نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - يدعو خطر الحرائق التي ضربت مناطق كبيرة في الضفة الغربية جميع الأطراف والمواطنين للتحرك من اجل مكافحتها وتسليط الضوء على الحلول او الخطوات الوقائية والاستباقية المفترض اتخاذها لتجنب استمرار اتساع رقعتها.

حرائق مترامية

في هذا الاطار،قال الدفاع المدني إن طواقمه والمتطوعين استجابوا لـ302 نداء استغاثة لإطفاء حرائق خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية بواقم ١٣ استجابة في الساعة الواحدة متسببة باحتراق اكثر من ٨٥٠ شجرة مثمرة وحرجية ومئات الدونمات في المناطق الجبلية التي تحوي اعشاب ومحاصيل زراعية.

واصدرت العمليات المركزية في الدفاع المدني تقريرها اليومي باحصائية تضمنت نسب الحرائق وأسباب اندلاعها وعوامل انتشارها واتساعها وكانت على النحو التالي : ٨٥ ٪ حرائق وأشجار و ١٥٪ تنوعت بين حرائق مركبات واعمدة ومخلفات وملحقات منزلية مسقفة.

ما يعد لافتاً في سياق تقرير الدفاع المدني ان معظم حرائق أمس ناجمة عن الإهمال وعبث الاطفال بنسبة ٦٥٪.

وأضاف تقرير العمليات المركزية ان التحكم والسيطرة وتوفير كافة الاحتياجات الممكنة لعمل الطواقم ساهم في السيطرة على كافة الحوادث ان تسجل اية إصابات سوى لدى رجال الأطفاء الذين اصيبوا بالاجهاد نتيجة العمل في الحرارة العالية وظروف الصيام.

واكد التقرير على عوامل عديدة تساهم في نشوب حرائق تنال من الغابات والمساحات الخضراء، خصوصا في هذا الوقت من العام اذ يبلغ الجفاف ذروته على ضوء موجة الحر التي تتعمق لأمر الذي يؤدي الى انتشار الحريق وتمدده أكثر وبشكل اسرع حتى تصبح السيطرة عليه مهمة تلامس المستحيل في بعض الاحيان، والتعويض عن خسائره من أصعب مهمات المعنيين.

حرائق المشاطب قصة أخرى

مع إقلاع موسم الصيف يحبس المواطنون أنفاسهم في القرى التي تنشط فيها مشاريع مشاطب السيارات.

وفي هذا السياق أكد الدفاع المدني أن حرائق مشاطب المركبات، تتزايد في كل عام؛ إذ تعتبر هذه الحرائق ثاني أكبر المشاكل التي تواجه طواقم الدفاع المدني، بعد حرائق الأعشاب والأشجار؛وتستنزف جهداً ووقتاً بشكل كبير.

ودفع ارتفاع وتيرة حرائق المشاطب المترامية في العديد من القرى والمدن  والقريبة من المناطق الخضراء الدفاع المدني قبل ايام الى اتخاذ مجموعة من الإجراءات من بينها فرض رسوم بدل خدمات الأطفاء وفقا للقانون والأنظمة التي تنظم عمل طواقم الدفاع المدني لأية حرائق تندلع في مشاطب واماكن تجميع هياكل المركبات،وتنفيذ جولات ميدانية واخطار أصحاب هذه الأماكن في كافة المناطق واتخاذ الإجراءات القانونية بحق من تفتقد منشآتهم لشروط السلامة العامة.

في المقابل رفض مواطنون اعتبار الحرائق في هذا الوقت من السنة بمعظمها مفتعلة.

ودعا ياسر الطويل الى رفع وتيرة التنسيق الاداري بين الجهات المعنية في موضوع مكافحة الحرائق واتخاذ الإجراءات القانونية للحد منها.

مشيرا  أن الحرارة المرتفعة والرطوبة المنخفضة التي تشهدها البلاد،هي الأسباب المؤدية لارتفاع نسب الحرائق في الأحراج والغابات ومشاطب السيارات.

