محمد سويدان - النجاح الإخباري - لم تتوقف المحاولات الرسمية وغير الرسمية الإسرائيلية الشرسة لإغلاق مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك منذ أن افتتحه المقدسيون عنوة عن الاحتلال بعد 16 عاما منذ إغلاقه، واستخدم الاحتلال كل الطرق والوسائل لإجبار المقدسيين والأردنعلى إغلاق باب الرحمة منذ ذلك الوقت وحتى الآن.

وطبعا لن يتوقف، بذريعة أن هناك قرارا لمحكمة الاحتلال التي لا ولاية لها على المسجد الأقصى يقضي بإغلاق الباب. وكان واضحا أسباب إغلاق الباب، فكما هو معروف، فإن كافة قرارات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي اتخذت منذ احتلال القدس في العام 1967 تهدف إلى تهويد هذه المدينة المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين، وتهويد المسجد الأقصى.
 ولذلك، فإن إغلاق باب الرحمة يدخل بهذا السياق، وضمن مخطط الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى؛ فاتحاد ما يسمى “منظمات الهيكل”، حشد أنصاره من المستوطنين المتطرفين للمشاركة الواسعة في اقتحام “الأقصى”، لبسط ما أسماه “السيطرة الإسرائيلية” على المكان، وتحويل مصلى باب الرحمة إلى كنيس يهودي يحمل اسم “كنيس باب الرحمة”.

نعم. هذا ما يريده الاحتلال من إغلاق باب الرحمة منذ 16 عاما، وأيضا من كل القرارات الرسمية وغير الرسمية التي اتخذت منذ احتلال القدس وحتى الآن. 
ويدخل بهذا السياق، الاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى، ففي كل يوم يقوم مستوطنون يوصفون بالمتطرفين، مع أنني أعتقد أن كل المستوطنين متطرفون، ولا يوجد بينهم أي معتدل أو وسطي أو ما شابه، بانتهاك حرمة المسجد الأقصى والحرم القدسي، ويقومون بممارسة شعائر يهودية، وتقوم قوات الاحتلال بحمايتهم، وبقمع والاعتداء على المصلين والمرابطين بالمسجد. 
فالاعتداءات مبرمجة وتهدف إلى فرض الأمر الواقع، ولهذا كان إغلاق باب الرحمة، فالاحتلال لا يتخذ قرارا هكذا بدون تخطيط وأهداف، ولذلك، سنجده يستخدم كل ما يملك من أوراق وهي كثيرة للأسف، لأنه معتد وقاتل ولا يحترم أي معاهدات أو اتفاقيات لإعادة إغلاق باب الرحمة والبدء بإجراءات لتحويله لكنيس يهودي.


هذه حقيقة يفهمها ويعيها الجميع، ولذلك، فإن معركة شرسة سيخوضها المقدسيون والأردن للوصاية الهاشمية على المقدسات لحماية باب الرحمة، وعدم التفريط به، واستخدام كل الإمكانات والأوراق لإفشال المخططات الإسرائيلية.


لن يتنازل الاحتلال، وعلى الفلسطينيين والأردن وكل القوى والدول المؤيدة للحق الفلسطيني والعربي عدم التفريط بباب الرحمة وحمايته ومنع إغلاقه مرة أخرى، فإغلاقه انتصار للاحتلال.

إنها معركة شرسة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ويستطيع الفلسطينيون والأردن الانتصار فيها، مهما ملك الاحتلال من أوراق قوة… فهناك الإرادة والقوى وأوراق سياسية أخرى قادرة على مواجهة الاحتلال ومخططاته.

... عن "الغد" الأردنية