النجاح الإخباري - كارثة طبية تودي بحياة أحد عشر رضيعاً تونسياً بطريقة مريبة في مستشفى الرابطة بالعاصمة تونس وكشفت وزارة الصحة أن النتائج الأولية للأبحاث رجّحت أن تكون الوفيات ناتجة عن تعفّنات سارية في الدم تسببت سريعًا في هبوط الدورة الدموية، وقد تمّ رفع العينات لدى الخدج والوسط العلاجي لتحديد نوعية ومصدر التعفّنات.

أطاحت هذه الفضيحة المدوية بوزير الصحة التونسي، عبد الرؤوف الشريف، حيث أعلن رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، قبول الاستقالة التي تقدم بها الشريف مؤكداً كذلك فتح بحث إداري للوقوف على ملابسات القضية.

وجاءت استقالة وزير الصحة بعد موجة غضب عارمة في الشارع التونسي والمؤسسات الإنسانية والطبية حيث طالب المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية باستقالة وزير الصحة، وشدد على ضرورة أن يتحمل المسؤولون عن الحادثة كامل المسؤولية ويرى التونسيون أن هذه الفاجعة ما هي إلا نتاج لاستفحال أزمة الصحة العمومية في تونس بكل أبعادها، متهمين الدولة بالتخلي عن القطاعات الحيوية بالتخفيضات المتواصلة في ميزانيتها، ووقف الانتدابات لسنوات في القطاعات الحيوية، ودفع الكفاءات للهجرة.

من جانب آخر، دعا عدد من النواب من كتل مختلفة إلى عقد جلسة عامة استثنائية لمناقشة القضية التي تحولت إلى قضية رأي عام. وفي إطار ردود الفعل الرسمية دعا رئيس الدولة، الباجي قايد السبسي، مجلس الأمن القومي للانعقاد حول هذه الأزمة، وذلك بحضور وزير الصحة. وقررت النيابة العمومية منح الإذن بفتح تحقيق قضائي وزار قاضي التحقيق مستشفى الرابطة، صحبة ممثل النيابة، لتحديد ظروف وملابسات الحادثة، والتي سيتمّ نشر جميع المعطيات المتعلّقة بها في القريب العاجل لإنارة الرأي العام، بحسب تعبيره.