نابلس - متابعة خاصة - النجاح الإخباري - أخمدت فرق الإطفاء خلال الأسابيع الماضية عشرات الحرائق التي اتت في معظمها على الحقول المزروعة بالقمح والشعير في ريف محافظات الضفة الغربية, من قرى وبلدات محافظة نابلس وقلقيلية وجنين وغيرها فيما تستمر بقعة الحرائق في عدد من المواقع.

وقبل يومين اخمد طاقم مركز دفاع مدني مرج بن عامر وبمساعدة المتطوعين وتنكات مياه للمواطنين النيران التي نشبت في اراضي المواطنين وطالت 10 دونمات قمح و10 اشجار زيتون على مدخل بلدة فقوعة شرق جنين.

وبحسب احصائيات متواترة للدفاع المدني فإن طواقمه استجابت  لـ ٣٠٢ استجابة خلال يوم واحد بواقم ١٣ استجابة في الساعة الواحدة اتسمت جميعها بالمهنية والسرعة وتسببت هذه الحوادث باحتراق أكثر من ٨٥٠ شجرة مثمرة وحرجية ومئات الدونمات في المناطق الجبلية التي تحوي اعشاب ومحاصيل زراعية صيفية أهمها القمح.

وفي هذا الصدد أكد النقيب محمود مصلح مدير العلاقات العامة للدفاع المدني نابلس أن الإهمال وعبث الاطفال سجلت ٦٥٪ من أسباب الحرائق والتي كانت درجات الحرارة العالية وجفاف الهواء وسرعته عاملا اساسيا في انتقال الحرائق لمساحات واسعة.

وأضاف مصلح أن العمليات المركزية تعمل جاهدة على توفير كافة الاحتياجات الممكنة لعمل الطواقم ساهم في السيطرة على كافة الحوادث ان تسجل اية إصابات سوى لدى رجال الأطفاء الذين اصيبوا بالاجهاد نتيجة العمل في الحرارة العالية وظروف الصيام.

وناشد مصلح المزارعين إلى أخذ الحيطة و الحذر لحماية محاصيلهم الزراعية من الحرائق.

حصاد مبكر

وبدأ المزارعون في الريف الفلسطيني بحصاد محاصيلهم من القمح قبل أوانها خوفا من احتراقها على ضوء موجة الحرائق المستمرة.

وقال عصام ابو عصيدة من بلدة تل بمحافظة نابلس إن المزارعين بدؤوا حصاد محاصيلهم مبكرا هذا العام بسبب "الحرائق المفتعلة"  خاصة من قبل المستوطنين مع وصول المحاصيل إلى مرحلة الحصاد.

وقدر أبو عصيدة  خسائر المزارعين جراء احتراق الأراضي الزراعية خلال الأيام الماضية بمئات الاف الشواقل.

وينصح أبو عصيدة المزراعين بتنفيذ اجراءات وقائية كالقيام بالحراثة في محيط المساحات المزروعة بالقمح والشعر لإزالة الأعشاب اليابسة والأشواك الضارة.

"ناهيك عن تنظيف المنطقة من الزجاجات الفارغة والمواد البلاستيكية القابلة للاشتعال بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتزيد من بقعة الحرائق وانتشارها". أضاف أبو عصيدة.

إقرأ المزيد: حرائق الصيف المترامية .. ما الذي ينتظرنا؟

أسباب متعددة

وأسباب اندلاع الحرائق متعددة، منها ما هو ناجم عن ارتفاع الحرارة كتلك التي تحدث في وضح النهار، أو عن إهمال بعض المدخّنين الذين يقذفون أعقاب السجائر من نوافذ سياراتهم وهم يمرون بسرعة إلى جانب الطريق، وسط الأعشاب اليابسة ، فتندلع النيران على الفور، وهذا ما يفسر اندلاع بعض الحرائق خلال الليل.

والى جانب ما ذكر سابقا من أسباب تتعلق بتقصير وعدم مسؤولية الكثيرين فإن الكثير من الحرائق المفتعلة التي يكون وراءها ارهاب المستوطنين كما حصل في بلدة فرعتا بمحافظة قلقيلية في السنوات السابقة وقرى محافظة رام الله خلال الاسابيع الماضية حيث اندلع حريق أتى على مساحة كبيرة من القمح تخصّ المزارعين الفلسطينيين. وفي النتيجة تبيّن أن أحد المتطرفين ورعاة "تدفيع الثمن" قد أشعل النار فيها.

برنامج اصلاحي 

وتترقب الضفة الغربية وقطاع غزة حصادا استثنائيا، بالأخص في الشمال، بفعل هطول أمطار غزيرة في بداية العام، غير أن هذا الحصاد تهدده الحرائق التي اشتعلت في مناطق عديدة منذ عدة أسابيع.

وتتنج الضفة الغربية وقطاع غزة 10 % من احتياجات المواطنين من القمح في حين يُغطى النقص عبر الاستيراد، وفق إحصاءات الجهاز المركزي المنشورة على موقعه.

ويبلغ إجمالي مساحة المحاصيل الحقلية المزروعة في الضفة الغربية وقطاع غزة نحو 242 ألف دونم منها 42.2% (102,124 دونما) مزروعة بالقمح. ويحقق إنتاج القمح عائدا اقتصاديا يبلغ حوالي 106.7 ملايين شيقل من الإنتاج الموسمي للقمح ككل، كحبوب وقش. وجزء من إنتاج القمح يعاد بذاره، وجزء منه يحول لـ "فريكة".

وكانت وزارة الزراعة أعلنت في وقت سابق عن برنامج إصلاحي مدته ثلاث سنوات لزيادة إنتاج القمح من خلال إدارة التربة وحراثتها وإدارة منتجات المحاصيل وإتباع "الدورة الزراعية" وإدارة المحصول عن طريق التعشيب والتسميد. لكنها أكدت أنه حتى لو تم العمل في هذا البرنامج في كافة الأراضي الصالحة للزراعة البعلية لا يمكن أن نغطي 30% من استهلاكنا. يتحدث مجدي عودة مدير زراعة محافظة طوباس.

حقائق وأرقام:

·        العائد الكلي لزراعة القمح: 106.685.300 (بالمليون شيقل)

·        العائد الكلي للقمح كحبوب: 54.501.750 (بالمليون شيقل)

·        العائد الكلي للقمح كقش: 52.183.520 (بالمليون شيقل)

·        معدل إنتاج الدونم الواحد من القمح 150-180 كغم.

·        معدل استهلاك الفرد الفلسطيني من القمح حوالي 120 كغم/سنوياً.

·        معدل الإنتاج يقترب من 41 ألف طن سنوياً.

·        الحاجة للقمح تصل إلى 400 ألف طن سنوياً.