غزة - مارلين أبو عون - النجاح الإخباري - في الثامن من آذار من كل عام يحتفي العالم بيوم المرأة العالمي، حيث تكرم المرأة التي ابدعت في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، حيث استطاعت المرأة ان تثبت نفسها في كل مجال تدخله.

لكن لفلسطين دائما حكاية اخرى، فالمرأة الفلسطينية هي الأم والأخت والزوجة والرفيقة والأسيرة والشهيدة والمناضلة، وهي صاحبة الرسالة الأقوى في العالم ، وهي التي تقدم أغلى ما تملك فداءً للوطن ، فالكثير من النساء في المجتمع الفلسطيني عملن جاهدات من أجل فلسطين، ونافسن بقوة، في العمل الاجتماعي، فشكلن بذلك أسمى معاني التضحية والصمود والتميز.

 ملايين القصص في فلسطين لنساء ورجال بعضهم ترك أرضه وعبر الحدود مجبراً ،وبقي آخرون في شوارع الضفة وغزة ويافا وحيفا ورام الله ، ولكنهم استمروا في العمل بروح عالية ليجسدوا اسم فلسطين عالياً، وفيها ترعرعت النساء في أجواء استثنائية على أصوات الانفجارات، وحملن السلاح، وقاومن المحتل ، أو ناضلن بأشكال أخرى ،وربين الأبناء وبنين الأسر في ظروف قاسية.

ايقونات في المقاومة والنضال

وقد أخرجت فلسطين أيقونات لنساء مبدعات وثائرات في كافة المجالات، منهن الشهيدة والمناضلة شادية أبو غزالة، وزكية شموط أولى الفدائيات اللواتي قاومن المحتل ،والشهيدة دلال المغربي، والخطيبة الأولى في العالم العربي مي زيادة التي اشتهرت بقدرتها على الخطابة الرائعة في الأندية والمحافل ، والاعلامية فاطمة البديري أول امرأة تبث صوتها عبر اذاعة هنا القدس عام 1946 إلى جانب زوجها عصام حماد ، والمصورة كريمة عبود أول مصورة فلسطينية مارست مهنة التصوير عام 1913 ، وسميرة عزام رائدة القصة القصيرة، والرائدة مها أبو دية مديرة أول مركز يقدم المساعدة القانونية للفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، والرائدة يسرى البربري أول فتاة جامعية من قطاع غزة ولدت عام 1923 في مدينة غزة ، شاركت شباب غزة في المظاهرات ضد الانتداب البريطاني، وهند الحسيني أول امرأة فلسطينية تنشئ مؤسسة تعنى بالأيتام بعد حرب عام 1948، والرائدة زليخة شهابي أول مْن شكل أول اتحاد نسائي فلسطيني بهدف مناهضة الانتداب البريطاني من مواليد القدس عام 1903 ، والمناضلة فاطمة برناوي من أوائل الفلسطينيات اللواتي خضن العمل الفدائي المسلح منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 وهي أيضا أول أسيرة تسجل رسمياً في سجلات الحركة النسوية في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ،والشاعرة فدوى طوقان أول امرأة ناضلت بكلماتها وأشعارها في سبيل حرية فلسطين، من مواليد نابلس عام 1917 ، وهناك الكثير من النساء الفلسطينيات اللواتي يصعب حصرهن ممن لهن الدور الكبير على كافة الأصعدة وخاصة في النضال الوطني والعمل الاجتماعي عبر التاريخ .

قطاع غزة

في القطاع المحاصر نلمس كثيراً من القصص المشرفة لفتيات وسيدات تمردن على الوضع الاقتصادي الصعب ، وابتكرن مشاريع ليساندن بها عوائلهن في ظل البطالة المتفشية.

السيدة وفاء عبد الرحيم، لم تستلم للظروف الصعبة في غزة، وهي ترى أطفالها يتضورون جوعاً ،بل فكرت ونفذت ، فهي ربة بيت من الدرجة الأولى ، يشهد لها زوجها والمقربين منها بمدى مهارتها في صنع الكثير من أنواع الحلويات ذات المذاق الرائع.

تقول وفاء لـ "النجاح الاخباري :" لطالما كانت المرأة الفلسطينية تساند الرجل في محنه وتسانده أيضا على أعباء الحياة ، لذلك فكرت بمشروع يدخل على بيتي دخلاً ولو بسيطاً ، فاستدنت مبلغاً من المال من احدى قريباتي لكي اشتري المواد اللازمة لصناعة الحلويات ، وساعدني على ذلك زوجي في الترويج للحلويات التي أعملها وأتقنها ، وبدأ الطلب منهم على شراء ما أصنعه ، حتى أن حلوياتي أصبحت محط اعجاب الكثيرين".

وأوضحت أنها الآن تجهز طلبيات الحلويات لإحدى محال بيع الكيك في غزة ، مقابل مبلغاً من المال ، ويزودها المحل أيضا بما تحتاجه من مواد خام.

وأكدت وفاء أنها ستستمر وستواصل في مشروعها وتتوسع به ويكون لها محلا خاصا لبيع الحلويات ، وتكون عوناً لزوجها العاطل عن العمل .

وفاء نموذج صغير لكثير من القصص الرائعة التي تستحق من الجميع الوقوف معها ،والاحتفال بها ،ودعمها في كافة المجالات ،وكل عام والمرأة الفلسطينية رائدة ومنتجة في حياتها .