بيروت - ميرنا حامد - النجاح الإخباري - تمجيداً لنضالات المرأة الفلسطينية التي قارعت الاحتلال الإسرائيلي على مدار التاريخ وكسرت شوكته، وقدَّمت أغلى ما تملك فداءً للحرية والعودة والاستقلال على أرض الوطن، أحيت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يوم الثامن من آذار الموافق "يوم المرأة العالمي" بسلسلة من النشاطات والوقفات التضامنية التي تعدُّ أقل واجب تجاه امرأة حديدية عكَّرت صفو الاحتلال الغاشم وهزَّت كيانه.

مخيمات لبنان تكرم المرأة الفلسطينية

ففي العاصمة اللبنانية بيروت وتحديداً مخيم شاتيلا، أحيا الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية - فرع لبنان يوم المرأة العالمي بوقفةٍ تضامنيّة مع شعبنا الفلسطيني، ومدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين الأبدية الإسلامية والمسيحية".  

وصدر عن الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية – فرع لبنان بيانًا جاء فيه: "تُحيي المرأة الفلسطينية في الوطن والشتات مع نساء العالم، الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، وهي تواصل نضالها الدؤوب من أجل الحُرّيّة والاستقلال، وتحقيق حقوقها الوطنية المشروعة في العودة إلى وطنها، وتقرير المصير على أرضها، وإقامة دولتها المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران (1967) وعاصمتها القدس الشرقية، ودولة تسودها المساواة والعدالة الاجتماعية".

وأضاف البيان: "يأتي يوم المرأة العالمي هذا العام، في الوقت الذي تتواصل فيه القرارات والإجراءات الأمريكية ضدّ حقوق شعبنا. إنَّ هذه القرارات وما يرافقها من ممارسات عملية تمثِّل أكبر دليل على نِيّة هذه الإدارة التي تماهت مع الدول الصهيونية على إسقاط الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا وعلى رأسها حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شُرِّدوا منها وفق القرار الأُممي (194)، ويتزامن هذا مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي من همجيته ضد شعبنا، باستمرار ابتلاع الأرض وبناء المستوطنات في الدولة الفلسطينية وتصاعد عمليات تهويد القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وإحكام الحصار على قطاع غزّة ومواصلة تكريس السياسات العنصرية ضد أبناء شعبنا".

وإلى الجنوب اللبناني، أحيا المكتب الحركي للمرأة في شُعبة مخيم الرشيدية مناسبةَ الثامن من آذار، بوقفةٍ تضامنيةٍ دعماً للرئيس محمود عبّاس ولأهالي مدينة القدس.

عضو قيادة منطقة صور جلال أبو شهاب ألقى كلمة قائد حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صور العميد توفيق عبدالله، ناقلاً التحيَّة إلى المرأة الفلسطينية المناضلة، وإلى نساء العالم في يومهنَّ المجيد، مؤكِّداً وقوفَ الشعب الفلسطيني في لبنان مع الرئيس محمود عبّاس، وحيَّا مواقفه الجبّارة في وجه الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية.

فيما ألقت كلمة المرأة الفلسطينية عضو قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان، أمينة سرّ المكتب الحركي للمرأة زهرة الربيع، استهلَّتها بتوجيه تحيَّةَ إجلالٍ وإكبارٍ للمرأة الفلسطينية ولنساء العالم بهذه المناسبة.

وتطرَّقت الربيع إلى واقع المرأة الفلسطينية في الوطن والشتات، فقالت: "إنَّ المرأة الفلسطينية تعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي العنصري والإرهابي، وفي المنافي هي جزءٌ من الحركة الوطنية، وشاركت في كلِّ أشكال النضال، وكرَّست موقعًا نضاليًّا مُتقدِّمًا في كلِّ القطاعات حاملةً الهمَّ الوطني، واستشهدت واعتُقِلَت واعتلت المنابر المحلية والعربية والدولية من أجل شرح قضيّتها، وتبوَّأت مراكز قيادية وقادت النضال أثناء الانتفاضات، وواجهت ما واجهه شعبها الفلسطيني، ولكنَّها بقيت محافظةً على النسيج الاجتماعي، وصانت الهُويّة الوطنية الفلسطينية، وهي فعلاً حارسة بقائنا ونارنا الدائمة، وقضية المرأة الفلسطينية كانت وستبقى قضيةً سياسيةً بامتياز".

وفي مدينة الشمس بعلبك، نظم أهالي مخيم الجليل وقفة تضامنية أمام مقرِّ الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم، بمشاركة الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني وحشد جماهيري يمثل الطلبة والعمال ووجهاء المنطقة.

وألقت مسؤولة مكتب المرأة الحركي في البقاع دارين شعبان كلمة حول المناسبة ودور المرأة في المجتمع بشكل عام، ودور المرأة الفلسطينية في النضال الوطني الفلسطيني على امتداد عمر الثورة الفلسطينية.

رسائل تهنئة من اللاجئين

وفي هذه المناسبة المجيدة، وجه شبّان وشابات فلسطينيون عبر "النجاح الإخباري" رسائل تهنئة ودعم لنساء فلسطين.

فقال الشاب أيمن محمود:  إنَّ "المرأة الفلسطينية هي ثائرة ومناضلة  وكانت حاضرة في كلِّ الميادين، وقدَّمت الكثيرا في سبيل تحرير الوطن من دنس الاحتلال، كما أنَّها حجر أساس في المجتمع".

أما الشاب رامي قاسم، فأكَّد أنَّ "نساءنا الفلسطينيات هنَّ أيقونات في العطاء، جسّدن بنضالهن ودمائهن الطاهرة أروع ملاحم الصمود والتحدي والتضحية والفداء، وشاركن الرجال في ميادين المقاومة والنضال والكفاح، فكلُّ التحية لهن".

فيما اعتبرت الشابة عبير علي أنَّ "المرأة الفلسطينية هي وسام شرف نضعه على صدرونا ونفتخر به، فهي ستبقى شوكة عالقة بحلق الاحتلال".

أما الشابة سيرين اسماعيل وصفت النساء الفلسطينيات بـ "ماجدات فلسطين القـويات والعـزيزات والشامخات اللواتي قهرن إرادة الاحتلال بإرادتهن وعزيمتهن".

في هذا اليوم المبارك، تحية إجلال وإكبار لماجدات فلسطين، ولوالدات الشهداء والأسرى والجرحى اللواتي صبرن على ظلم الاحتلال وعدوانه، وللشهيدات اللواتي قدمن أنفسهن فداءً على مذبح الوطن، وللأسيرات اللواتي يتحمّلن ظلم السجن وقهر السجان، وللجريحات اللواتي يضغطن على جروحهن التي نزفت على تراب فلسطين، ولنساء الشتات اللواتي تحمّلن مراراة التهجير والتشريد... أنتم عزّنا ومجدنا.