نابلس - وفاء ناهل - النجاح الإخباري - تصعيد خطير وغير مسبوق يشنُّه الاحتلال على مدينة القدس المحتلة، في محاولة لتغيير معالمها وخاصة المسجد الاقصى وتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.. بهدف تهويد المدينة بغطاء أمريكي خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المدينة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارته إليها، بشكل مخالف للاتفاقيات الدولية، الأمر الذي زاد من مسؤولية المقدسيين للتصدي لتلك الانتهاكات في ظلِّ قرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعسفية والتي كان آخرها إعادة إغلاق مصلى باب الرحمة، الذي تمكَّن المقدسيون من فتحه الجمعة الماضية بعد إغلاقه منذ العام (2003).

عضو مجلس الأوقاف الإسلامية والشؤون والمقدسات الدينية حاتم عبد القادر، أكَّد في حديث لـ"النجاح الإخباري"، أنَّ تصعيدًا خطيرًا وغير مسبوق، يقوم به الاحتلال في المدينة المقدسة، تمثَّل بالاعتداء على رموز دينية وموظفي الأوقاف، وهو استمرار للانتهاكات بحق المسجد الأقصى، ومس الوضع القائم ودور الأوقاف، كما أنَّ إبعاد سلهب وبكيرات عن الأقصى مدة (7) أيام أوَّل إجراء يتَّخذ ضد رئيس مجلس الأوقاف منذ العام (1967).

وردًّا على سؤال حول فتح مصلى باب الرحمة والتطورات الأخيرة في هذا السياق، أوضح عبد القادر: "بعد تشكيل مجلس الأوقاف الجديد منذ أسبوعين تمَّ اتّخاذ قرار بفتح مصلى باب الرحمة المغلق منذ عام (2003) لنصلي مجتمعين في هذا المكان، وهو فرض للأمر الواقع، وهذا ما جعل الاحتلال يتَّخذ هذه الإجراءات في المسجد الأقصى، لافتاً إلى أنَّ رسالة الأوقاف واضحة وهي أنَّ المسجد الأقصى بمساحة (144) دونمًا فوق وتحت الأرض وحدة واحدة غير قابل للتقسيم أو التجزئة، وهو تحت تصرف الأوقاف.

وتابع، أنَّ مجلس الأوقاف يبحث التداعيات التي ستترتب عقب اعتداءات الاحتلال وانتهاكاته بالمسجد الأقصى، ولكن كلَّ هذه الإجراءات لن تثنينا عن الاستمرار بفتح مصلى باب الرحمة مهما كانت النتائج المترتبة على ذلك".

وأضاف عبد القادر: "أحزاب اليمين المتطرّف وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، تحاول توظيف المسجد الأقصى في الانتخابات الإسرائيلية، وكل ما يحدث من قمع وإجراءات يصب في الماكنة الانتخابية لليمين، المتطرف ولن نقبل أن يكون الأقصى راعيًا للانتخابات الإسرائيلية، ولن تردعنا كلُّ خطواتهم عن تمسكنا بالأقصى والصلاة في كلِّ شبر فيه".

وأشار إلى أنَّ الاحتلال يحاول المس بالوصاية الأردنية على المسجد الأقصى، من خلال التضييف على الحراس واعتقالهم وإبعادهم، ومضايقة المصليين، كما أنَّ الاحتلال يحاول عرقلة دور الأوقاف بالمدينة المقدسة من خلال تعطيل ما نقوم به من عمليات صيانة وإشراف على مرافق الأقصى، في محاولة لتقليص دورنا وانهاء مهمتنا بالمسجد".

وتابع عبد القادر:" وتيرة الاقتحامات تصاعدت وارتفعت كمًّا ونوعًا، عن العام الماضي،  المقتحمون ليسوا متطرفين فقط، انَّما تجاوز الأمر ليصل للأحزاب السياسية وأعضاء كنيست ورجال شرطة الاحتلال وأجهزة أمنيَّة وعسكريَّة، في محاولة لخلق واقع معين بالمدينة المحتلة".

وفي السياق ذاته تحدَّث عبد القادر عن مخطط التهويد الشامل الذي تهدف له حكومة الاحتلال والذي يستهدف المدينة المقدسة بكل مكوناتها، وأضاف: "هناك تصعيد كبير وغير مسبوق منذ العام (1967)، وزيادة بعدد المنازل التي تمّ هدمها، وخاصة في سلون والشيخ جراح".

وحول الدور الأردني، قال: "دور الأردن حامي وراعي للمقدسات الإسلامية والمسيحية بالمدينة المحتلة، وهناك اتفاق فلسطيني أردني منذ آذار عام (2013) أكَّد على استمرار الوصاية الهاشمية، وعلى أساسها تمَّ تشكيل مجلس جديد للأوقاف بالقدس وتوسيعه من (12-18) عضواً، من أجل التصدي للمخاطر التي يتعرض لها الأقصى".

وشدَّد على ضرورة تحرُّك العالم العربي وتحمل مسؤوليته تجاه الأقصى، لحفظ المقدسات الإسلامية والمسيحية من المخاطر المحدقة بها.