غزة - محمد سعيد - النجاح الإخباري - "ومن يأبى صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحفر" شعار أتّخذه الشاب عبد الرحيم الزريعي صاحب الـ(25) عامًا بعد تخرجه من الجامعة.

 

شغف دفع الزريعي إلى القيام بالترحال والتنقل والتجوال في الأماكن الأثرية في الجزء الجنوبي من فلسطين ليظهر للعالم أجمع بأنَّ وجه غزة جميل رغم ما لحقه من حروب ودمار.

يعشق الشاب العشريني الرياضة والاستكشاف فحاول المزج بينهما، فانطلق متنقلًا بين شوارع مدن غزة من شمالها إلى جنوبها، ليزور معظم الأماكن الطبيعية والأثرية، ويشير إلى أنَّ "معظم الشعوب العربية والأجنبية تعتقد أنَّ غزة لا تصلح للحياة الأدمية، فأردت أن أزيل الغبار عن بعض الأماكن التي ممكن تستحق وصفها بالرائعة".

يقول الزريعي لـ"النجاح الإخباري": "وجدت نفسي بعد الانتهاء من دراسة دبلوم إلكترونيات من جامعة فلسطين التقنية، بلا عمل وأوقات الفراغ كثيرة كان لا بد من ملء هذا الوقت بشيء مفيد".

وتابع: "فخطر على بالي أن أقوم بعمل أعشقه وفي نفس الوقت يكون مميزًا".

ويشير إلى أنَّه شعر بشغف كبير لزيارة أماكن لا يعرفها من قبل في مدن القطاع، مضيفًا "بحثت على الشبكة العنكبوتية عبر الإنترنت، فوجدت أماكن تاريخية فاندهشت من عدد تلك الأماكن الرائعة". 

وينوِّه إلى أنَّ فكرة التجول بين مدن قطاع غزَّة راودته بداية عام (2013م)، وبدأ بتطبيقها خلال عام (2016م)، عبر إنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" وأطلق عليها "رحال غزة".

ويسعى – في الوقت الحالي- إلى نشر الثقافة الفلسطينية داخل المجتمع المحلي في قطاع غزة أو خارجه، ويمكن التعرف إلى الأماكن التراثية، متابعًا" أعشق التعرف إلى الثقافات المختلفة والمتنوعة للناس". 

دعم الأهل

ويقول "رحال غزة": إنَّه في بداية الأمر استشرت عددًا من الأشخاص المقربين مني، الأهل الأصدقاء والجيران، وجدت دعمًا كبيرًا، وفي الوقت ذاته بعض علامات الاستغراب الذي بدا على وجوههم".

ويتابع: "قرَّرت البدء في الترحال والتنقل بين قرى ومدن قطاع غزَّة، حيث قمت بالعديد من الرحلات من الحاجز إلى المعبر، وأطلقت الدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي وشارك (32) شخصًا في الرحلة، لكن (9) أشخاص فقط وصلوا لخط النهاية".

ويعتبر ذلك تجربة رائعة ووضع الخطوة الأولى في مجال الترحال رغم وجود الكثير من العقبات التي واجهتنا في الطريق. 

العقبات

وتحدَّث الشاب الزريعي عن العقبات التي واجهته، من بينها عدم وجود معدات، "رغم ذلك دخلت في تحدي مع شركة أردنية بإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، حصلت على  الكثير من الإعجابات ، فربحت التحدي والفوز بمعدات الترحال".

ويضيف: "ودخلت في تحدي آخر وهو إدخال المعدات إلى القطاع، نتيجة تشدُّد الاحتلال الإسرائيلي على المعابر المؤدية لغزة، ووصلت بعد 9 شهور، فيها خيمة صغيرة وحقيبة تحتوي بعض المعدات الشخصية كما اشتريت دراجة هوائية للتنقل من مكان إلى آخر".

وكما واجه بعض العقبات المالية حيث كان يعمل مدة 3 أيام في مجال تخصصه في  الإلكترونيات، فاستطاع توفير بعض الحاجيات الأساسية للترحال من المال الذي يتقاضاه.

ويطمح "رحال غزَّة"  إلى تحقيق حلمه في زيارة جميع المدن الفلسطينية، والتعرف إليها ونشر الثقافة الفلسطينية وسط الشعوب العربية.

ويضيف: "طموحي الآن تسلق قمة إيفرست – وهو أعلى جبل في العالم- مع مجموعة شبابية على مستوى فلسطين من قطاع غزة والضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة (1948م)، وسنقوم بهذا الأمر خلال الشهرين المقبلين إذا لم تواجهنا عقبات".