وكالات - النجاح الإخباري - مع اقتراب مشروع "دولة الخلافة" الذي أعلنه التنظيم من نهايته، تقود الولايات المتحدة اليوم الدعوات إلى ترحيل مئات الرجال والنساء والأطفال الذين اعتقلوا في جبهات المعارك مع التنظيم إلى بلادهم، بيد أن العديد من هذه البلدان بدت مترددة في قبول عودتهم.

وقد سافر عشرات الآلاف من الأجانب إلى سوريا والعراق للقتال إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية.

لماذا ذهب هؤلاء إلى سوريا والعراق؟

في عام 2003، قصد "الجهاديون" العراق مع اشتعال جذوة التمرد السني في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لإسقاط نظام صدام حسين. ويعتقد أن المئات منهم كانوا قد انضموا لتنظيم القاعدة في العراق، الذي سبق ظهور تنظيم الدولة الإسلامية فيه.

وسافر عدد أكبر من المقاتلين الأجانب إلى سوريا في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية فيها عام 2011. وقد كان لوجودهم أثر في تعقيد مسار النزاع في سوريا وساعد على جعله صراعا طائفيا بوضوح بين الأغلبية السنية والطائفة العلوية الشيعية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.

بيد أن الموجة الأكبر كانت بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014 على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، ودعوته المسلمين للهجرة إلى ما سماه بدولة "الخلافة" الجديدة.

ما هو عدد الأجانب الذين التحقوا بتنظيم الدولة؟

قالت الأمم المتحدة إن ما يزيد على 40 ألف مقاتل أجنبي قدموا من 110 دول دخلوا سوريا والعراق للانضمام إلى جماعات إرهابية.

وتؤكد دراسة موثقة بالبيانات الرسمية والأكاديمية ومن مصادر أخرى، نشرها المركز الدولي لدراسات التطرف التابع لكينجز كولدج في لندن في يوليو 2018 أن عدد الأجانب في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية تحديدا يبلغ 41,490 شخصا (بواقع 32,809 من الرجال و 4,761 امرأة و4,640 طفلا) من 80 دولة.

وخلص الباحثون إلى أن 18,852 من هؤلاء الأجانب قد وفدوا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و7,252 من شرق أوروبا، و 5,965 من آسيا الوسطى، و5,904 من أوروبا الغربية، و1,010 من غرب آسيا، و1,063 من جنوب شرق آسيا، و753 من الأمريكيتين وأستراليا ونيوزلاندا، بالإضافة إلى 447 من جنوب آسيا، و244 من جنوب الصحراء الكبرى.

ويبلغ عدد الأجانب الملتحقين بتنظيم الدولة من المملكة المتحدة قرابة 850 شخصا، بينهم 145 إمرأة وخمسين طفلاً.

كم عدد الأجانب الذين لا يزالون يقاتلون في صفوف التنظيم ؟

أُجبر تنظيم الدولة الإسلامية على الانسحاب من معظم المناطق التي كان يسيطر عليها في أعقاب خمس سنوات من المعارك الدموية الضارية مع القوات السورية والعراقية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، لمجلس الأمن الدولي في فبراير/شباط 2018 إنه أفيد أن تنظيم الدولة الإسلامية ما زال يضم في صفوفه ما بين 14 إلى 18 ألف مقاتل في سوريا والعراق، من بينهم نحو ثلاثة آلاف أجنبي.

وفي الوقت الذي نُشر فيه بيان غوتيرس، كانت قوات سوريا الديموقراطية تشن هجوما للسيطرة على الجيب الأخير من الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم في سوريا.

وقد لاذ مقاتلون أجانب بالفرار من القتال الدائر حول قرية باغوز لتعتقلهم قوات سوريا الديموقراطية.

هل عاد أي من هؤلاء المقاتلين إلى بلدانهم؟

خلص باحثون في المركز الدولي لدراسات التطرف إلى أن ما لا يقل عن 7,366 من المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية قد عادوا أدراجهم إلى بلادهم، بينهم 256 إمرأة وقرابة 1,180 طفلاً.

وحتى يونيو/حزيران 2018، عاد 3,906 مقاتلين أجانب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى بلادهم، و 1,765 إلى أوروبا الغربية، و784 إلى أوروبا الشرقية، و338 إلى آسيا الوسطى، و308 إلى جنوب شرقي آسيا، و156 إلى جنوبي آسيا، و97 إلى الأمريكيتين وأستراليا ونيوزلاندا، و12 مقاتلا إلى جنوب الصحراء الكبرى.

وحسب تقرير المركز، فقد تأكدت عودة امرأتين وأربعة أطفال فقط من بين 425 شخصا من هؤلاء عادوا إلى المملكة المتحدة، بحسب تقرير المركز.

وقد عبرت الأمم المتحدة عن خشيتها من أن ينشط هؤلاء العائدين مجددًا بعد إطلاق سراحهم. وقالت إن النساء المتطرفات والأطفال الذين تعرضوا للصدمة قد يشكلون خطرا أيضا.