نابلس - خاص - النجاح الإخباري - القرآنيون هو مصطلح يطلق على من يؤمنون بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ،ويسيرون على منهجها ،ويؤكدون عليه ، وهو يدل دلالة واضحة على أن السنة حجة واضحة في آيات كثيرة متنوعة في أساليب خطابها ، ولكن هذا الاختلاف تغير في وقتنا الحاضر ،فقد أصبح القرآني يؤمن بكتاب الله ولا يؤمن بسنة نبيه بحجة أن السنة النبوية مرهونة بوقت وزمان ، جاء ذلك خلال لقاء مع الشيخ سعيد الصرفندي المتخصص بالدراسات الاسلامية ضمن برنامج سجال الذي يبث عبر النجاح ، حيث قال :" أن القرأن الكريم  هو كلام الله المنزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم وهذه المسألة لاخلاف عليها بين المسلمين ، لكن الخلاف حدث بعد ذلك بالحدثي عن السنة النبوية باعتبارها وحياً وتشريعاً.

وأوضح الصرفندي على أن معتقدات وأفكار القرآنيين في الوقت المعاصر، تختلف عن رأي ومعتقدات القرآنيون قديماً،وبأن السنة النبوية هي تطبيق رسول الله لأحكام القرآن ،ولكن هذا التطبيق محكوم ببعدي الزمان والمكان ، بمعنى أن النبي كان يطبق القرآن وليس في فضاء ،وانما في واقع وفي زمان ومكان أفكان هذا التطبيق يتأثر بجملة العوامل الوجودية والمعرفية التي يعيشها أي مجتمع .

وأشار أنه مادام  أن فهم الناس للسنة النبوية ، هو تطبيق النبي للقرآن في ذلك الزمان ،فهو التطبيق الأكمل من ناحية بشرية ولكنه ليس التطبيق النهائي ،بمعنى أنه يجب أن يفهم القرآن في زماننا بمعطيات وظروف زماننا ،وقال:" المعرفة التي تراكمت عندنا سواء في علوم القرآن ،أو في علوم أخرى ،فنحن نحتاج لجملة من العلوم عندما نتحدث عن القرآن ونحاول فهمه."

وأرجع الصرفندي السبب في  اختلاف القرآنيين وخلافهم مع السنة ، أنه سبب منهجي ،فهناك من ساووا بين ترادفات القرآن واللغة ،وهناك من أنكروها، فالذين آمنوا بالترادف في القرآن ساووا  بين الرسول والنبي ، فكلما جاءوا يستشهدون بسنة النبي ،جاءوا بآيات فيها ذكر الرسول وليس النبي ،لذلك هذا التفريق في هذه المسألة يترتب عليه أشياء كثيرة .

من ترك سنة رسول الله بالمجمل فهو كافر

على الجانب الأخرى عارض الأستاذ خالد علوان ،أستاذ الحديث وأصوله في كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية ،ماقاله سعيد الصرفندي ،ورفض هذا الاعتقاد جملة وتفصيلا ، وقد أكد على أن القرآني لا يكون قرآنياً إلا إذا آمن بكتاب الله وسنة رسوله وقال" المصطلح المعاصر للقرآنيين هو مصطلح مضلل ، لأنهم في حقيقة الأمر، لا قرآنيين فلو أنهم كانوا يؤمنون بالقرآن الكريم لآمنوا بسنة رسوله ."

وأشار علوان إلى أن آيات كثيرة ذكرت وظيفة النبي محمد صلى الله عليهم وسلم منها قال تعالى:" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ." ،"وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ."،"من يطع الرسول فقط أطاع الله ."،"ما أرسلنا من رسول الا ليطاع بإذن الله."،" وإن تطيعوه تهتدوا." ،" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ."، هذه الآيات الكثيرة في دلالتها على وجوب طاعة سنة نبيه ،ولتبين لنا أهمية السنة وخطورتها ،وقال:" نحن نصلي فكيف سنصلي اذا لم نقتضي بسنة رسول الله ،فالقرآن لم يبين لنا عدد ركعات الصلاة ولا أوقاتها ولا كيفياتها ، فالمسلم لا يستطيع صلاة ركعة واحدة بدون الرجوع للسنة النبوية الذي تعلمناها عن الرسول الكريم."

وشدد على أن التولي والبعد عن سنة رسول الله معناه الضلالة ، والقرآنيون لا يؤمنون بذلك ، ويعطون السنة النبوية صفة تاريخية انتهت مع انتهاء وقتها وزمانها

وأوضح على أنه لا يمكن تطبيق الاسلام تطبيقاً سليما بدون اتباع سنة رسول الله ،ولم ينكر أن هناك بعض القضايا مرتبطة بزمن معين ،ولكن السنة بشكل عام بمجملها (السنة مع القرآن)ذكرت متقارنة لقوله تعالى :"وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول."

وأفاد علوان أن القرآنيون يفرقون بين السنة العملية والسنة القولية ،ومادام الأمر قد صدر عن رسول الله ،وأن السنة العملية متواترة والسنة القولية فيها تواتر فهذا يناقض قولهم ومعتقداتهم .

وأكد على أن من ينكر السنة بمجملها فهو يقترب من الكفر لقوله  تعالى :"إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسوله ." ، وهذه آية صريحة على التفريق بين الله ورسوله ممن يكفرون بها، والقرآنيون الذين ينكرون السنة يخالفون الصحابة، والتابعين ،والأئمة ،وحتى الشيعة والمعتزلة الذين جميعهم يعترفون بالسنة ."