غزة - بمشاركة هاني أبو رزق - النجاح الإخباري -  لم تكن ليلة يوم الخامس والعشرين من مارس/ أذار عاديةً بالنسبة لعائلة الغزالي، عندما كانت تشير عقارب الساعة إلى السادسة والنصف،لغير اتصال هاتفي من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي مجرى حياة العائلة .

حمل زهير الغزالي اطفاله الصغار دون وعي وهرع بهم مسرعا بعد ذلك الاتصال الذي كان مفاده "يجب عليك أن تخلي العمارة خلال 10 دقائق" وذهب بهم الى أحد الشوارع المجاورة لبيته حتى لا يصابوا بأي مكروه .

علت أصوات البكاء والعويل كل من في المنزل ومحيطه ، لكن عمه رجب الذي يقطن في العمارة الملاصقة لم يكن يدري ما يحصل في تلك اللحظات كونه كان ذاهبا كما كل يوم إلى عربة ابنه خميس من أجل مساعدته في بيع أصناف الحلويات الشعبية مقابل أحد البنوك التي تبعد عن بيته أمتار معدودة.

لم يمكث الحاج رجب هناك سوى دقائق معدود حتى جاءه اتصال من ابن عمه بأن قوات الاحتلال أمرته بإخلاء المنزل ، ترك البسطة وهرع من أجل المساعدة في الاخلاء وإخراج ما يمكن إخراجه من أغراضه وذكرياته التي أصحبت عبارة عن أكوام من الحجارة، لكن الصواريخ كانت أسرع من خطاه المتثاقلة في الذهاب إلى المنزل. 

في تلك اللحظة قامت طائرات الاستطلاع بقصف العمارة المجاورة لعمارة أخرى تعود ملكيتها لأبناء عمه والمكونة من ثلاثة طوابق بصاروخ واحد تبعه صاروخ ثاني وثالث، وبعد خمسة دقائق قصفته الطائرات الحربية بصاروخ من نوع f16 ليتحول المنزل إلى أثر بعد عين .

يسرد زهير( 30 عاما ) ما حصل معهم في ذلك اليوم وهو يجلس على ركام منزله، قائلا : " بعد صلاة المغرب ذهبت من أجل مشاهدة التلفاز بهدف معرفة الأخبار ، لكن لوهلة وردني اتصال بإخلاء المنزل ، قمت بإخبار من يوجد داخل العمارة ومحيطها بضرورة الإخلاء، وبعد دقائق معدودة قصف طائرات الاستطلاع المنزل بثلاث صواريخ أتبعها صاروخ من طائرة حربية حولت المنزل إلى رماد.

 وتابع لـ " مراسل النجاح" :" عملت في مهنة صناعة الحلويات التي ورثتها عن أجدادي ، فكنت أصنع نوع من الحلويات أسمه " السمسمية وأقوم ببيع ما أصنع على متن عربة صغيرة بجوار مسجد أبو خضرة، لكني أصحبت بلا عمل، فالعربة التي ابيع عليها دمرت مع المنزل وأصبحت مشردا مع عائلتي , مطالبا بمساعدته بترميم منزله.

ففي ليلة لم يسلم منها الحجر والشجر قامت طائرات الاحتلال بتشريد 40 مواطنا من عائلة الغزالي كانوا يقطنون في عمارتين سكنيتين وتحديدا المكان المستهدف بشركة الملتزم التي تقع مقابل منتزه البلدية بقطاع غزة ، أصبحوا الأن مشردين وبلا مأوى.

ويذكر أن طائرات الاحتلال الاسرائيلي شنت يوم أمس أكثر من ٥٠ غارة استهدفت بالقصف بنايات سكنية ومقرات مدنية ومواقع للمقاومة وأراضي زراعية من بينها خمسة مبان سكنية ومقرات وعمارة سكنية تقع بها مقر شركة الملتزم للتأمين إضافة الى مكتب رئيس المكتب السياسي لحماس وبناية حسونة السكنية، وبناية أخرى بحي النصر ومدرسة لتعليم السياقة وتسعة مواقع تتبع لفصائل المقاومة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة وميناء خانيونس، إضافة الى 20 أرض زراعية في أماكن مختلفة وبركس شرق الشجاعية، وأسفرت تلك الاستهدافان عن قرابة ١٠ إصابات بين المواطنين.