غزة - النجاح الإخباري - ينتظر أهالي قطاع غزة شهر رمضان المبارك بفارغ الصبر، على الرغم من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها أبناء قطاع غزة، في ظل حالة الفقر والحصار والبطالة وغيرها الكثير.

فبأزمات تعصف بهم واحدة تلو الأخرى يستقبل الغزيون شهر رمضان المبارك لهذا العام، وقد أرخى الحصار الإسرائيلي بظلاله عليهم، ويظهر ذلك جليا في كل مشاهد حياتهم الاقتصادية.

ليقول الحاج أبو العبد مطر أنه ينتظر رمضان بفارغ الصبر هو وعائلته، مستدركاً "لكن الأوضاع الاقتصادية بشكل عام في غزة تحرمنا من فرحة استقبال هذا الشهر".

ويضيف مطر لمراسل "النجاح الاخباري" أنه ينتظر شيكات الشؤون الاجتماعية وهي مصدر رزقه الوحيد، وكل شيء يقوم بصرفه للبيت من الشؤون".

أما المواطن سعيد رزق فيؤكد لـ"النجاح الاخباري" أن رمضان شهر الخيرات، بالرغم من حالة الفقر وخصومات الرواتب، إلا أن الله لا ينسى أحداً في هذا الشهر"، حسب قوله.

ويشكو زرق من ارتفاع أسعار السلع الرمضانية لا سيما السلع الرئاسية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أسواق غزة تشهد اكتظاظاً كبيراً بالمواطنين لكن دون عملية شرائية كبيرة.

أوضاع صعبة

في السياق، أبدى أبو خالد، صاحب محل بقالة، استيائه من عدم إقبال المواطنين على شراء مستلزمات شهر رمضان كما الأعوام السابقة، لافتاً إلى أن هناك القليل من المواطنين قد اشتروا حاجات رمضان.

وقال أبو خالد لـ"النجاح": رمضان هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية، صحيح أن أوضاعنا في تلك السنوات كانت صعبة، لكن مثل هذه السنة لم يمر علينا".

وأضاف " البضاعة مثل ما هي كثيرة لكن الشراء قليل، وهذه هي الحال في غزة ما في رواتب ولا في عمل"، مؤكداً أن الوضع الاقتصادي الصعب أثر على أجواء رمضان ومسلتزماته.

ومع دخول هذا الشهر الفضيل، من المفترض أن يزداد الطلب على السلع الغذائية في مختلف الأسواق، حيث يعتمد الكثير من التجار والباعة على هذا الشهر في تحقيق أرباح وفيرة، وتعويض حالة الركود التي تشهدها الأسواق طيلة أيام السنة، حيث يكون البيع في هذا الشهر مضاعفاً عن الأشهر الأخرى، في أحسن الأحوال.

ويصطدم المتسوقون، كما كل عام، بارتفاع مفاجئ على أسعار السلع الأساسية قبيل بزوغ هلال رمضان، الأمر الذي يجبر البعض على الاكتفاء بشراء بعض المتطلبات والاستغناء عن أخرى.

قاسٍ جداً

خبراء بالشأن الاقتصادي رجحوا خلال أحاديثهم لـ"النجاح الاخباري" أن يكون رمضان هذا العام "قاسيا جداً" على أهالي قطاع غزة، بسبب ما يعانيه الناس من ركود اقتصادي في مختلف مجالات الحياة.

وأكد الخبير بالشأن الاقتصادي، د. ماهر الطباع أن الغزيين يستقبلون شهر رمضان للعام الثالث على التوالي بأسوأ الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

وقال الطباع لـ"النجاح الاخباري": إن قطاع غزة يشهد أزمة اقتصادية حادة، الأمر الذي أدى إلى انعدام القدرة الشرائية للمواطنين"، مشدداً على أن الحصار الإسرائيلي وأزمة الرواتب أثرا بشكل كبير على هذا الأمر.

وأضاف أن كل هذه العوامل تسببت في تراجع الإنتاجية في كافة الأنشطة الاقتصادية، الأمر الذي يؤثر كثيراً على المواطنين في شهر رمضان المعروف بأن احتياجاته كثيرة.

وبحسب الطباع فإن 300 ألف عاطل عن العمل في قطاع غزة، وأن معدلات الفقر وصلت إلى حوالي ً 53%، مشيراً إلى أن أكثر من نصف سكان القطاع فقراء" وحوالي مليون ومئة ألف شخص يعتمدون على المساعدات المقدمة من الاونروا والمؤسسات الدولية الأخرى".

حالة عصيبة

من جهته، أكد ، أستاذ علم الاقتصاد في جامعة الأزهر، د. معين رجب، أن المواطن في قطاع غزة يعيش حالة عصيبة هذه الفترة، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وذكر رجب في حديثه لـ"النجاح" ان المواطنين في غزة يشتكون من أوضاعهم الاقتصادية، خصوصاً وأن رمضان على الأبواب، مرجعاً ذلك إلى الحصار الإسرائيلي وأزمة الرواتب.

وبيّن أن أزمة الرواتب، زادت من حدة الأزمة في قطاع غزة، لافتاً إلى أن مستوى السيولة لدى الناس منخفض جداً، حيث لا توجد لديهم أموال أو نقود لشراء احتياجاتهم، خصوصاً وأننا نشهد فترة موسمية متكررة يشتد الطلب فيها على السلع الغذائية كشهر رمضان المبارك.

ومن المتوقع أن يكون الاثنين القادم 6 مايو، غرة شھر رمضان المبارك، بحسب مركز الفلك الدولي.

هذا وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارا خانقاً على قطاع غزة عام 2007، يشمل تقنين دخول المحروقات والكثير من السلع والبضائع وتفاقم أزمة الكهرباء، وغلق المعابر بين القطاع وإسرائيل، وقد ازدادت معاناة الفلسطينيين في الآونة الأخيرة بعد أزمة رواتب الموظفين، خصوصاً بعد قرصنة الاحتلال الإسرائيلي لأموال المقاصة الفلسطينية.