خاص - مارلين أبو عون - النجاح الإخباري -  

يبدع الآباء والأمهات والمربين في بعض الأحيان ، في استخدام أساليب لتخويف الطفل من أشياء كثيرة كالعفريت أو اللص وغير ذلك من أجل الالتزام بأكل الوجبات أو سماع الكلام ،أو كتابة الواجبات ، وهذا أمر معروف وغير مقبول.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالدين ،يصبح الأمر اكثر تعقيداً واكبر خطراً ، فتخويف الطفل من النار وعذاب الله عند التقاعس عن أداء فروض وسنن العبادات ؛ يرسخ العبادة لديهم على أساس الخوف من عقاب الله دون حب هذه العبادات ، ودون أن يقتنع بأهمية العبادة لنفسه وفوائدها له من تهذيب النفس وتدريبها على بذل التسامح  والتعايش مع الآخر، جاء ذلك خلال حديث خاص للأستاذ علاء مصبح ، حيث قال ل النجاح الاخباري أن تخويف الطفل بكل ما جاء في النار من مخاوف وكروب وأهوال دون تعريفه برحمة الله ، يجعل اعتقاد الطفل تجاه العبادات أجوف وفارغ فيؤدى العبادات على أنها عادات ويشق على نفسه ويشق على غيره ويصبح متطرفًا بكل سهولة ويسر ويكون أقرب لتشكيل عقله لأي انحراف سواء متطرف أو إلحادي.

وأوضح أن تخويف الطفل بنار جهنم هو من أشد أنواع الكذب لأن أصلًا الطفل غير مكلف ، ولا يعد ذلك من تدريبه على مراقبة الله في أفعاله ؛ فهذا يعطيه تصور ونظرة خاطئة عن الله يستخدمها في تعنيف غيره.

 

وأشار إلى أن الذي يتعود في صغره على أشياء محرمة وهي الأشياء غير الجميلة عادة يستمر عليها في الكبر ، وحينئذ فستُكتب له سيئات. والذي سيئاته أكثر من حسناته مهدد بالنار ، فيكون هذا تجديدًا في فكره الديني فيتعود على قبول ذاته وذات الآخرين ويكون محصنًا من الأفكار المتطرفة والإلحادية المؤذية للغير.

 

ونصح مصبح الآباء والأمهات والمربين أن يكثروا من عبارة الله يحب كذا ، وهى عبارة تكررت عشرات المرات في القرآن فلماذا لا نربي بها أولادنا ؟ ، وينبغي كذلك ألا نرسخ عند الطفل أن الله لا يغضب على الطفل أو يكرهه لذاته بل يكره الفعل.