غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - تعيش البيوت الغزية هذه الأيام  حالة  من الاستنفار الشديد، في ظل امتحانات الثانوية العامة ، التي يتقدم لها الآلاف من الطلبة  في فلسطين وخارجها, فقد حظرت الكثير من العائلات بعض مظاهر المناسبات لديها ، لتوفير الجو المناسب لدراسة أبنائهم ، في ظل وجود بعض العراقيل والمشاكل التي يواجهها طلبة غزة ، دوناً عن غيرهم ،فهم يعانون من انقطاع التيار الكهربائي المتكرر ،والذي يخلق جواً من عدم الارتياح لدى الطلبة في فصل الصيف ، الأمر الذي يجبرهم أحياناً على العزوف عن الدراسة لساعات معينة.

في ظاهرة غريبة اتبعها أهل الطلبة في غزة ، فقد فرضوا منعا للتجوال لأبنائهم خارج المنزل ،حتى أنهم منعوا الزيارات العائلية ، فقاموا بكتابة ورقة  ووضعوها على باب المنزل من الخارج ،مع اختلاف الصيغ ولكن المضمون واحد ،وهو أنهم لا يستقبلون ضيوفا في المنزل ، لوجود طالب التوجيهي ,فهو يحتاج لأجواء مناسبة للدراسة .

التقت النجاح الاخباري بعض المواطنين الذين يتقدم أبنائهم هذه الأيام لامتحان الثانوية العامة الانجاز ،وسألتهم عن الأجواء التي يوفرونها لأبناهم .

عائلة الطالب فؤاد عبد الدايم ، التي تعيش أجواء التوتر بكل حالاته ، تقول والدته الخمسينية :" منذ أشهر وأنا أعيش أجواء الدراسة والامتحانات مع ابني في المنزل ،حتى أنني حرمت نفسي من الخروج والزيارات ،وكذلك أبلغت عائلتي والأقرباء بعدم زيارتنا هذه الأيام ، ولكي يعرف الجيران والمعارف أننا لا نستطيع استقباله ،فضلت كتابة ورقة على باب المنزل وكتبت عليها( نعتذر منكم لا نستطيع استقبالكم ..توجيهي السنة صعب على ابني)

وأضافت:" هذه الورقة ،وهذا الطلب الذي طلبته من معارفنا وأقربائنا لعدم زيارتنا في وقت امتحان ابني ، لم يتفهمها الكثيرين بل تضايقوا كثيرا ،ومنهم سمعت أنه لن يزورني حتى بعد انتهاء امتحانات التوجيهي ."

وأشارت ام فؤاد أن ابنها فؤاد هو بكرها ، ويدرس في القسم الأدبي ، ويتمنى أن يصبح في المستقبل اعلامي كبير ،يحمل هم المواطن والوطن .

وعن استعداد ابنها للامتحان والوقت الذي يخصصه للدراسة قالت:" ابني لديه رغبة كبيرة في النجاح ،فهو يدرس عن فهم واصرار ،منذ ساعات الفجر الاولى يقوم للصلاة ،ثم يقرأ آيات من القرآن الكريم ،من ثم يتابع دراسته ، وأنا في تلك الأثناء أكون قد أعددت له طعام الافطار وعصير بارد وطبيعي ليجعله قادرا على الدراسة ، وأوفر له سبل الراحة كي يقرأ ويذاكر دروسه بأريحية ."

اقرأ أيضاً: طلبة الضفة وغزة ... ارتياح في اليوم الأول لـ"لإنجاز" ورضا عام

عائلة سلامة تشبهها في المضمون نوعا ما ،لكن ابنها سامح يختلف بالتخصص فهو في القسم  العلمي ، والذي يطمح أن يدرس الطب في جامعات الجزائر ،لذلك يحاول سامح أن يدرس باجتهاد لكي يحصل على معدل عالي يؤهله لدخول كلية الطب العام .

يقول والده المهندس معتصم سلامة  لمراسلة النجاح الاخباري :" ابني الوحيد افي هذه الأيام يتقدم لامتحان التوجيهي ،وهو قبل ذلك بشهور وأيام طويلة كان يدرس باجتهاد ،وكنت أدعمه وأساعده في الدراسة ،والحمد لله تقدم حتى الآن لامتحانين اللغة العربية والاسلامية ،وحينما سالته عن تقديمه ،قال لي ابني أنه أجاب على أسئلة الامتحان بشكل ممتاز."

وأكد سلامة أنه عنده ثقة كبيرة بابنه ، ولكنه يتصعب في بعض المواد ،والتي استدعت من والده تخصيص مدرسين خصوصيين لتعليمه مادة الفيزياء التي يجد صعوبة في تعلمها ،مثل باقي المواد.

ولفت إلى أنه قام بالاتصال على أهله واخوته واقاربه بتأجيل زياراتهم له ولبيته بعد انتهاء امتحانات التوجيهي ، لأنه لا يريد أن يتشتت ابنه في الدراسة والفهم .

وتابع:" صحيح أنني أخصص ساعات طويلة لكي يدرس بها ابني ولكني أسمح له بساعة أو اثنتين لكي يرتاح ويجلس لمشاهدة التلفاز ومن ثم يتابع دروسه ،واتمنى بعد هذا التعب والمجهود أن لا يضيع لنا تعب ."

جدير ذكره أنه  76130 طالبا وطالبة، يتقدمون هذه السنة لامتحان الثانوية العامة "الإنجاز" في كافة محافظات الوطن.

وقد بدأت الامتحانات، بمبحث التربية الإسلامية، على أن تنتهي بالامتحان النظري مبحث تكنولوجيا المعلومات يوم الأربعاء 26 يونيو/ حزيران الجاري.

ويتوزع الطلبة حسب بيان سابق لوزارة التربية والتعليم، على 468 قاعة في الضفة الغربية، و180 قاعة في قطاع غزة، و4 قاعات في كل من رومانيا وبلغاريا وقطر وتركيا، إذ سيعقد الامتحان في الوقت ذاته بالوطن والخارج.