نابلس - النجاح الإخباري - دعا متحدثون في لقاء عقده أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، اليوم الثلاثاء، مع عدد من سفراء وممثلي وقناصل دول العالم لدى دولة فلسطين، إلى تشكيل وفد من خبراء وقانونيين أجانب ودوليين لمراقبة ما يحدث في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وشارك في اللقاء الذي أعقبه مؤتمر صحفي، إلى جانب عريقات، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، ورئيس نادي الأسير قدورة فارس، والأسيرة المحررة خالدة جرار، والمدير العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك، وسحر فرنسيس من مؤسسة الضمير، ومدير عام الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال-فلسطين خالد قزمار، والمحامي جواد بولص وشعوان جبارين من مؤسسة الحق.

وأطلع عريقات الوفد على معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، وما يتعرضون له من انتهاكات جسيمة وقوانين جائرة تفرض عليهم.

وتحدث عما يواجهه أسرى الحرية من اعتداءات داخل السجون، وما تواجهه عائلاتهم نتيجة الممارسات الإسرائيلية القمعية بحق الطفل والمرأة والأبطال من منضالينا، وتطرق إلى قيام سلطات الاحتلال بخصم مخصصات الجرحى والأسرى من أموال المقاصة.

ورحب عريقات باقتراح تشكيل وفد من خبراء وقانونيين أجانب ودوليين لمراقبة ما يتم في السجون، وأكد أن تسلم الأسرى وعائلاتهم لمخصصاتهم بنسبة 100% أولوية قصوى للرئيس محمود عباس، وأن كل ما تقوم به منظمة التحرير هو وفق الاتفاقيات الدولية.

وتمنى أن تأتي ذكرى يوم الأسير المقبلة وقد أفرج عن كافة المعتقلين والأسرى، وأن تغلق كافة السجون، مبينا أن جميع الأسرى متساوون، وأن ستة آلاف أسير لا يقل أحدهم عن الآخر بشيء.

وأكد أن منظمة التحرير الفلسطينية ستتابع هذه القضية مع جميع مؤسسات المجتمع الدولي، لأن حجم التضليل الذي تقوم به إسرائيل كبير جدا لدى برلمانات العالم.

وقال عريقات إنه تلقى صباح اليوم رسالة من داخل المعتقلات طالبت بالإفراج الفوري عن الأسيرة إسراء جعابيص، وشيخ الأسرى فؤاد الشوبكي، والأسير المريض سامي أبو دياك.

من جانبه، قال أبو بكر إن الأمور كانت غير واضحة بالنسبة للقناصل حول الحركة الأسيرة، وكانوا يمتلكون معلومات مغلوطة قدمت لهم من قبل سلطات الاحتلال.

وأشار إلى أن هناك نحو 6 آلاف أسير في سجون الاحتلال، منهم 700 أسير مريض من ضمنهم 30 يعانون من حالات مرضية مستعصية، إضافة إلى وجود 47 أسيرة بينهن 22 أسيرة متزوجة، و530 أسيرا يقضون حكما بالسجن المؤبد، و430 معتقلا إداريا، و250 طفلا دون سن 18، و26 طفلا دون 10 سنوات وهؤلاء يقضون الحبس المنزلي في مدينة القدس.

بدوره، أوضح فارس أن الاجتماع مع القناصل وممثلي الدولي الأجنبية جاء في إطار المساعي الفلسطينية المنسجمة مع دعوات الأسرى من أجل تدويل قضيتهم وما يتعرضون له من جرائم منظمة من قبل سلطات الاحتلال.

وأضاف: "بالأمس أنهى الأسرى خطوتهم النضالية المستمرة منذ شهرين التي لم يبادروا إليها، بل تعرضوا لهجوم بعد أن زجت قضيتهم في ملعب السياسة الداخلية الاسرائيلية الرخيصة، وهذا ما تمخض عنه اصابة 120 أسيرا بعضها اصابات بالغة".

ودعا فارس إلى ضرورة بلورة استراتيجية وطنية لمساندة الحركة الأسيرة في طريق تحريرهم.

أما الأسيرة المحرر خالدة جرار، فقد تحدثت عن وضع الأسيرات داخل سجن الدامون من ظروف صعبة وغير ملائمة.

وتابعت: "كان السجن قديما مستودعا للدخان، كما الحمامات موجودة خارج الغرف، وساعات الفورة فيه قليلة، والكاميرات مركبة في كل مكان، فيما يوضع أهالي الأسرى في "بركس" لساعات طويلة دون وجود وسائل تدفئة أو تبريد، إضافة إلى حرمان الأسيرات من وجود مكتبة، حيث سمح بإدخال 240 كتابا فقط، فيما كان لديهن نحو 800 كتاب في سجن هشارون".

من جانبه، قال عمار الدويك: "سبق هذا المؤتمر لقاء مع عدد من القناصل وممثلي الدول الأجنبية، وتم اطلاعهم على صورة معاناة الأسرى، وكانت القرصنة الإسرائيلية لأموال المقاصة قد أخذت حيزا كبيراً من النقاش".

وأشار إلى أن هناك تأثر لدى عواصم بعض الدول بحملة الكذب التي تروج لها إسرائيل ضد أسرانا، وكان ضروري التصدي لهذا الموضوع وإبراز الحقائق، حيث أكدنا أن الأسرى هم ضحايا الاحتلال والانتهاكات والنظام العنصري، الذي لا يوفر الحد الأدنى من ضمانات المحاكمة العادلة للأسرى، حيث تجاوزت نسبة الإدانة في القضاء الإسرائيلي 98%، وأكثر من 90% من الأسرى يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة خلال فترة التحقيق معهم.

وتابع: "أوضحنا لهم أيضًا أن جزءا من المقاصة يذهب للكنتينة المخصصة لطعام واحتياجات الأسرى، والذي من المفترض من إدارة السجن أن توفرها لهم، والجزء الآخر يذهب لعائلته التي تعاني من حرمانها من المعيل الأساسي".

كما تحدث قزمار عن الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات الاسرائيلية وعددهم 250 تحت سن 16 عاما، و12 طفلا تحت سن 10 سنوات يقبعون تحت الإقامة الجبرية في منازلهم.