النجاح الإخباري - في فلسطين خارطة الأحلام مفزعة، إن صحوت ويدك مقبوضة على قلبك فأعلم أن السياسة تسللت إلى منامك، ربما حلمتُ أن وحدة فلسطينية تحققت وعبرت إلى أرضنا بعدما لفحتها رياح سيبيريا الروسية، ووصلتنا مجمدة بفعل فاعل، فما أكثر الفاعلين وما أقل فعلنا.

طفنا نحن الفلسطينيون الأرض شرقا وغربا بحثا عن وحدتنا، وفشلنا أن نلتقي من أجلها في فلسطين صاحبة الشأن، وقفت وفودنا عند ستار الكعبة تتضرع إلى العلي القدير أن يحقق الوحدة المنشودة، لكن الله لم يستجب بعد، أيقن المتحاورون أن عليهم الأخذ بالأسباب فحلقوا في السماء وتجولوا بين المطارات ومكثوا في أجنحة فندقية في عواصم العالم أزمانا ربما فاقت ما مكثوه في فلسطين، لكن لا ضير في ذلك طالما الهدف إنهاء الانقسام، وأبواب القاهرة وبيروت ودول افريقيا وأسيا وقارات العالم ترحب بنا وبنوايانا الطيبة.

لم يبق عربي ولا افرنجي إلا تدخل في انقسامنا حتى صرنا "فرجة" للعالم، الكل مندهش من قدرتنا الغريبة على الصبر والثبات على الانقسام، وتزداد الدهشة مع إعلان كل ذوي شأن أنه مل من الانشطار البغيض.

كثيرون يتمسكون بأمل الوحدة، وقلة تتمسك بأمل الانقسام وتواصل العمل على تكريسه، لكنها فئة قليلة غلبت كثيرة بإذن أيادٍ خفيفة ونوايا الشر.