نابلس - النجاح الإخباري - تتلعثم بكلماتها تارة، وتغرق بدموعها تارة أخرى، تحبس أنفاسها وتطأطأ رأسها، وبعينيها تحاول البحث عن نافذة أمل، تعطيها جرعة من التفاؤل ودفعة قوية إلى الأمام؛ علها تتخلص من هذا الألم الذي حل بها، بعدما بترت يدها اليمنى في الاستهداف القريب من منزلها، لتصبح الجريحة (صباح سويعد) وهي أم لطفلين ومولود منتظر، إحدى ضحايا العدوان الإسرائيلي على المدنيين العزل.

"أنا ايدي راحت، ايدي انقطعت، ما بعرف شو صار معي"، هذه الكلمات التي ترددها الجريحة صباح وسط حالة من الانهيار النفسي الذي حل بها، بعدما بترت يدها اليمنى وإصابة الأخرى بثلاثة كسور قطع في الأوتار، بعد انهيار المنزل عليها وعلى زوجها بالكامل، إثر القصف الإسرائيلي بجانب منزلها الواقع جنوب قطاع غزة بالقرب من موقع الحشاشين في رفح جنوب قطاع غزة الساعة الخامسة فجراً، بتاريخ 15-3-2019م.

ليلة عصبية مرت على هذه العائلة، فمع ارتفاع وتيرة الأزمة، واشتداد القصف على أماكن متفرقة في القطاع، كانت صباح وزوجها غارقان في النوم، فأصوات الغارات باتت لا تروع المدنيين، كونهم اعتادوا على سماعها دوماً، ومع ذلك لم يسلما من بطش تلك الصواريخ المدمرة، ليكونوا احدى ضحايا تلك القذائف الملتهبة راحت ضحيتها يد تلك السيدة المكلومة على ما أحل بها، فأصبحت تعيش صدمة نفسية جعلتها لا تعي ولا تذكر ما حل بها، ولسان حالها يقول "ماذا سأفعل غداً، وكيف سأقوم بواجباتي تجاه ابنائي كأم؟"، فيما تنظر للحياة بعين بائسة.

هل من مستجيب؟

وفي الحديث معها أوضحت لموقع "الجديد" الالكتروني، أنها لم تستذكر ما حل بها وبزوجها المصاب، فكل ما أهيه تلك اللحظة بأني استفقت على صوت مدوي ومفزع، فهرعت نحو زوجي أصرخ بأعلى صوتي.. يدي بترت، إلى أن غبت عن الوعي تماما.

فيما توجه الأم لطفلين ومولود منتظر، مناشدة عاجلة للرئيس محمود عباس، بأن يتكفل بعلاجها كاملاً، ويتيح لها الفرصة للعلاج بالخارج، وكلها أمل بأن يلبى ندائها، كونها أصيبت بيديها الاثنتين بشكل مباشر، مما أدى إلى بتر واحدة والأخرى تحتاج إلى علاج مكثف.

بينما أخيها الأكبر محمد يسرد لحظة خبر سماعهم لإصابة أختهم وزوجها، فيقول: "أثناء لحظة انفجار الصاروخ، أصيبت بشكل مباشر في يديها مما أصابت الشظايا ظهر زوجها، ولا زال يرقد بالمستشفى لصعوبة حالته".

وعن حالة الجريحة "صباح" يضيف، بأن يدها اليمنى إلى الساعد بترت، والأخرى بها ثلاثة كسور وقطع والأوتار، ومن الممكن أن تفقدها إن لم يتم علاجها بالخارج، موجهاً رسالة العائلة إلى كل مسئول بأن ينظر لها بعين الرحمة ويساهم في سفرها، للتخفيف من أزمتها النفسية التي تمر بها؛ وكي تستطيع أن ترعى أبنائها الأطفال إلى جانب مولودها المنتظر كأم.

المصدر: موقع الجديد