غزة - هاني أبو رزق - النجاح الإخباري - كثيرة هي فرق الدبكة الشعبية التراثية داخل قطاع غزة ،والتي تكون حاضرة في المناسبات والحفلات المختلفة؛ لكن أن توجد فرقة يتكون أعضائها من أشخاص ذوي إعاقة حركية ويحاولون تقليد الدبكة على كراسيهم المتحركة ،فهذا هو الشيء الجديد الذي عملت عليه "عبير الهركلي" ورفاقها الأربعة وهم " علي جبريل، حسام القلزين، رئيسة الديري ، فداء الريفي ".

للوهلة الأولى، تندهش عيناك عندما تشاهد خمسة أعضاء داخل فرقة ليست ككل الفرق، فرقة جمعتهم الإعاقة والإرادة تحت سقف واحد، على أنغام الدبكة الشعبية الفلسطينية بدأ التمرين، توجيهات من المدرب هاني فطاير إلى باقي أعضاء الفريق الذي سرعان ما يلوح هاني بيده يلوح باقي الأعضاء لتأدية نفس الحركة بدورٍ كله تناغم وتناسق .

تقول الهركلي وهي صاحبة فكرة إنشاء الفريق:" منذ صغري وأنا أحلم بأن أمارس الدبكة ،لكن ممارستي لها قد تأخرت, نظرا لإعاقتي وبسبب نظرات الشفقة من المجتمع، فلم أتخيل في يوم من الأيام أن أمارس هذا النوع، فالدبكة تحتاج إلى أقدام ونحن نجلس على كراسي ".

كان قدر الله أن تبصر عبير النور وهي  مصابة بالشلل ، فقررت عدم اليأس والمواصلة مضيا في تحقيق ما تصبو إليه، تبدأ عبير والتي تقطن بحي الشجاعية يومها بالعديد من الطرق الترابية بالكرسي المتحرك حتى تصل إلى الطريق المؤدي إلى نادي السلام الرياضي ، هناك حيث تمارس الدبكة .

وأضافت الهركلي 25 عاما  :" هناك العديد من الصعوبات التي  واجهتنا خلال ممارسة الدبكة كعدم توفر كراسٍ متحركة خاصة تساعدنا على تأدية المزيد من الحركات بسهولة ، إضافة إلى أني أمضيت عاما  في الوصول إلى مدرب يستوعب هذه الفكرة ، فعندما كنت أتواصل مع المدربين كانوا يقولون لي أنه من الصعوبة أن تمارسوا الدبكة ، لكن في نهاية المطاف وجدنا مدرب وقام بتدريبنا وتعليمنا العديد من الحركات إلى أن قمنا بإتقانها ، مشيرة إلى أنها تسعى لأن تكون فتاة فعالة داخل مجتمعها بهدف محاربة النظرة المجتمعية

تقول الهركلي وهي تتشبث بعجال الكرسي المتحرك:"  نعمل في الفترة الحالية على استقطاب المزيد من ذوي الإعاقة الحركية لممارسة حركات جديدة تعتبر من التراث الفلسطيني، فيجب علينا ممارستها من أجل التعريف بفلسطين، إضافة إلى أنها تسعى وفريقها للمشاركة في عروض على مستوى عالمي .

بجانب الهركلي يقوم علي جبريل بتأدية الحركات مع حسام بكل مهارة، يقول :" كل من شاهدنا خلال الثلاثة عروض التي قمنا بها يشعر بالاستغراب والدهشة , فالعديد منهم قاموا بترديد عبارة " كيف دبكة وعلى كراسي متحركة"

وتابع قائلا:" أشعر بالسعادة والفرح خلال ممارستي للحركات المختلفة على أنغام الاغاني الوطنية التي أسعى من خلالها لإثبات أن ذوي الإعاقة يتسلحون بالإرادة والعزيمة وأننا قادرون على صناعة المستحيل إضافة للعمل على تطوير الفريق.

ومن جانبه، يقول مدرب الفريق هاني فطاير :" تعتبر هذه الفرقة أول فرقة تختص بالحركات التي تشبه الدبكة في محاولة لتقليدها، ففي بداية تدريبي للفريق واجهت صعوبات كبيرة، لكن بالإصرار والطموح والإرادة التي كانت موجودة في عيون هذا الفريق، قمنا بالتغلب على تلك الصعوبات بالعمل بروح الفريق الواحد، فالإرادة تصنع المستحيل " .

وأشار فطاير إلى أن الفريق يتكون من خمسة أشخاص من ذوي الإعاقة الحركية لازمتهم منذ الولادة، مبينا أن الفريق تم إنشاؤه منذ ما يقارب الستة شهور، ساعيا لاستقطاب المزيد من ذوي الإعاقة حتى تنتشر بين أكبر عدد منهم ، والعمل على دمجهم داخل المجتمع.