ورأى مؤيد عياش أن بعض النفايات التي تحتوي على نفايات عضوية قد تنفجر غازاتها تحت تأثير الحرارة المرتفعة، او الزجاجات المرمية في الحقول التي تتفاعل مع الحرارة وتتسبب بتعاكس عامودي مع اشعة الشمس مؤدية الى كوارث.

لافتا الى ضرورة تحمل الأفراد مسؤولياتهم من خلال تنظيف اراضيهم من الأعشاب لتجنب اي حريق قادم لا قدر الله.

في سياق متصل أعلن الدفاع المدني الأردني،عن وصول الحرائق المشتعلة في الضفة الغربية؛ بفعل ارتفاع درجات الحرارة إلى الشريط الحدودي للمملكة.

جاء ذلك وفق ما صرح به متحدث الدفاع المدني الرائد إياد العمرو لمواقع محلية.

وقال العمرو: "نحن الآن في عملية مكافحة في منطقتي كريمة ودير علا (الأغوار الشمالية)، وتم وضع 4 نقاط مكافحة لمنع امتداد النار إلى المزارع القريبة".

وبيّن أن "النيران وصلت القصيب والأعشاب الجافة على امتداد الشريط الغوري في منطقتي كريمة ودير علا على مسافة 7 كيلومترات".

ومنذ يوم الخميس الماضي تواجه "إسرائيل" والضفة الغربية موجة من الحرائق تسببت بتدمير عشرات المنازل، فيما تستمر حال التأهب بسبب موجة الحر التي يتوقع أن تتعمق.

ارهاب حرائق المستوطنين

في سياق متصل اعترفت قوات الاحتلال ، بإضرام مستوطنين النيران في أراض زراعية شمالي الضفة الغربية، لكنه لم يعتقل أي منهم.

كان الاحتلال زعم في السابق قيام فلسطينيين بإضرام النيران في هذه الأراضي بعد اتهام فلسطينيين لمستوطنين بالمسؤولية.

وجاء إقرار جيش الاحتلال، بعد أن نشر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" شريط فيديو يوثق الحادثة.

ففي يوم الجمعة الماضي، أضرم مستوطنون النار بحقول غير زراعية في قريتي بورين وعصيرة القبلية.

وقال "بتسيلم": "في الموقعين رشق المستوطنون سكان القريتين بالحجارة وفي عصيرة القبلية أطلق مستوطن النار بالهواء على الرغم من وقوع المنطقة تحت رقابة الأبراج العسكرية الإسرائيلية".

وأضاف: "لم يعتقل الجنود الذين كانوا يقفون إلى جانبهم أحدا ومنعوا الفلسطينيين من الاقتراب من أراضيهم التي تأكلها النيران".

وتقع الحقول التي أضرمت فيها النيران على بعد نحو 400 متر منازل القرية ونحو كيلومتر من بؤرة "جفعات رونين" الاستيطانية.

ويمنع الاحتلال دخول الفلسطينيين إلى هذه المناطق باستثناء أيام محددة مرتين في السنة، وكذلك عندئذ يُسمح لهم بالوصول إليها فقط في حال توفر تنسيق مع الارتباط الإسرائيلي.

وأشار "بتسيلم" إلى أنه "في مرحلة ما أخمد المستوطنون النيران على ما يبدو خوفا من انتشارها وصولا إلى المستوطنة"، قائلا: "كما هو متوقع لم يتم التحقيق مع أحد من المستوطنين ولم يتم اعتقال أحد، وكما هو الحال دائما فقد حصلوا على حصانة شبه مطلقة، بل إنّ الجيش اتهم الفلسطينيين بإشعال الحرائق في منطقة عصيرة القبلية".

وأظهر قياس لدرجات الحرارة في بعض المناطق بلوغها 47 درجة، فيما تجاوز معدل درجات الحرارة بشكل عام 40 درجة.

وشهدت فلسطين العام 2016 سلسلة حرائق مترامية خلفت اضرارا جسيمة في والتهمت أكثر من 13000 دونم من الغابات بحسب سلطة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية.