ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - في التقاليد البوذية يشبه العقل البشري بقرد بسبب افتقاره إلى الانضباط أو التركيز أو السكون وميله إلى التأرجح بشكل غير حاسم.

وتؤكد هذه المقارنة القديمة دراسة جديدة نشرت في مجلة Psychological Science أن مقدار السيطرة الذي يتمتع به معظمنا على أفكارنا "ليس أعلى بكثير من الصفر".

وكما يعلم الجميع يكاد يكون من المستحيل عدم التفكير في شيء تحاول عدم التفكير فيه.

لذا ابتكر باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز تجربة تم فيها تكليف المشاركين بجسم محدد ممنوع من التفكير فيه تم إخبار المشاركين بالإشارة إلى متى دخل هذا العنصر الذي لا يمكن تصوره أفكارهم عن طريق الضغط على زر.

ثم تم عرض صورة حمراء وصورة خضراء وطلب منهم تحديد أي من اللونين كان هو المهيمن وأولئك الذين اختاروا عنصر أحمر كانوا ينظرون إلى اللون الأحمر على أنه اللون السائد في حين أن أولئك الذين حاولوا عدم التفكير في شيء أخضر كانوا أكثر عرضة لرؤية اللون الأخضر على أنه مهيمن.

ووفقًا لمؤلفي الدراسة يشير هذا إلى أن القشرة البصرية لدى كل مشارك كانت بالفعل تستحضر هذا اللون مما يشير إلى أن العنصر المحظور كان يتم تمثيله بصريًا في المخ على الرغم من محاولات قمعه.

وقد لوحظ هذا التأثير أيضًا لدى أولئك الذين اعتقدوا أنهم قمعوا الفكرة بنجاح ولم يضغطوا على الزر.

وخلص الباحثون إلى أن هذه الأفكار المرئية كانت موجودة على مستوى اللاوعي مما يسلط الضوء على السبب الذي يجعل الناس في بعض الأحيان يشتهون الرغبة الشديدة في غير المرغوب فيه أو غيرها من الحوافز التي لا يمكن السيطرة عليها.

وقال مؤلف الدراسة جويل بيرسون في بيان إن "هذا الاكتشاف يغير طريقة تفكيرنا في أفكار الرغبة ويقترح أن الأفكار اللاواعية يمكن أن تظهر وتدفع قراراتنا وسلوكنا مثلاً استتخدام القوة لوقف التفكير في شء معين  ببساطة لن ينجح لأن الفكر موجود بالفعل في أدمغتنا. "

ومع ذلك في حين أن مجرد محاولة عدم التفكير في شيء ما قد لا يكون ممكناً فقد وجد الباحثون أن توجيه المشاركين للتفكير في كائن أبيض منفصل قد أزال الميل لرؤية إما أحمر أو أخضر على أنه مهيمن.

وخلصوا إلى أن هذا النهج "استبدال الفكر" قد يكون فعالا في مساعدة الناس على القضاء على بعض الأفكار غير المرغوب فيها.

أظهرت النتائج أيضًا أن الأشخاص الذين حققوا أعلى الدرجات في اختبار مصمم لقياس مستويات الذهن كانوا أكثر نجاحًا في قمع الأفكار مما زاد من اقتناعهم بالمفهوم البوذي القائل إن التأمل هو أفضل طريقة لترويض العقل.