نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - رغم ضبابية موقف الأردن من المشاركة في ورشة البحرين، إلا أن فعاليات أردنية استبقت ذلك لتأكيد رفض الخوض في أي قنوات تقود إلى خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن"، التي تمس المصالح والثوابت الأردنية وعلى رأسها حق العودة، ورفض الوطن البديل، والوصاية الهاشمية على المقدسات ما يعني انتظار "انتفاضة لاءات الملك الثلاثة" بوجه الصفقة مجددا.

صمود في وجه الضعوط

في هذا السياق،أكد النائب الأردني السابق والكاتب حمادة فراعنة أن تعامل المملكة مع خطوات وإجراءات المحطة الأولى لبرنامج فريق الرئيس الأميركي ترامب، وسياساته نحو فلسطين بدءاً من يوم 6/12/2017، بإعلانه الموافقة على ضم القدس إلى خارطة المستعمرة الإسرائيلية ونقل سفارة بلاده إليها والإجراءات اللاحقة التي أتبعها ضد منظمة التحرير الفلسطينية، سيتعامل الموقف الأردني مع مظاهر المحطة الثانية من خطة "صفقة القرن".

وقال فراعنة في تصريح مقتضب لـ"النجاح الإخباري" يوم الأربعاء إن الأردن شكل رأس حربة سياسية باتجاهين : أولهما دعم الموقف الفلسطيني الرافض لخطوات الإدارة الأميركية وإجراءاتها، وثانيهما حشد المواقف العربية والإسلامية لرفض الرؤية الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية وليس لتسويتها.

مشددا على أن صلابة الموقف الأردني لا يستهدف المناكفة أو عناد السياسة الأميركية، ولكنه يختلف معها، على الرغم من العلاقات الوطيدة مع الولايات المتحدة القائمة على المصالح المتبادلة.

لافتا الى أن الأردن تصرف بحكمة ووعي مع مقدمات وخطوات "صفقة العصر"، وحفاظاً على مصالحه وبما لا يمس المصالح الوطنية الفلسطينية، سيتخذ الإجراءات والسياسات والمواقف في التعامل مع المحطة الثانية من صفقة العصر، ومع كافة المحطات والمواقف والإجراءات الأميركية اللاحقة، تمليه عليه مصالحه وأمنه الوطني مهما اشتدت الضغوط وتفاقمت الظروف.

ضغوط من طرفين

الكاتب والمحلل فهد الخيطان يرى أن المملكة تواجه ضغوطا من طرفين لإعلان موقف صريح من ورشة البحرين.

ويوضح الخطيان أن الضغوطات تمارس من طرف خارجي يحث على إعلان مبكر بالمشاركة في الورشة، وطرف داخلي يطالب الحكومة بموقف رافض للمشاركة، انسجاما مع ثوابت الأردن المعلنة حيال القضية الفلسطينية.

لافتا في تعليق له الى أن ثمة ميل رسمي واضح بعدم الاستجابة لضغوط الطرفين، والتأني قبل اتخاذ موقف نهائي.

وتابع الخيطان "بالطبع هذا الموقف التكتيكي لا يعني بأي حال من الأحوال، وجود أي نية للتراجع عن الثوابت الأردنية و اللاءات الملكية، إنما مواصلة العمل بنهج حذر يقلل الخسائر، ويجنب الأردن المواجهة المكلفة بلا طائل، والاحتفاظ بهامش الخيارات المتاحة للمناورة السياسية."

إقرأ ايضا: هويدي: اشاعات تستهدف مستقبل "الأونروا" وهذه مصدرها

كوشنير في الأردن

ومن المقرر أن يصل المبعوث الامريكي ،جاريد كوشنير، الى الاردن اليوم.

وقالت وكالة عمون الاردنية ان مستشار الرئيس الامريكي دونالد ترامب وصهره، جاريد كوشنر، سيزور الاردن يوم الاربعاء المقبل، في جولة يزور خلالها عدة دول في المنطقة.

وقالت تقارير اردينة ان صهر الرئيس ترامب سوف يجري مباحثات بشأن خطة السلام الامريكية المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن" .

"دعوة للمشاركة"

إلا أن أصواتا أخرى تدعو للمشاركة في الورشة، وألا يبقى الأردن منعزلا، وعلى التماس بالأحداث,

في المقابل،يرى الكاتب والمحلل بلال العبويني أن من يدعون للمشاركة في "ورشة البحرين" بهدف الاستكشاف "خاب ظنهم" بما ذهبوا اليه.

ويتمسك العبويني بموقفه مضيفا:" لأنه ليس المطلوب في المؤتمر من الأردن أو غيرها الموافقة على ما سيعرض من قرارات، ذلك أن الإدارة الأمريكية هي من قررت وحددت مكان وزمان انعقاد المؤتمر، وهي من وضعت أجندته والهدف منه".

في سياق متصل،قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي إن أي طرح اقتصادي لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "لا يمكن أن يكون بديلًا لخطة سياسية شاملة لتنفيذ حل الدولتين".

وأكد الصفدي خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفني أمس الثلاثاء أن أي طرح اقتصادي لمعالجة تداعيات الصراع لا يمكن أن يكون بديلًا لخطة سياسية شاملة لتنفيذ حل الدولتين.

وشدد على ضرورة أن تنطلق جميع الجهود المستهدفة حل الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي من حقيقة أن السلام سبيله إنهاء الاحتلال واعتماد خطوات عملية لتحقيق ذلك.

الناطقة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات،رفضت خلال مؤتمر صحفي الإجابة على سؤال وجهه الصحفيون لها حول مشاركة الأردن من عدمها في ورشة البحرين.

وأظهر استطلاع محلي أجرته إحدى المؤسسات في الأردن، ان أن "غالبية المستطلعة آراؤهم يرفضون مشاركة الأردن في مؤتمر البحرين، وبلغت نسبتهم 92%.

إقرأ أيضا: مؤتمر البحرين "التفريطي" .. خلية لإدارة المعركة وترامب في مأزق

عراب الصفقة في المنطقة

ويزور وفد رفيع من الولايات المتحدة بقيادة كبير مستشاري الإدارة الأمريكية جاريد كوشنير، هذا الأسبوع الرباط وعمّان والقدس وذلك في جولة جديدة للترويج لـ"صفقة القرن".وذلك بحسب مسؤول في البيت الأبيض.

وأوضح المسؤول، في حديث لوكالة "رويترز" أن الجولة، تأتي لمناقشة الجانب الاقتصادي من خطة السلام للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، التي تعدها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بإشراف من صهره كوشنير.

وأكد المسؤول أن الجولة تجري على خلفية الاستعدادات لعقد "ورشة العمل" الاقتصادية المعنونة باسم "السلام من أجل الازدهار" في العاصمة البحرينية المنامة يومي 25 و26 يونيو المقبل، والتي تعتبر خطوة أولى في إطار خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".

ومن المتوقع أن تستمر الجولة حتى 31 مايو، فيما من المقرر أن يصل الوفد إلى القدس يوم 30 مايو.