الدكتور إبراهيم أبو جابر - النجاح الإخباري - أعلن البيت الأبيض عقد مؤتمر اقتصادي دولي خاص بالقضية الفلسطينية في البحرين في الفترة ما بين 25-26 من شهر يونيو/حزيران القادم، في حين ذكرت الجهات القائمة على الاعداد للمؤتمر المذكور أنه سيحمل شعار "السلام من اجل الازدهار" بغية تشجيع الاستثمارات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضمن الخطة الامريكية للسلام (كما تدّعي واشنطن) في الشرق الأوسط.

وتأتي الدعوة لعقد هذا المؤتمر في البحرين تحديدا لكونها أكثر دولة خليجية مطبّعة مع الطرف الإسرائيلي حتى الآن وعلنا، بعدما (وهذا ادعاء أمريكا) استنفذت كافة الطرق والوسائل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رافضة واشنطن تحميل الإسرائيليين المسؤولية عن ذلك بعدما تنصّلوا من التزاماتهم الموقّعة مع الطرف الفلسطيني، ومواصلة سياساتهم القمعية والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني.

وتجدر الإشارة هنا الى رفض الفلسطينيين رفضا باتا لما أطلق عليه "صفقة القرن" أو بالأحرى العار وتفريعاتها مثل مؤتمر البحرين الاقتصادي على المستويين الرسمي والشعبي، لأن ذلك يعني تصفية القضية الفلسطينية والتنازل عن الوطن للإسرائيليين كاملة مقابل حكم ذاتي تحت الهيمنة الاسرائيلية، وانهاء للمشروع الوطني الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وتعويضهم، والاعتراف بجميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني دون نقصان.

وحري الإشارة في هذا المقام الى مجموعة من العوامل ذات الصلة بمؤتمر البحرين هذا، منها:

1.يعد مؤتمر "السلام من اجل الازدهار" بداية مشروطة لإعلان "صفقة القرن" أو العار المشؤومة، اذ انها لن تتطرق للقضايا السياسية، وان المساعدات والاستثمارات الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ستكون مشروطة بقبول الفلسطينيين للجانب السياسي منها.

2.عقد مؤتمر "السلام من اجل الازدهار" في البحرين يعد انطلاقة فعلية لصفقة العار(القرن)، ومن قطر عربي، وهذا يعني بان تمويل هذه الصفقة بكل تفصيلاتها ستتحمّله الدول العربية والخليجية تحديدا، وهذا بالتأكيد في ظل سياسة الترهيب التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب ضدها.

3.عقد مؤتمر "السلام من اجل الازدهار" ما هو الا وصمة عار في جبين الأنظمة المتواطئة مع "صفقة القرن" بل العار، بعدما نكصت عن مساندة الحق الفلسطيني السياسي والديني والتاريخي في وطنه وهرولت للتطبيع مع الاسرائيليين، ثم اين كانت هذه الدول طيلة السنوات السابقة من العدوان الإسرائيلي المستمر والمتكرر على الشعب الفلسطيني؟ وأين كان المال العربي قبل اعلان خطة صفقة العار؟

4.سسيسبق مؤتمر "السلام من اجل الازدهار" المرتقب سلسلة من المؤتمرات هي: قمة عربية، وجلسة لمجلس التعاون الخليجي، وقمة منظمة التعاون الإسلامي، والتي ستعمد-كما يبدو- الى الثناء على مؤتمر البحرين، وصفقة القرن ومباركتها ومنحها الشرعية، والتوافق على صرف المليارات المطلوبة لإنجاح هذا المشروع، وربما اعلان الوصاية على المسجد الأقصى المبارك.

وأخيرا سيفشل الشعب الفلسطيني كعادته مشروع صفقة العار، الإسرائيلية أصلا، كما فعل لنظيراتها في السابق، وسيفضح خطط كل المتربّصين به شرا، والمتآمرين على حقوقه ومشروعه الوطني وتجّار القضية!!!