وكالات - النجاح الإخباري - قالت صحيفة عبرية، يوم الثلاثاء، إن "حرب وعي" تجري حاليا بين حكومة الاحتلال الإسرائيلية وحركة حماس في قطاع غزة، مشيرة إلى أنها "قد تؤدي إلى مواجهة شاملة".

وأوضحت صحيفة "يديعوت آحرنوت" أن "الهجمات التي شنها سلاج جو الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأخيرة على قطاع غزة، ردا على إطلاق البالونات المتفجرة، ليس لها أي معنى عملياتي حقيقي".

وأضافت: "الردع الذي تخلقه مشكوك فيه والضرر للطرف الآخر هامشي، ويدور الحديث عن حرب على الوعي؛ فحماس تطلق بالونات متفجرة كي يمارس سكان الغلاف (المستوطنين المقيمين شرقي السياج الفاصل) الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلية لتفي بالتزاماتها التي قطعتها لتحسين شروط المعيشة في غزة".

ومن ناحية أخرى، "يتم استخدام سلاح جو الاحتلال بشكل محدود لخلق صور النار التي تعطي سكان الغلاف احساسا بأنهم ليسوا متروكين لمصيرهم"، وفق الصحيفة التي قالت إنه "في الوقت الذي تحاول فيه حماس أن تبعث بسكان الغلاف للتظاهر في تل أبيب، انطلاقا من الفهم أن حكومة الاحتلال تكون في وقت الانتخابات قابلة للابتزاز، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلية تستخدم لتهدئة السكان من أجل إبقائهم في بيوتهم".

وبينت الصحيفة، أن "قرار الرد بشكل مكثف على كل محاولة إطلاق بالونات متفجرة اتخذ الأسبوع الماضي، بعد أن تفجر بالون في كيبوتس وأحدث ضررا بمبنى ما". 

ولفتت إلى أن ذلك "الحدث تسبب بردود فعل قاسية في بلدات الغلاف، التي تشتد أعصابها على أي حال من التفجيرات التي تنتجها حماس على مدار الساعة على طول الجدار (عمل وحدة الإرباك الليلي)".

ونوهت إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "فهم أنه يجب القيام بعمل ما؛ فجمع رؤساء جهاز الحرب ووجه تعليماته لمعالجة مطلقي البالونات، والرد على كل بالون متفجر يجتاز السياج الأمني؛ وهكذا وصلنا لهذه الهجمات الجوية التي هي ليست جزءا من خطة دفاعية أو هجومية، بل ببساطة هي رد عسكري موضعي لغرض سياسي حزبي مؤقت".

وتابعت: "مثل بعض الحملات الفاشلة لقوات الاحتلال الإسرائيلية في العقد الماضي، التي انطلقت للعمل في البداية وهي تتلعثم وأدت إلى انجرار غير مقصود لمواجهة واسعة في نهايتها، نعود خائبي الأمل وبلا حسم وإلى المكان الأول".

وقدرت "يديعوت"، أنه "من شأن حرب الوعي الناشئة أمام عيوننا أن يكون لها ثمن، وذلك لأن كل واحد من الطرفين يرفع قليلا النار على أمل أن يتراجع الطرف الآخر"، مبينة أن "حماس تشدد الضغط على الغلاف، و"إسرائيل" تشدد النار على القطاع، ولم يعد الحديث يدور عن لقاء في نهاية الأسبوع محوط بنار حية وغاز مسيل للدموع بين بضعة آلاف من المتظاهرين وبضع عشرات من القناصين؛ بل عن نار يومية على جانبي السياج".

ورجحت أن تتحول "تنقيطات حرب الوعي إلى حملة عسكرية صاخبة، وهذا واقع يتجسد"، مؤكدة أنه "لا شك لدى رئيس أركان حرب الاحتلال أفيف كوخافي، أننا على شفا جولة عنف أخرى مع حماس، وهذا هو مركز انشغال قوات الاحتلال الإسرائيلية".

وأشارت إلى أنه "في كل أسبوع يعرض على رئيس أركان حرب الاحتلال التقدم في الاستعدادات للمواجهة، والقوات ترغب في أن يصل إلى هذه الجولة، في وقت يكون فيه بوسعه أن يحمل القيادة السياسية على أن تقول: هناك خطة عملياتية وقدرة على تحقيق الإنجازات، بخلاف الجولات العقيمة التي كانت حيال حماس". وفق ما نقلته صحيفة عربي 21.

ولهذا الغرض "تحتاج قوات الاحتلال الإسرائيلية، إلى زمن إضافي، فالتفجيرات الجوية يمكنها أن تسرق الأوراق وتقصر الجدول الزمني نحو المواجهة"، وفق "يديعوت" التي أكدت أن "الطرف الآخر (حماس) بدأ منذ الآن في العد التنازلي، وتوصل زعيم حماس يحيى السنوار إلى الاستنتاج أن الانفجار العسكري وحده سينقذه من الزاوية التي وضع فيها في لعبة المصالح الإقليمية". وفق الصحيفة.