نابلس - متابعة خاصة - النجاح الإخباري - بعد مصادرة الأرض،وإهلاك الزرع يواصل مستوطنو "جلعاد زوهر" حربهم ضد المواطنين في قرية فرعتا بمحافظة قلقيلية.

فصول هذه الحرب اليومية المفتوحه تتعلق بقيام أحد الارهابيين في المستوطنة وعصابات "تدفيع الثمن" بإلقاء خراف نافقة في أحد آبار المياه الصالحة للشرب والتي تعود ملكيتها للمواطن إبراهيم سلمان وذلك في استهداف مباشر لما تبقى من موارد يستخدمها المزارعون في ريِّ مزروعاتهم في الأراضي القريبة من مستوطنة "جلعاد زوهر"، والمهدَّدة أيضًا بالمصادرة.

وفي هذا الإطار يؤكِّد المزارع سلمان أنَّه فوجئ بقيام أحد المستوطنين بإلقاء "جيف الخراف النافقة" في البئر الذي شيَّده منذ سنوات ما تسبَّب بخسائر ماليَّة فادحة تجاوزت الـ(20) ألف شيقلًا، عدا عن تكاليف إعادة تنظيف البئر الذي يتَّسع لمئات الأمتار المكعبة وكلَّف حفره وبناؤه آلاف الشواقل.

وأضاف سلمان لـ"النجاح الإخباري": "تطفو جثث الحملان المعبئة في أكياس بلاستيكية وعددها يزيد عن (10) في مشهد يعكس وحشيَّة المستوطنين وأذيَّتهم ومخطَّطهم التهويدي في المنطقة التي عانت الأمرين ولا زالت من ممارسات المستوطنين".

في الأثناء يواصل سلمان سباقه مع الزمن لتنظيف البئر  البالغ حجمه (80) مترًا مكعَّبًا مما علق به من روائح كريهة رغم استخدامه لغالونات الكلور الخاصة لتعقيم المكان بعد اضطراره لسحب المياه من خلال مولد ومضخة خاصة وغسل البئر مرَّة أخرى وذلك في محاولة منه لإنقاذ الموقف واستخدامه مرَّة أخرى".

ولا تزال عائلة سلمان غاضبة فالروائح في المكان في أسفل المنحدر الجبلي المزروع بأشجار الزيتون لا تطاق.

في هذا الإطار طالب سلمان الجهات الرسميَّة، وغير الرسمية، بالوقوف إلى جانب المزارعين في المنطقة قبل فوات الأوان.

وناشد سلمان المجلس المحلي المشترك - فرعتا / إماتين - بضروة التحرُّك والتنسيق مع الجهات المعنية وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وذلك للضغط باتجاه إنهاء هذه المشكلة قبل فوات الأوان وخسارة المزارعين لممتلكاتهم التي كدّوا وتعبوا من أجلها على مدار عشرات السنين.

إهلاك الزرع مستمر 

وقبل أيام وفي تطور غير مسبوق، أكَّد مواطنون في القرية أنَّ مستوطنًا أحضر نحو (80) رأسًا من الماشية، متعمّدًا ممارسة "الرعي الجائر" مستهدفًا مئات الدونمات المزروعة بالمحاصيل الزراعية كالقمح والشعير.

وفي هذا الصدد، أكَّد عدنان الطويل أنَّ أحد رعاة المستوطنين بدأ منذ أيام بالاعتداء على مساحات شاسعة ومزروعة بالقمح والشعير متعمّدًا الرعي بشكل جائر في هذه الأراضي التي يمكلها أيضًا ويعتاش من خلال مئات المواطنين.

وقدَّر الطويل في تصريح لـ"النجاح الإخباري" الأربعاء المخاسر التي تلقاها المزراعون بعشرات آلاف الشواقل.

محذِّرًا في الوقت ذاته من مغبَّة استمرار قطعان المستوطنين بهذه الممارسات.

وأشار الطويل إلى أنَّ المزارعين المتضررين بصدد التواصل مع الصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان؛ وذلك لفضح ممارسات المستوطنين في المنطقة الشرقية.

لافتًا إلى أنَّ عشرات الدونمات الزراعية تمَّ "تدمير" محاصيلها من خلال الرعي الجائر والتغول غير المسبوق بهذه الطريقة.

معتبرًا أنَّ هذا التطوير الخطير يأتي في إطار مساعي المستوطنين لتنفيذ مخطَّط يقضي بمنع المزارعين من الاستفادة من أراضيهم القريبة من الأراضي المسلوبة، والتي أطلق المستوطنون حربًا مفتوحة لمصادرتها وضمها استيطانيًّا.

وكان المستشار القضائي لحكومة الاحتلال ،أفيحاي مندلبليت، قرَّر في وقت سابق شرعنة البؤرة الاستيطانية "جلعاد زوهر" إلى مستوطنة "معترف بها".

وأقيمت المستوطنة على أراضي قرية فرعتا إلى جانب قرى (جيت و إماتين وتل) وتحوي كنيس يهودي ومدارس دينية متطرفة، وفيها أبرز الحاخامات الذين ينادون "بقتل" العرب، وتضمُّ أخطر خلايا " دفع الثمن ".

وخلال السنوات الماضية تعرَّض المزارعون في القرية لعشرات الاعتداءات من قبل المستوطنين إلى جانب مهاجمة منازل القرية في المنطقة الشرقية، وفي مرَّات عديد تغوَّل المستوطنون إلى عمق القرية وحرقوا مركبات وحطموا منازل وخطّوا شعارات عنصرية.