نابلس - متابعة خاصة - النجاح الإخباري - لم تهدأ الحركة الفلسطينية الرسمية والسياسية على مدى الايام القليلة الماضية، وتوزعت بمختلف الاتجاهات السياسية وكانت لها محطات بارزة في لبنان ودافوس، وسط تسجيل مواقف سياسية على مستوى القضية الفلسطينية على ضوء مواصلة الاحتلال تعنته بالتزامن مع القرارات الامريكية المجحفة وآخرها وقف المشاريع التي تنفذها "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية​" في الضفة وغزة في31 كانون الثاني الجاري.

 مثّل محور هذه الحركة رئيس حكومة الوفاق الوطني د.رامي الحمدالله الذي شارك في القمّة العربيّة الاقتصاديّة التنمويّة التي انعقدت في لبنان في محطة أولى ليغادر بعد ذلك للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي التي انطلقت في "دافوس" بسويسرا.

عناوين وازنة...

الحمدالله الذي أرسى لعناوين فلسطينية وازنة خلال كلمته في القمة أجرى في الوقت ذاته سلسلة من اللقاءات والاجتماعات الثنائية والجماعيّة في سبل حشد المزيد من الدعم للقضية الفلسطينيّة على الضغوط الدولية والقرارات الاميركية المتعلقة بتطبيق "صفقة القرن"، والتطورات المتسارعة في المنطقة.

القدس 

في ملف "العاصمة القدس" واصل الحمد الله دعوة القادة العرب بتخصيص المزيد من الدعم السياسي والمعنوي والمادي لمدينة القدس المحتلة المحاصرة، تأكيدا على المسؤولية العربية الجمعية في الدفاع عنها وعن مقدساتها المسيحية والإسلامية ودعم صمود أهلها ومؤسساتها في مواجهة كافة أشكال التهويد والاقتلاع والتهجير التي تتهددهم".

واضاف الحمد الله" نتطلع إليكم جميعا لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ الخطة الاستراتيجية للتنمية القطاعية في مدينة القدس المحتلة (2018-2022) بالتنسيق مع دولة فلسطين، ووفق الآلية التي تم اعتمادها في دورة المجلس الاقتصادي والاجتماعي رقم 102، وكذلك ترجمة القرارات الصادرة عن القمم العربية بشأن زيادة موارد صندوقي القدس والأقصى بقيمة (500) مليون دولار. ونتطلع إلى إلتزام كافة الدول العربية الشقيقة بتنفيذ القرارات المتعلقة بإعفاء وتسهيل دخول البضائع والمنتجات الفلسطينية الى أسواق الدول العربية بدون رسوم جمركية أو غير جمركية، وحشد الدعم الدولي تجاه تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بحماية مواردنا الطبيعية التي تتعرض للنهب والسرقة والمصادرة".

الحمدالله لم يخفِ امام المسؤولين العرب اهميّة الوحدة العربيّة وتنسيق الموقف لمواجهة خطورة المرحلة المقبلة ودقتها، لجهة التعنت الاسرائيلي ورفضه تطبيق قرارات الشرعية الدولية، مؤكدا التصدي لكافة المخططات التي تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني حتى يتمكن من انهاء الاحتلال بشكل كامل وتجسيد اقامة دولته المستقلة وحقه في العودة الى ارضه.

في العنوان الثاني شدد الحمدالله على ملف اللاجئين مضيف: " إننا نرفض المساس بمكانة الأونروا، ولن نتنازل عن حقوقنا التاريخية، مهما اشتدت الظروف أو تمادت إسرائيل في طغيانها وجبروتها. نشكركم جميعا على إقرار وتبني مشروع القرار الذي تقدمت به المملكة الأردنية الهاشمية بشأن التحديات التي تواجه وكالة الاونروا".

فيما لم يغب عن الحمدالله الدعوة الى وقف "التطبيع العربي" مع الاحتلال الالتزاما بما جاء في مبادرة السلام العربية التي أقرت في بيروت قبل سبعة عشر عاما.

محذرا من أن التطبيع مع إسرائيل لا يجب أن يتم قبل إنفاذ المبادرة واسترداد الحقوق العربية وفي مقدمتها، إقامة دولة فلسطين على الأراضي المحتلة منذ عام 1967، والقدس عاصمتها. وإن مقاطعة الاحتلال الاسرائيلي، هي أحد أدوات المقاومة السلمية للاحتلال واستيطانه، داعيا كافة الدول والمؤسسات والشركات العربية إلى الالتزام بوقف جميع أشكال التعامل المباشر وغير المباشر مع منظومة الاحتلال ومستوطناته، واتخاذ التدابير اللازمة لتفعيل ذلك.

التحرك الفلسطيني واصل مشوراه بقيادة الحمدالله الى  سويسرا وبالتجديد في البلدة الجبلية السويسرية الصغيرة والحالمة "دافوس"

وقال  الحمد لله، مساء الثلاثاء، إنه رغم وجود الاحتلال الذي يخنق قطاع غزة، إلا أنه تم تسجيل الاقتصاد الوطني بأنه اقتصاد موثوق.

وأضاف الحمد لله خلال جلسة له في المنتدى "دافوس" الاقتصادي الأشهر عالميا: "اقتصادنا بحاجة لحرية الحركة فالمنفذ الوحيد لنا هو عبر الأردن وهناك عشرات لجان التنفيش التي تعطل حركة التجارة والتنقل"، متابعا: "لا يمكن أن تتحقق التنمية في غياب الأمن والاستقرار".

فيما أطلق الحمدالله دعوة مفتوحة للعالم عبر "دافوس" مؤكدا أن الحكومة الفلسطينية تشجع الاستثمار وتعطي الحوافز لذلك، وتم انشاء العديد من المدن الصناعية، التي ساهمت في خلق الآلاف من فرص العمل.

رسالة فلسطينية وازانة ايضا أرسلها الحمدالله تتعلق بالدور الأمريكي وأمام ممثل البيت الأبيض في دافوس.

مشيرا إلى أن الخطوات الامريكية والتي تمثلت في نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، وقطع الدعم عن وكالة الغوث ومشافي القدس، لا يساهم في تحقيق السلام، ويقتل حل الدولتين ولا يدعم الاستقرار في المنطقة.

وأكد رئيس الوزراء ضرورة وجود آلية دولية لاستئناف عملية السلام، بناء على مبادرة السلام التي اقترحها الرئيس محمود عباس، منوها إلى أهمية حل القضية الفلسطينية بشكل عادل وفق قرارات الشرعية الدولية، وذلك من دعم الرخاء والازدهار في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أن القضية الفلسطينية قضية مركزية، وبدون حل عادل لها فإن المنطقة ستواصل في العيش بحالة من عدم الاستقرار والتوتر.

ودعا الحمد الله الى عدم الاستثمار في الحروب والسلاح المدمر، قائلا: "علينا أن نستثمر في التنمية والسلام لنخلق واقعا أفضل لبلادنا واجيالنا المستقبلية"، وفي هذا الإطار أكد على اهمية الاستثمار في التعليم من أجل تأهيل الأجيال الشابة بالمهارات والقدرات من أجل التنمية والتغيير الايجابي، واهمية الاستثمار في برامج التعليم المهني، والتعاون بين القطاع الخاص والعام من أجل الاستثمار في قطاع التعليم.