غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - تشير التوقعات إلى اجتياح أسراب من الجراد للأراضي الفلسطينية، في ظل استعدادات دول المنطقة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) لمقاومة الجراد القادم من السودان والسعودية.

في حين بدأ الاحتلال الإسرائيلي استعداداته لاحتمال وصول هذه الاسراب إلى الشمال، حيث بدأت فرق حماية النباتات في وزارة الزراعة الاسرائيلية باختبار مخزون المبيدات، رغم تأكيدها أن الجراد لا يشكل خطرا على البشر والحيوانات، انما على المحاصيل الزراعية.

واكدت وزارة الزراعة الاسرائيلية في تقرير نشره موقع "واللاه" العبري الالكتروني، أنها على اتصال مستمر بمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) للحصول على صورة لحركة الجراد في المملكة العربية السعودية ومصر واتجاهات تنقله، مؤكدة استعدادها لمواجهة هذه الاسراب.

مدير عام الارشاد والتنمية في وزارة الزراعة في غزة نزار الوحيدي، حذّر من وصول أسراب الجراد للأراضي الفلسطيني، في ظل عجز وزارة الزراعة عن وضع خطط لمكافحة هذه الحشرات.

وقال الوحيدي في تصريح خاص لـ"النجاح الاخباري": إن الجراد لا يقاوم بمجهود محلي او قطري يواجه بمجهود أممي ودول على مستوى العالم العربي كله، أو حوض البحر المتوسط بما فيه الدول الأوروبية وبعض الدول الآسيوية والافريقية تتعاون مع منظمة الفاو".

وذكر أن المسؤول الأول عن مكافحة هذه الحشرة منظمة الفاو التي تحدد كل هذه الأمور وتتابع بالدراسات الحقلية والميدانية للجراد، لافتاً إلى أن وزارة الزراعة لا تملك الخبراء والامكانيات اللازمة لمكافحة الجراد.

وأضاف الوحيدي أن مكافحة الجراد بحاجة إلى مبيدات وطائرات رش من السماء، مشدداً على أنه في حال وصل الأراضي الفلسطينية فستكون هناك مشكلة كبيرة بالفعل.

وتوقع أن يتعاون الاحتلال الإسرائيلي مع الجانب المصري للقضاء عليه في سيناء قبل وصوله لفلسطين، وذلك لتخوف "إسرائيل" بشكل كبير منه.

وعن كيفية انتشار الجراد بشكل عام، أوضح مدير عام الارشاد والتنمية في وزارة الزراعة في غزة، أن مليارات بيض  الجراد يبدأ بالفقس حال سقوط الأمطار، وتبدأ الرياح بنقلها من شرق مصر وشمال السودان وغرب الجزيرة العربية.

وتابع " الرياح المتجهة من الجنوب للشمال أو من الغرب للشرق تحملها باتجاه الجزيرة العربية ثم تدفعها تجاه الشام.. هذه قضية معروفة تاريخياً وبيئيا ومدروسة تماماً".

وبحسب الوحيدي فإن الجراد إذا وصل منطقة أفنى كل الأخضر فيها يأكل كل شيء، مشيراً إلى أننا الآن على أبواب فصل الربيع ومعظم الأشجار مزهرة ومتفتحة براعمها.

وأكد الوحيدي أن وجود الجراد سيهدد بضربة للأمن الغذائي والاقتصاد الزراعي الفلسطيني، داعياً منظمة الفاو لمواجهة الجراد وحماية المحاصيل الزراعية.

وقبل أيام، حذرت المنظمة من ازدياد أعداد الجراد وانتشارها على امتداد جانبي البحر الأحمر، حتى وصلت الساحل الشمالي للسعودية منتصف يناير الماضي وجنوب شرق مصر نهاية الشهر.

ووفق "الفاو" فإن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في السيطرة على حالة الجراد، قبل بدء عملية التكاثر في الصيف، ويعتمد اتساع الرقعة الحالية على عاملين رئيسيين وهما السيطرة الفعالة وتدابير المراقبة في مناطق تكاثر الجراد في السودان واريتريا والسعودية والبلدان المجاورة، وكثافة سقوط الأمطار بين شهري مارس/ آذار، ومايو/ أيار على امتداد جانبي البحر الأحمر وفي المناطق الداخلية من شبه الجزيرة العربية.

ووفقا لعدة مصادر تاريخية، فإن فلسطين تعرضت لموجات من الجراد خلال القرنين الماضيين، ففي القرن التاسع عشر، هاجم الجراد فلسطين في الأعوام: 1838، 1845، وفي شتاء وصيف عام 1865 أحدث خلالها دمارا هائلا وقضى على المحاصيل الشتوية والصيفية، 1876، 1878، 1898، 1899.

وفي القرن العشرين، كانت أخطر هجمات الجراد في 21 آذار/ مارس 1915 والذي سمي بعام الجراد؛ إثر أعداد الضخمة التي اجتاحت البلاد وقضت على الأخضر واليابس فيها، وتبعه هجمات في عامي 1930 و1947.