث الجازي، عبر صفحته الشخصية ،والتي لاقت استحساناً لدى الكثير من المتابعين  الذين بادروا بكتابة بعض الجمل باللغة العربية بخط يدهم  .

عن فكرة الهاشتاج يقول جازي:" لم يكن مخطط لتلك المبادرة ،فقد أتت صدفة ، كنت أنا وصديقي نتناقش عبر الفيس بوك على منشور كنت قد كتبته بخط يدي ، وهو بدوره أخذ بنشر بعض الجمل بخط يده ، مما دفع ببعض المعجبين بأن ينشروا بعض الرسائل والجمل بخط أيديهم ،وهكذا حتى فكرت بإطلاق المبادرة ،لنعود للقلم والورقة ونعيد لهم رونقهم ،ما قبل التقدم التكنولوجي، وخاصة أننا في زمن أصبحنا نعتمد فيه على الأجهزة اللوحية والكيبورد والهاتف كثيراً"

وأضاف لمراسلة النجاح الاخباري:" أصبح أولادنا يبتعدون في دراستهم عن النسخ على الورق ، عكس ما كنا قديماً ننسخ ونكتب ، وانطلق الهاشتاج مستفزاً مشاعر الجمهور في ذكريات ،حينما كانوا يتبادلون الرسائل بخط اليد ، وأصبح التجاوب مع الهاشتاج واسعاً بين كافة الأجيال ،وخصوصاً الجيل القديم ،وقد أصبحوا يتنافسون في جمال الخط ،حتى من يكتبون بخط عادي أصبحوا يتناولون الموضوع بشيء من المزح الخفيف الذي يفتح المجال للحديث أكثر عن هذا الموضوع ."

وأشار جازي إلى أنه يجب أن ننتبه أكثر لأصالة اللغة العربية والخط العربي :" نحزن كثيراً حينما نرى بعض الناس يتباهون باللغات الأخرى غير العربية ،فنجد بعض المحلات مسماة باللغة التركية والاخرى الانجليزية تأثراً بتلك اللغات ، في حين نحن نمتلك لغة غزيرة بالمصطلحات والمعاني الجميلة ،كيف لا وهي لغة القرآن الكريم وهي سيدة اللغات على مر العصور ".

وأوضح أنه ليس المطلوب من الناس من خلال هذه المبادرة، الاستغناء عن التقدم الالكتروني والاجهزة الحديثة بقدر ما هو فقط التذكير بجمال اللغة ، لما تحمل من ذكريات جميلة

ونبه إلى أنه من الملاحظ أن الجيل القديم خطهم أجمل بكثير من الجيل الجديد ، كونهم مارسوا الكتابة على الورق والقلم أكثر من هذا الجيل الذي اعتمد على التكنولوجيا .

وعن كتابة بعض الجمل باللغة العربية الغير منقوطة ، قال غياث أن لا هدف من وراء ذلك سوى للفت الانظار للجملة المكتوبة لمعرفة مضمونها :" قديما كان أستاذ اللغة العربية يحفز طلابه للكتابة بخط اليد عبر اعطائهم دروس بالخط ، فحري الآن بوزارة التربية والتعليم ،ان تنتبه لهذه المسألة."

وتابع :" أتذكر في أواخر التسعينات  وبداية ال2000 كانوا يقولون أنه يجب أن يكون جهاز كمبيوتر في كل منزل ،اليوم كل بيت مليء بالأجهزة الحديثة من كمبيوتر ولاب توب، وأجهزة هاتف محمول."

ولفت إلى أن للكتابة بخط اليد فوائد جمة حيث أظهرت دراسات ونتائج ابحاث ان لها علاقة بالتحسن والتعلم وتطوير وظائف الدماغ ، ولها علاقة بالحفاظ على الذاكرة .

جدير ذكره أن عدة دراسات اظهرت أن للكتابة بخط اليد فوائد منها :

 1- تحسين التعلم

توصلت دراسة إلى أن تدوين الملاحظات يدويًا وليس على الحاسوب يساعد في تطوير القدرة على الفهم.

2- تطوير العقل

وصف تقرير لـ"سيكولوجي توداي" مدى أهمية تعلم الخط اليدوي في تطوير العقل؛ حيث أظهر تصوير للعقل كيف يكون في حالة تركيز كبير أثناء تعلم الكتابة اليدوية.

أثناء الكتابة بخط اليد تكون هناك حاجة لسيطرة حركية دقيقة على الأصابع.

وأظهرت دراسة تصوير العقل أن الخط اليدوي ينشط بعض المناطق في الدماغ والتي لا يحدث بها نفس التأثير أثناء الكتابة باستخدام لوحة مفاتيح جهاز الحاسب الآلي.

3- كتابة أفضل

كشف تقرير أن الطلاب الذين يكتبون مقالات باستخدام القلم يكتبون أكثر من غيرهم ممن يستخدمون لوحة المفاتيح؛ كما يكتبون بشكل أسرع ويكونون جملًا كاملة.

4- المساعدة في عسر القراءة

تقول ديبورا سبير، طبيبة نفسية، إن الكتابة بخط اليد جزء لا يتجزأ من عملها مع الطلاب الذين يعانون من عسر القراءة؛ "لأن جميع الأحرف في الكتابة بخط اليد تبدأ بخط أساسي، ولأن القلم يتحرك بسلاسة من اليسار إلى اليمين، الخط اليدوي أسهل في تعلمه بالنسبة لطلاب عسر القراءة الذين يعانون من مشاكل في تكوين الكلمات بشكل صحيح".

5- تحافظ على ذكاء كبار السن

وجد تقرير، نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الكتابة بخط اليد تكون بمثابة تمارين إدراكية جيدة للحفاظ على العقل في مرحلة الشيخوخة؛ لأنها تحتاج مشاركة القدرات الحركية والذاكرة.

6- إنجاز قائمة المهمات

يقول الباحث الدكتور جوردان بيترسون، إن الكتابة وهي شكل رسمي للتفكير تساعد الناس في استقاء المعلومات من تجاربهم مما يساعدهم في توجيه تصوراتهم وأفعالهم ومشاعرهم إلى الوقت الحاضر.. توضيح الهدف والمعنى يساعد في المستقبل على تطوير المشاعر الإيجابية التي ترتبط بالتحرك نحو تحقيق الأهداف.

7- تهدئة الأعصاب

يقول خبير الكتابة اليدوية مارك سفير، إن كتابة عبارة مهدئة هي نوع من العلاج بالكتابة؛ حيث إن كتابة جملة مثل "سأكون أكثر هدوءً" 20 مرة على الأقل يوميًا يمكن أن يجعلك أكثر هدوءً بالفعل، خاصة بالنسبة لأولئك ممن يعانون من مشاكل في الانتباه؛ حيث إن ذلك يساعد في تهدئة الشخص ويعيد تدريب الدماغ.

"النجاح الاخباري" رصد بعض ردود الفعل لرواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتفاعلهم مع المبادرة :