النجاح الإخباري - الصورة قد تبدو عادية، عفوية، تتسلل فيها الابتسامة وتسري في عروقها، لكن خلفها قصص متشعبة التفاصيل، وكأنها صورة لتحدي الوجع الثلاثي. 
يتلقف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الأوجاع من ذات اليمين وذات اليسار، ويردد في ذاته بعد تنهيدة أو ضحكة غامضة معهودة، تساؤلاته وملخصها، ماذا عن وجع لبنان؟
حكاية الوجع الثلاثي تتراكم في الصورة، فلسطين القضية تخبر الأردن الذي يدفع فاتورة فوضى العالم العربي، عن حال لبنان الممزق والذي أرهقته تفاصيل معارك السياسة والميدان والتدخل الخارجي.
لبنان وفلسطين والأردن، كم من مؤامرة تعرضت لها هذه البلدان؟!
وهي التي تقاتل في خندق واحد ضد أعداء الخارج ومؤامرات الداخل، فتوجعها الانقسامات وتؤلمها الخلافات حول الوسيلة وليس الهدف.
صورة تحكي الكثير، ففلسطين تبحث عن تحرر من احتلال لا يرحم، فها هو يقتل أولادها ويأكل أراضيها ليل نهار، ولبنان ينهش خاصرتها خلاف طائفي يجعل الحريري غير قادر عن تشكيل حكومة منذ شهور، بعدما كانت بلاد الأزر لعقود طويلة، نموذجا للانسجام السياسي، وقبلة لكل باحث عن الحرية والاستقرار.
أما الأردن، التي تجدف بكل قوتها للخروج من أزماتها المتتابعة، فهي لا تكاد تستفيق من أزمة حتى تدخل في أخرى، فمن نكبة الفلسطينيين في عام 1948 ثم النكسة عام 1967، وبعدها العدوان على بيروت في ثمانينات القرن الماضي، ثم العدوان على العراق في مطلع التسعينات، فيما يتواصل نزيف الجرح السوري في المخيمات الأردنية حتى الآن.
إنه صورة تجعلنا نقلب صفحات الحاضر، وكلنا أمل أن يكون الغد أجمل.
يتعمق الجرح ويزداد الألم، فيعقد العرب قمتهم الاقتصادية في بيروت، في ظروف حالكة تدفع إلى اليأس، لدرجة تسلل القناعة إلى بعض الزعماء العرب بأنه لا مجال لإصلاح اقتصادي، فتغيبوا حتى عن القمة !