نابلس - وفاء ناهل - النجاح الإخباري - تعد المرحلة الحالية من أخطر المراحل التي تمر بها الحركة الأسيرة، فالأوضاع على حافة الانفجار نتيجة سياسات الاحتلال بحق الأسرى، والتي ازدادت وتيرتها خلال السنوات الأخيرة، ومع تشكيل لجنة اردان التي تهدف لزيادة الخناق على الاسرى، قامت ادارة سجون الاحتلال بتركيب "اجهزة التشويش"، بالعديد من السجون.

اكثر من 700 اسير مريض داخل سجون الاحتلال

الناطق الاعلامي باسم هيئة شؤون الاسرى والمحررين مجدي العدرا، أكد ان الاوضاع في سجون الاحتلال خلال الفترة الأخيرة هي الأخطر، وما يحصل هو "إرهاب" ممنهج تستخدمه إدارة سجون الاحتلال بأوامر من المستوى السياسي الاسرائيلي وعلى رئيس رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": لم تنتهي الامور بتركيب أجهزة تشويش الأمر بدأ منذ سعي الكنيست لسن عشرات القوانين العنصرية بحق الاسرى التي بدات بتغذيتهم بشكل قسري وخصم مخصصاتهم المالية، وسن قانون اعتقال الاطفال وصولاً لمشروع قانون اعدام الاسرى".

واضاف العدرا:" الاوضاع داخل السجون يسودها السخط والتوتر لا سيما بسجون النقب وريمون،  لا سيما بعد تركيب اجهزة تشويش بالقرب من غرف واقسام  الاسرى لما تسببه من اضرار صحية، اضافةً لتأثيرها على ترددات الاذاعات والتلفاز، فما يحدث هو انتهاكات ممنهجة ومدروسة لزيادة الخناق على الاسرى".

وأشار الى ان هناك ما يقارب (700) اسير مريض داخل سجون الاحتلال، منهم (200) اسير مصابين بأمراض مزمنة، وتحتاج لتدخل طبي لإنقاذ حياتهم، وهناك أكثر من (35) اسيراً مصابين بالسرطان وحياتهم في خطر، كما أن ما يقارب(15) اسيراً يقيمون فيما تسمى بمشفى الرملة وهي اشبه بالمسلخ، نظراً لخطورة وضعهم الصحي، كما أن هناك اسرى يتناولون أكثر من (20) حبة مسكن يومياً هرباً من اوجاعهم".

العدرا:" من خلال متابعاتنا هناك فتور بالتعاطي مع قضية الاسرى وبما يرقى لمستوى الجريمة التي يتعرضون لها ولا سيما، ونحن مقبلون على يوم الاسير الذي يصادف السابع عشر من نيسان، فهذه القضية تحتاج لتظافر كل الجهود الشعبية والرسمية والاعلامية لتتوائم مع مستوى الجريمة التي تمارس بحق الاسرى".

انتهاك صارخ للقانون الدولي

مفوض العلاقات الشهداء والاسرى لحركة فتح اسامة مرتجى، قال:" ان ما تقوم به مصلحة سجون الاحتلال بتعاملها بملف الاسرى، يدخل في سياق اقتراب الانتخابات الاسرائيلية، والاصرار على تركيب اجهزة التشويش انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الانسان، وحياة الاسرى".

وأضاف في حديث لـ"النجاح الاخباري": الاحتلال يرفض التعامل مع قضايا الاسرى، وما هو مطلوب لحمايتهم ما دفعهم للتوجه لكل الوسائل التي شرعتها لهم التجربة النضالية الطويلة، والبداية كانت بحرق الغرف وقد نشهد تصعيد خلال الفترة القادمة نظراً لعدم التجاوب لمطالبهم المشروعة".

وتابع مرتجى:" كل المؤسسات العاملة بملف الاسرى تنظر للموضوع باهتمام، ونحاول ايصال الصوت للمنظمات الدولية كالصليب الاحمر الدولي والامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان، جلسنا قبل ايام مع المفوض السامي لحقوق الانسان بغزة وأوضحنا له الوضع وما يعاني منه الاسرى ومدى خطورته".

وحول الاهتمام بقضية الاسرى، قال مرتجى:" الاهتمامات في غزة اصبحت معيشية، ما ادى لفتور في الاهتمام بقضية الاسرى لكن نحن نطرق كل الابواب من اجل دعم قضية الاسرى، ونؤكد ضرورة التركيز على قضية الاسرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنصل للعالم بأجمعه، اضافةً للتنويع بالفعاليات والمؤسسات التي يتم التعامل معها من اجل دعم قضيتهم فنحن اصبحنا نتواصل مع النقابات ومؤسسات المرأة والشباب".

الاحتلال يحاول سحق انجازات الاسرى

الاسير المحرر وعميد اسرى القدس فؤاد الرازم،  قال هجمة شرسة تشن على الاسرى منذ صفقة شاليط، وما تسمى "لجنة اردان"، تحاول سحق كل انجازات الاسرى التي عمدت بإجماع الاسرى والاضرابات المتتالية لكن الاسرى لا يقومون خطوة إحراق الغرف الا عندما يصلون لقناعة ان اجهزة التشويش التي قام الاحتلال بتركيبها ستعرض حياتهم بخطر".

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": رسالة الاسرى للاحتلال ان اجراءاته بحق الاسرى لن تكسر عزيمة الاسرى، كما انها رسالة للشعب الفلسطيني بكل اطيافه لضرورة دعم الاسرى، في كافة المدن والقرى الفلسطينية، والرسالة الثالثة للمجتمع الدولي ان الاحتلال لا يلتزم بالمواثيق والقوانين الدولية".

وفيما يتعلق بالاسناد الشعبي للاسرى قال الرازم:" الاهتمام الشعبي والجماهيري بقضية الاسرى ضعيف، ويجب ان يقف الكل مع الاسرى وان يتصاعد الحراك الشعبي لدعمهم  بمسيرات واسعة ومكثفة لان الاحتلال ينظر للساحة الفلسطينية بشكل خاص واذا كان هناك تحرك جماهيري وشعبي سيتراجع عن خطواته واذا وجد ضعفاً في هذا السياق فسيستمر في هجمته واجرامه".