حمود أبو الهيجاء - النجاح الإخباري - هو عدنان أبو عياش -أبو حمزة- واسمه الحركي عباس الأقاليم، عرفته قبل سنوات قليلة فحسب، التقيته أول مرة في واحدة من الأمسيات الأدبية لملتقى فلسطين الثقافي، الأمسية التي امتدت فيما بعد إلى سهرة حميمية في بيت صاحب فكرة الملتقى، ورئيس مجلس إدارته، فتحي البس، في هذه السهرة كان أبو حمزة، قليل الكلام، لكنه كان واسع المعرفة، وعميق التجربة، وكثيف التعبير في مداخلاته القصيرة، التي كان يقولها بصوت خفيض، فلا تقبل اعتراضا ولا جدلا، والحديث بالطبع لم يكن غير حديث السياسة، الذي لا يغيب عن أية أمسية فلسطينية، خاصة إذا ما كان روادها من الذين يحملون الهم الوطني، كما يحملون قلوبهم وأحلامهم وتطلعاتهم.

عباس الأقاليم رجل تجربة نضالية في دروب حركة فتح، أمسك بطبيعتها على نحو خلاق، حين أدرك  ضرورتها في تعزيز بنية التاريخ الوطني النضالي لفتح في مساراته المتنوعة، فلم يتجنح نحو مواقف انفعالية، ولا نحو حسابات شخصية، ولا نحو اطر مخادعة، تلبست ثوب فتح  كذبا وادعاء ..!!

وليس بسبب صوته الخفيض، وتعابيره المكثفة، وتاريخه النضالي فقط، كان لعباس الأقاليم حضوره الآسر أينما حل، وإنما لأنه كان أيضا صاحب وجه يخلو من كل تعابير الضغينة والكراهية، ولا تفارقه الابتسامة الهادئة، وكان بسيطا "كعشاء الفقراء" على حد وصف محمود درويش للشاعر راشد حسين حين رثاه. 

لا يمكن نسيان رجل كهذا، ولا أظن أن ثمة رثاء الآن يمكن أن يهدهد نواح القلب الذي لا يطيق رحيل رجل كعباس الاقاليم .. عظم الله أجرك يا فتح، وشكر الله سعي كل من ترحم على هذا المناضل الفذ،   وخالص العزاء لزوجته الكريمة، وعموم عائلته الافاضل

عن الحياة الجديدة