نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - يحاول الاحتلال عبر استدعاء تصعيد كبير في القدس المحتلة واعتقال رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس عبد العظيم سلهب ومدير التعليم الشرعي في الأوقاف ناجح بكيرات، لساعات قبل إطلاق سراحهما وإصدار قرار بإبعادهما عن المسجد الأقصى لمدة سبعة أيام يحاول من خلال ما سبق أن يذيب انجاز المقدسيين بفتح باب الرحمة المغلق منذ 2003.

في المقابل يرى مراقبون ومحللون أن التصعيد يأتي على توقيت ولادة مجلس أوقاف القدس بمشاركة عدد من القيادات الفلسطينية الى جانب رموز وطنية اردنية.

وفي هذا السياق أكد الكاتب الصحفي نضال سلامة أن الاعتقالات التي جرت حملت في طياتها رسالة شديدة اللهجة الى الأردن باعتباره صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات.

وقال سلامة لـ"النجاح الاخباري" إن اعتقال رأس مجلس الأوقاف قبل الافراج عنه يمس هذه الوصاية وأن لهذا السلوك العدواني ما بعده من انعكاسات سياسية تصعيدية من قبل الاحتلال.

ورجح سلامة أن يصدر عن الاردن الرسمي والشعبي مواقف متقدمة وكبيرة والتأكيد أن الوصاية لا يمكن التعدي عليها وأنها غير قابلة للتفريط فيها.

لافتا الى أن انجاز فتح باب الرحمة سيشكل دافعا قويا للأردن وفلسطين للوقوف ومواجهة التحديات التي تعصف بالمدينة تمهيدا للإعلان بشكل رسمي عن ما يسمى اعلاميا بـ"صفقة القرن".

بموازاة ذلك، قرأ سلامة حملة الاعتقالات المسعورة في القدس المحتلة من زاوية محاولات الاحتلال لإستدعاء تصعيد كبير يقود في النهاية الى العودة الى 2003 أي إعادة  إغلاق باب الرحمة في ظل تسجيل المقدسيين لانتصار وازن عبر "كسر القيود" عن المكان.

ورأى سلامة أن ثمة مقاربات بين ما حصل الجمعة الماضية وبين ما حصل قبل عامين حين صمدت ارادة المقدسيين وهدموا البوابات الالكترونية التي وضعها الاحتلال على بوابات المسجد الاقصى المبارك.

إمام لباب الرحمة

في سياق متصل كشف وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني عبدالناصر أبو البصل عن قرار تعيين إمام لباب الرحمة في المسجد الأقصى، بعد 17 عاما على إغلاقه.

وقال أبو البصل خلال استضافته والمدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وصفي الكيلاني، في برنامج الأردن هذا المساء الذي يبث عبر شاشة التلفزيون الأردني إن الجميع في الأردن مع الأوقاف في القدس. 

ومن جهته قال الكيلاني إن الأردن تلقى وعودا لأكثر من 15 مرة بفتح باب الرحمة إلا أنه سئم الوعود غير الصادقة من الاحتلال الإسرائيلي.

رئيس مجلس أوقاف القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب أكد عبر مداخلة هاتفية، أن سلطات الاحتلال تتصرف بطريقة مخالفة لكافة الأعراف والأخلاق.

وقال إن فتح باب الرحمة يوم الجمعة كان قرارا من الأوقاف لتفادي وقوع مجزرة، حيث كان يقف أمامه 10 آلاف مصل، ولتجنب إراقة الدماء.

وطالب سلهب الحكومة الأردنية بالتدخل لمنع إبعاد الاحتلال موظفي الأقصى والمواطنين.

وسبق للعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ان اعتبر علنا بأن القدس والدور الاردني في رعايتها من الخطوط الحمراء التي لا يمكن خضوعها لأي مساومة  بالنسبة لبلاده.

هزائم متتالية

بدوره اعتبر الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة أن ردة فعل الاحتلال من تشكيل مجلس أوقاف القدس وتوسيع المجلس ليضم شخصيات وذوات مقدسية ذات مصداقية وتعبر عن التفاهم العميق بين رام الله وعمان تعكس رغبة كبيرة لدى حكومة الاحتلال المتطرفة في التصعيد في القدس المحتلة واستخدام وشن حرب مسعورة على "المجلس" واستخدام ذلك كمادة انتخابية لاستقطاب اصوات الناخبين المتطرفين والمستوطنين.

وأكد فراعنة أن معركة مصلى باب الرحمة ستبقى مفتوحة بإدارة مجلس أوقاف القدس ومساندة المقدسيين.

وأشار فراعنة لـ"النجاح الاخباري" الى هزيمة نتنياهو في معركة البوابات الإلكترونية والجسور الحديدية والكاميرات الذكية التي أُرغم على إزالتها في تموز 2017، الى جانب فشله في معركة كنيسة القيامة وفرض الضرائب على ممتلكات الكنائس، وتجميد نتنياهو لقانون الكنائس شباط 2018،ناهيك عن معركة الخان الأحمر وتجميد قرار إزالة القرية في شهر تشرين أول 2018.