النجاح الإخباري - أحيت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، الذكرى الـ43 ليوم الأرض الخالد بحفل خطابي في مقرها بالعاصمة البحرينية المنامة.

وحضر الحفل ممثلون عن وزارة خارجية البحرين ومجلسي النواب والشورى وكافة السفراء العرب وسفراء الدول الاسلامية والصديقة ورؤساء مجالس البحرين، وعدد من أبناء الجالية الفلسطينية.

وأكد الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول العربية السفير يوسف محمد عبد الله جميل، موقف بلاده المبدئي الثابت تجاه القضية المركزية الأولى للأمة العربية.

وشدد على أن مفتاح السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط يتمثل في انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967, وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم.

وجدد السفير جميل التأكيد على موقف البحرين الثابت في دعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأكد سفير السعودية لدى البحرين عبد الله بن عبد الملك آل الشيخ، كلمة السلك الدبلوماسي العربي، ان يوم الأرض أصبح حدثا مفصليا وتاريخا في ذاكرة وحياة كل العرب من المحيط إلى الخليج يجسد دلاله خاصة في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، وكفاحه المشروع في التمسك بهويته وتطلعه نحو الحرية والاستقلال.

وأضاف أن الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية الواضحة والممنهجة واسعة النطاق ضد أبناء الشعب الفلسطيني المدنيين العزل تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وشدد على أن القضية الفلسطينية في أولى اهتمامات المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتوليها اهتماماً خاصاً باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى.

وقال: "دعما لقضية فلسطين والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني أعلن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، تسمية القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين في إبريل 2018 بـ"قمة القدس"، رفضا لإقرار قانون (الدولة القومية للشعب اليهودي).

وأشار إلى أن المملكة تؤكد في كافة المحافل الإقليمية والدولية حق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية. 

وفِي كلمة مجلس نواب مملكة البحرين، قال النائب أحمد الأنصاري: "من أرض مملكة البحرين ومن الشعب البحريني أجمل رسالة سلام للشعب الفلسطيني الأبي المقاوم، القضية الفلسطينية كانت ولم تزل وستظل قضية المسلمين والعرب الاولى وننادي العرب للتوحد خلف القضية الفلسطينية".

واستنكر اعلان الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده الى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، كما استنكر استضافة متحدثين إسرائيليين في المؤتمر العالمي لريادة الأعمال والمقرر عقدة في مملكة البحرين خلال منتصف شهر ابريل المقبل.

وأكد أن نصرة القضية العادلة للشعب الفلسطيني الشقيق ستضل من أولويات الشعب البحريني وإن انهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كافة الأراضي العربية هو ضرورة قصوى لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والوصول الى السلام العادل والشامل.

وفِي كلمة مجلس شورى البحرين، أكدت النائب الثاني لرئيس المجلس هالة رمزي فايز: ان ذكرى يوم الأرض الخالد هي مناسبة نضالية مهمة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وتعد هذه المناسبة فرصة للمجتمع الدولي لتصحيح ما ألمّ بالشعب الفلسطيني خلال السنوات السبعين الماضية، والتي انتهكت إسرائيل خلالها العديد من قرارات الأمم المتحدة التي تعترف وتدعم حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير والعودة، في تحدٍ سافرٍ للقانونِ الدولي والإرادةِ الدولية، وبشكل يستهين بالنظام الدولي ويهددُ السلامَ العالمي.

 واكدت النائب فايز على أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية للأمة العربية، وفي المركز الأول من اهتمامات الشعوب العربية ودولها، التي تدعم بكل الامكانات، النضال العادل للشعب العربي الفلسطيني في سبيل حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، حتى التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.

ودعت جميع البرلمانات والمنظمات البرلمانية في العالم إلى أن تعلن تأييدها لنضال الشعب العربي الفلسطيني في هذه الذكرى الأليمة، ووقوفها الى جانبه وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

واكد سفير جمهورية الصين الشعبية أنور حبيب الله في كلمته التي ألقاها نيابة عن الدول الصديقة لفلسطين، إن قضية فلسطين هي قضية محورية وحيوية لقضايا الشرق الأوسط، وشدد على دعم الصين لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف انه يتوجب على جميع الأطراف المعنية أن تحل النزاعات عبر طريقة سياسية ودبلوماسية على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وخطة خارطة طريق السلام في الشرق الأوسط، وتساند الصين الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها أن لهما أن يلعبا دورا أكبر في تحقيق عملية السلام في الشرق الأوسط.

وشدد السفير الصيني على ان بلاده ستواصل دعمها الثابت للقضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة الحقوق الوطنية المشروعة.

من جانبه، اكد سفير فلسطين لدى البحرين خالد عارف، أن سياسة التطهير العرقي ضد أبناء شعبنا التي تنتهجها إسرائيل وما تزال، منذ عام 1948 لم تفلح في اقتلاعه وتهجيره من أرضه مرة أخرى.

وشدد على ان شعبنا يحتاج إلى جهود ودعم وإسناد الأشقاء العرب والدول الإسلامية ودول العالم قاطبة وأنصار السلام في العالم، لأن هذه الحواضن قادرة إذا أرتقت لمستوى المسؤولية السياسية لحل قضية العصر، وإنهاء آخر احتلال في التاريخ.

ونوّه السفير عارف ان هناك محاولات اسرائيلية مستمرة لإحباط الشعب الفلسطيني والعربي، من خلال الاشاعة أن العرب يريدون التطبيع وانهم تخلو عن فلسطين والقضية الفلسطينية، ونحن نقول إننا على ثقة بان الدول العربية وشعوبها الشقيقة لن يتخلوا عن قضيتهم المركزية.

وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية أكد السفير عارف أن شعبنا معني بالعمل المثابر لطي صفحة الانقلاب الأسود في محافظات الجنوب الفلسطينية، واستعادة الوحدة الوطنية لمكانتها، لأنه لا يمكن لمشروعنا الوطني الانتصار في ظل التشرذم القائم.

وحذر من محاولات قيادة حركة حماس الانقلابية ركوب فعاليات الكفاح البطولي للشعب في الدفاع عن أرضه ومشروعه الوطني، لأن الجماهير، التي خرجت إحياءً لذكرى يوم الأرض، ودفاعا عنها، وعن باقي حقوقها وثوابتها الوطنية، لن تقبل لفرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، أن تستثمر نضالها وعطاءها، لآنها تدرك ان الحركة التي تطلق ميليشياتها المسعورة في شوارع محافظات القطاع لتكسير عظام الجوعى والمسحوقين والفقراء والعاطلين عن العمل ومنتسبي فصائل العمل الوطني وخاصة حركة فتح خلال الأسبوعين الماضيين من آذار/ مارس الحالي (2019)، لا يمكن ان تكون أهلا لتمثيلها، لأنها حركة متناقضة مع المشروع الوطني، وثوابت الشعب الفلسطيني.

وأضاف: مع ذلك نقول أن الباب مفتوح لعودة حركة حماس للشراكة في حال تخلت عن التساوق مع إسرائيل واميركا، وتمسكت بالثوابت الوطنية، وفتحت الباب لحكومة الكل الوطني برئاسة رئيس الوزراء المكلف محمد إشتية بتولي مهامها كاملة على الأرض، وأعادت الاعتبار للوحدة الوطنية.

ونوه السفير عارف ان الشعب الفلسطيني قادر على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي واستعادة حقوقه المشروعة، ويطلب فقط من إخوانه العرب الدعم السياسي والمادي للصمود والمواجهة، موجهاً التحية والاعتزاز لقائد مسيرة شعبنا الثابت على الثوابت الرئيس محمود عباس.