نابلس - النجاح الإخباري - أكد متحدثون في مؤتمر حوال "واقع المرأة ما بين الأبوية والفكر الاستعماري والاحتلال"، أهمية تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة، وتطوير البنى التشريعية الداعمة لحقوقها وحمايتها.

وشددوا خلال المؤتمر الذي عقد في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، اليوم الإثنين، على الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع ومساهمتها في إحداث تغيير، لافتين الى أنها ما زالت تواجه مجتمعات أبوية تبقيها تحت السيطرة على هيكلية المجتمع وتعمل على تهميشها.

وقالت نائب رئيس الجامعة لشؤون العلاقات الخارجية والدولية خيرية رصاص، إن أهمية المؤتمر تأتي من كونه يعد وجها آخر للحراك الوطني، والمجتمعي، والأكاديمي لإعمال حقوق المرأة في المساواة وتكافؤ الفرص وكسر الصورة النمطية عنها.

وأشارت إلى أن فلسطين تزخر بتجارب عديدة تتعلق بنضال المرأة لنيل حقوقها داخل مجتمعها، والتخلص من الإقصاء والتهميش والتمييز، ناهيك عن الدور الكبير الذي تلعبه في مواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وقيوده التي تقف حائلا في تطور الحياة الاقتصادية ونموها وتسهم في ارتفاع معدلات البطالة وتفاقم من معاناة المرأة.

وتحدثت عن دور المرأة في المقاومة والعمل الخيري الممتد منذ سنوات النكبة مرورا بالنكسة وانتفاضة الحجارة، مشيرة إلى ان المرأة حافظت على هويتنا وحكايتنا الوطنية الأمر الذي يجعلها مؤهلة للانخراط في الحياة السياسية وصنع القرار والبناء والتحرر.

وأكدت رصاص أن الواقع الذي تعيشه فلسطين يحتم علينا توحيد طاقاتنا وتجاربنا وتعزيز التعاون والتشبيك بين المؤسسات المعنية بالمرأة والقطاعين الحكومي والخاص والجامعات، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني لتمكين المرأة وايصالها لمصادر التمويل وسوق العمل وتتمتع بكامل حقوقها.

وقالت رصاص إن تعليمات الرئيس محمود عباس واضحة من خلال الارتقاء بالتشريعات إلى أعلى المعايير الدولية لحماية المرأة من العنف وإنصافها وتذليل العقبات أمامها، لافتة إلى ان فلسطين صادقت على اتفاقية القضاء على أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" دون تحفظات، كما تبنت تعريفا وطنيا موسعا للعنف ضد النساء، وألغت العقوبة المخففة في قانون العقوبات تجاه جرائم العنف ضد المرأة، كما يمكننا متابعة قضايا النساء المعنفات من الاحتلال الإسرائيلي في إطار القرار الدولي "1325".

واستعرضت جملة من الأرقام والإحصائيات لنسبة الطالبات اللواتي يدرسن بالجامعة مقارنة بعدد الذكور، مشيرة إلى أنها تصل إلى 64% من مجموع الطلبة فيما هناك 168 امرأة أكاديمية، إلى جانب 17 منهن يشغلن مناصب إدارية وأكاديمية عليا.

من جانبها، قالت رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية انتصار الوزير إن الاحتلال الاسرائيلي قائم على فكرة مصادرة حقوق الشعب سواء الوطنية أو الثقافية أو الاقتصادية، في إطار عمل ممنهج للاستيلاء على الارض وتدمير هوية شعبنا، وتكريس التخلف والفرقة.

وأشارت إلى أنه كان ولا زال للمرأة الفلسطينية دورا مهما في كافة مراحل النضال قبل النكبة ولغاية الآن، فهي توازن بين النضال الوطني والمجتمعي للمرأة الفلسطينية، وتجربتها في الثورة الفلسطينية فتحت أمامها أبوابا للعطاء والتضحيات.

وتحدثت الوزير عن دور الاتحاد العام للمرأة الذي كان أول الاتحادات الجماهيرية الديمقراطية التي انطوت تحت إطار منظمة التحرير وآمن أن حتمية النصر لا تتم دون المرأة.

وذكرت أن الاتحاد يعمل داخل الوطن وفي الشتات على تصعيد النضال الحقوقي والاجتماعي لتحقيق مزيد من المكتسبات لصالح المرأة في فلسطين ضمن برامج متخصصة تعالج المشاكل وتذليل العقبات التي تواجهها.

وأضافت أن الاتحاد يعمل على استمرارية النضال ضد ممارسات الاحتلال من حواجز وهدم المنازل وحصار وتجويع الشعب الفلسطيني والدفاع عن الاسرى والاسيرات، كما تحظى قضايا المرأة الحقوقية باهتمام الاتحاد والمؤسسات لنسوية.

وقالت: إننا نعيش مرحلة صعبة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث نواجه على المستوى السياسي هجمة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، تهدف إلى تصفية القضية وكسر الثوابت الوطنية، مشيرة إلى أن شعبنا سيقف في وجه ما تسمى بـ "صفقة القرن" وسيفشلها بصموده ووحدته.

وفي كلمتها، قالت رئيسة المؤتمر سماح صالح إن المؤتمر يطرح أوراقا عملية ورؤية لمناقشة قضايا المرأة لتسليط الضوء على قضايا المرأة الفلسطينية والاستفادة من تجارب النساء، كما يتناول أيضا أوراقا تتحدث عن النساء وحركات التحرر والتغيير ودورها في المقاومة الشعبية إلى جانب القوانين والمواثيق الدولية والمحلية.