غزة - خاص - النجاح الإخباري - تتعرض فلسطين وبعض الدول المجاورة منذ أيام لموجة حارة، ناتجة عن تمدد منخفض جوي حار  وذلك أثر اندفاع كتل هوائية باردة ورطبة نحو جنوب القارة الاوروبية، ودول المغرب العربي.

ووصلت درجات الحرارة ل40 درجة مئوية ،وكان يوم الخميس والجمعة الماضيين الأكثر حرارة وجفافاً على فلسطين.

من جانبها حذرت الارصاد الجوية الفلسطينية المواطنين خلال الموجة من التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال الفترة ما بين العاشرة صباحاً والسادسة مساءً، كما أوصت بعدم اشعال أية نيران في الأماكن التي تكثر فيها الاعشاب.

بالإضافة إلى أنها  نصحت الصائمين بتناول السوائل بكثرة فترة السحور والافطار، وتناول الأطعمة المناسبة والرطبة، التي تبقي طاقة وسوائل في الجسم خلال ساعات الصيام الطويلة، تجنباً للجفاف والصداع وغيرها.

نفوق أكثر من 100 ألف دجاجة

هذه الموجة التي ضربت فلسطين أدت لنفوق عدد كبير من الدواجن داخل المزارع المنتشرة في قطاع غزة، ما تسبب بخسائر فادحة لأصحابها.

مما استدعى من وزارة الزراعة في غزة لتشكيل لجنة طوارئ ،واستنفرت طواقمها الفنيه و الإداريه، وذلك لمتابعه آثار موجه الحر.

كما أنها شكلت لهذا الغرض فرق فنيه ميدانية لحصر الأضرار بمزارع الدواجن و فرق فنيه أخري من الأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين للتواجد بين مربي الدواجن وفي مزارعهم لتقديم الإرشاد الفني والبيطري لتفادي أثار الحر على مزارع الدواجن اللاحم و البياض والحبش.

تلك الموجة التي لازالت فلسطين تتأثر بها أدت إلى كارثة طالت قطاع الدواجن وبعض الطيور ،حيث أعلنت وزارة الزراعة في غزة في بيان لها عن أعداد الدواجن النافقة والتي وصلت لأكثر من 100 ألف طائر، ومن بينها الدجاج الذي غاب نوعا ما عن أسواق غزة ، واكتفى البائعون والمزارعون ببيع ماتبقى من الدواجن ذات الوزن القليل ، فاضطر المزارعون لبيع الدواجن الذي لايتجاوز وزنه عن 1.300 جرام ، وبأسعار مرتفعة ليس بمقدورةالغزيين على شرائه ،فقد وصل سعر الدجاج ل "14"شيكل للكيلو الواحد مما خلص نوعاً من التذمر لدى المواطن الغزي.

يشار إلى أن أعداد الدواجن النافقة ، قدرتها وزارة الزراعة بقيمة مالية كبيرة جداً وصلت لنصف مليون دولار“. وقالت الوزارة في بيانها أن ”المرتفع الجوي الحالي سبب أضرارًا لمعظم مزارع الدواجن في قطاع غزة“.

أحمال طبيبعة 

ومن بين الأمور التي تأثرت بهذه الموجه ، والتي بدورها أثرت على المواطن داخل منزله ،هو انتظام ساعات وصل الكهرباء وتقليص عدد ساعات وصلها.

فقد أفادت شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة، بأن جدول توزيع الكهرباء تأثر بشكل كبير، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، مما انعكس سلبًا على عدد ساعات وصل التيار الكهربائي.

وأشارت الشركة إلى أن كميات الكهرباء المنتجة من محطة التوليد انخفضت  من 72 ميجا وات إلى 60 ميجا وات، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، الذي بدوره أثر على كفاءة المولدات.

تقليص ساعات وصل الكهرباء خلق أجواءً من التذمر لدى المواطن في بيته ، فلم يجد وسيلة للتبريد نتيجة انقطاع الكهرباء وعدم مقرته على تشغيل المكيفات ، فكانت وسيلته الوحيدة للتبريد عن نفسه رش جسمه وبيته بالماء البارد ،أو الذهاب للبحر والافطار على شاطئه عله يجد بعضا من البرودة التي فقدها في منزله.

البحر متنفس

اكتظت سواحل بحر غزة بالمصطافين من العائلات التي هربت من درجات الحرارة المرتفعة في بيوتهم ، فاضطروا هم وأولادهم لقصد شواطئ البحر والاستجمام على شاطئه ،وتناول طعام الافطار ,والبقاء لساعات طويلة ،حتى عودة التيار الكهرابئي لمنازلهم ، لكي يكون بمقدورهم  تشغيل المكيفات والوسائل التبريدية الأخرى .

انتشار مخيف

لم يستطع المواطنون في شمال القطاع النوم بشكل طبيعي ، من جهة ارتفاع حرارة الجو ،ومن جهة أخرى انتشار البعوض الذي قض مضاجعهم ومضاجع اطفالهم ، فأصبح الأطفال طيلة الليل يبكون من قرصات البعوض المؤلمة ، فيضطر الآباء للجلوس طيلة الليل بجوار اطفالهم للقضاء عليها بوسائلهم التقليدية ,ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل .

انتشار البعوض جاء نتيجة الحر الشديد مما دفعه للجوء للاختباء في البيوت ويتغذى على دماء المواطن.

البلديات بدورها تواصل رش الشوارع بالمبيدات الحشرية للقضاء على حشرة البعوض ،لكنها لم تستطع القضاء الا على جزء بسيط منه على حد قول المواطنين في شمال القطاع ،والذين بدورهم طالبوا البلديات ووزارة الزراعة بايجاد حلول جذرية لهذه الحشرة التي تترك ندوباً والتهابات حادة على الجلد ،خاصة أننا في بداية الصيف ،وهذا يشكل كابوساً مرعبا لدى المواطن.